تشكل بعض الوديان الحساسة المتواجدة بقلب المدن الكبرى لتلمسان خطرا محذقا على القاطنين اللذين تهددهم الفيضانات المفاجئة و التي تحتاج حسب دراستها لتهيئة شاملة بمخطط يمتد على المدى الطويل يحفظ من الأضرار و القائم أساسا على أرصدة مالية ضخمة تمكّن من تسهيل تصريف المياه باتجاه واحد لتجنب الفيضان الذي طالما سجل خسارة مادية و بشرية بالولاية في السنوات القليلة الفارطة بفعل تموقع الساكنة على حواف المجاري الهامدة و استغلالها في إنجاز بنايات مما زاد من تفاقم الوضع و أصبحت هذه التجمعات نقاط سوداء ترجع أسبابها إلى تأخر المتابعة الدائمة للوديان و تهميش المشاريع ، كما هو الحال بالنسبة لوادي غزوانة بالغزوات الذي استفاد من شطر أول في التهيئة و قلص من خطورة تدفق المياه باتجاه الميناء و ما جاوره من عمران لأن المشروع في حده يستحق سدّ لتجميع المياه الفائضة و الحد من وصولها إلى النسيج الحضري للمدينة و لا يتأتى هذا إلا بتوفير اقتطاع مالي يصل إلى أزيد من (10) ملايير دج لتحديد مسار الفيضانات في نقطة واحدة ترتبط عملية تجسيدها بهذا المطلب الوارد و الذي تنتظره مديرية الموارد المائية لإتمامه كليا سيما و أن الدراسة فرضت على المصالح المعنية أن يكون السد المائي بنواحي ندرومة نظرا لقدرته على احتواء ما بين 6 إلى 10 ملايين متر مكعب من المياه بدلا من تفريغها في البحر. لكن الوضعية المالية أخّرت المشروع .و نفس الشيء بالنسبة لواد وردفو بمغنية الذي تمت تهيئة جزء منه بمركز المدينة وبقي الجزء المبرمج لاستكمال مسافة 3كلم و مطلوب دعمه بمرحلة ثانية يزيد مبلغها عن 1ملياردج فالمنطقة ليست مهددة كثيرا بالفيضان مثل المناطق الأخرى المذكورة و ينقص تهيئة الوادي حسبما ذكر السيد عبد القادر مكسي مدير القطاع بالولاية الذي أكد أن استراتيجية التخطيط مبنية على المراقبة و برمجة عمليات صيانة دورية لضمان امتداد طويل للحماية لعدة سنوات مثلما يحتاجه واد لعريشة الذي لم يعرف البتة عملية تهيئة مع أنه خلف أثارا سلبية بالمنطقة ككل و السكان خاصة أثناء فيضان عام 2013 و قبلها كارثة 2007 فتضررت الأحياء و تسربت المياه إلى المساكن عندما صعدت مياه مجرى الوادي و تدفقت لغاية الطريق الوطني رقم 22 و انسدت المحاور الشمالية و الجنوبية للبلدية بعدما التقت السيول «بالمرجة» بمحاداة قرية بلحاجي بوسيف و كميات هامة تحولت لسد ماقورة و دخلت للمغرب ثم عادت بنفس نسبة التدفق ومن المفروض حسب المسؤول إنشاء سد موسع على ما هو موجود بماقورة لاستيعاب قوة المياه و بالتالي حماية بوابة الصحراء من الظاهرة. و في مقابلها يستغل الفلاحون الكميات لفائدة السقي لذا توفر الإمكانيات المالية البالغة وفقا لتقديراتهم 30 مليار دج ليكون هناك هدف إيجابي إقتصادي و إجتماعي جرّاء التصرف المحنك مع الفيضانات و بمنطقة القور المصنفة ضمن مناطق الهضاب العليا هي الآخرى تعيش مشكل مشابه كلما تساقطت امطار رعدية تظهر بوادر الفيضان الخطير لكن قلة الوسائل تركها جانبا دون حماية السكان بتصريف المياه بواد مهيأ و متبوع بجسر يكون ممرا آمنا للمواطنين . و على مستوى قرية التعاونية ببلدية لحنايا التي تغمر الطريق الولائي رقم «22» رد المدير «هذا فيضان ظرفي مدته أقل من ساعتين و تسبب فيه الفلاحون حين قاموا بغلق منافذ مياه الأمطار عن مستثمراتهم فلم تجد مكان قريب للسيلان إلا هذا الطريق الذي يغلق لفترة قصيرة في فصل الشتاء . و المشاكل مطروحة أيضا بهنين المهددة بالفيضان الذي يتعدى على المنشآت الصيدية . كما لا تخلوا سبع شيوخ كمنطقة تقع تحت سفح الجبل من التدفقات و هي منطقة مبرمجة للتهيئة في حالة تخصيص مبالغ باهضة تقضي على الخطر بعد دراسة جغرافيتها و هكذا ستبقى مشاريع الوديان عالقة لحين تكاثف جهود الدولة مع المصالح التقنية للموارد المائية و التعجيل في أخذ المطالب بعين الاعتبار و خلق هيئة تراقب حركة الوديان الجارية .