اذكر أن علاقتي مع جريدة الجمهورية قديمة منذ كنت بمتوسطة «بروسوليت» أي الأمير حاليا ببني صاف، كنا نشتريها نحن الأربعة مرة في الأسبوع (يوم الأحد) كان ثمنها أربعة دورو (دورو لكل واحد) أنا و حدو و محمد و ابن عمي علي، لمتابعة أخبار اللاعبين «فريحة ولالماص»، و يناصر كل زوج فريقا: مولودية وهران أو شباب بلكور. كنا نذهب يوميا مع سي عبد القادر الله يرحمه في سيارته العتيقة 303 العائلية مقابل مبلغ ندفعه كل شهر و عددنا 13 بالتمام و الكمال، و كان صاحب السيارة يمر في طريق جانبي تجنبا للدرك الوطني. و كنا في أغلبنا من أبناء الشهداء، و الغريب في الأمر أن أبناء عمال المنجم كان لهم النقل مضمونا و بالمجان، و هو الأمر الدي لم أستوعبه آنذاك، يا لقسوة الحياة... كان ذلك في نهاية الستينيات و بداية السبعينيات. في مرحلة السبعينيات تعربت جريدة الجمهورية، و أذكر أنني كنت أشتريها مع جرائد أخرى و بانتظام لما أصبحت معلما بقرية سيدي صافي، انتقل إلى مدينة بني صاف لأجل ذلك. و لما التحقت بجامعة وهران مع نهاية السبعينيات توطدت علاقتي بالجريدة، كتبت بها رسالة حول وضع قريتي المزري و كانت تلك هي البداية. و لعل صفحتها الثقافية التي كان يكتب بها طلبة الأدب العربي من أمثال صالح رويبي و الزاوي أمين اللذين كانا يتحديان الأستاذ عبد المالك مرتاض على صفحاتها بمقالاتهما نارية، أثارتني و دفعت بي إلى متابعتها يوميا. و لعل المنعرج الذي عرفته الجريدة يتمثل في تأسيس النادي الأدبي من طرف الصحافي بلقاسم بن عبد الله و الطالب و الأديب الحبيب السائح، و قد فتحا هذا الملحق الثقافي لكل الأقلام المعروفة و الناشئة و كنت أنا من الصنف الثاني... و كنا نلتقي في تلك الفترة في «مقهى عدن» بوسط مدينة وهران لنتحدث عن محتويات الملحق و عن آخر الإصدارات الأدبية، و كان المقهى يتحول لى فضاء ثقافي يضم كل من الزاوي أمين و المرحوم بلقاسم بن عبد الله و عمار يزلي و المرحومين عبد القادر علولة و بختي بن عودة و عمر الزاوي و الأستاذين المرحوم عمار بلحسن و الزاوي حمزة اللذين أسسا ملحقا «أوراق معاصرة» وآخرين... وفي أواسط التسعينيات أصبحت مراسلا للجريدة أكتب بها أسبوعيا «رسالة باريس» و نظرا للظرف الحساس آنذاك كنت استعمل اسما مستعارا «عبد العزيز حكيم». قدمت ملفا عن معهد العالم العربي و حوارا طويلا مع المعارض السوري «برهان غليون» حول الإسلام و الدولة و ملفا حول الهجرة و قد ساعدني في ذلك الصديق الطيب ولد العروسي، و العديد من المقالات و التخقيقات و الحوارات، فيما بين سنة 1997 و سنة 1998. كانت الفكرة في البداية إصدار ملحق ثقافي رفقة الصديق مرسلي لعرج، أنا أرسل له المقالات من باريس و هو يجمع المقالات هنا بوهران، لكن الأمور أخذت طريقا آخر... و لا أزال إلى اليوم وفيا للجريدة، إذ كلما طلبوا مني مقالا أو حوارا، ألبي الدعوة بكل محبة و أتعامل بتقدير خاص مع مديرها بوزيان بن عاشور و الصحفية علياء بوخاري و آخرين....