- إقبال ضعيف على الرمان و نقص آليات التحويل و التسويق يؤرق المنتجين - فلاحو تاغزوت ببوكانون يسقون الأشجار لمدة 4 دقائق من الأحواض التقليدية تتمركز غراسة أشجار الرمان بشكل كبير بحدود ولاية تلمسان الغربية بحيث تكاد تكون هذه المنطقة موطنا لهذه الثمرة نظرا للإنتاج الوفير و تأقلم طبيعة المنطقة مع زراعة الرمان خاصة بباب العسة و بو كانون إلى غاية واد كيس وصولا إلى الجهة الساحلية لمرسى بن مهيدي حيث تتربع زراعة الرمان على مساحة 193 هكتار و تنتج أجود الأنواع منذ نهاية السبعينيات و هذا بالرغم من قلة مياه السقي إلا أن الفلاحين حافظوا على هذه الشعبة و وفروا الاكتفاء المحلي بإمكانيات بسيطة و ظلت هذه المناطق مستمرة في عطائها لفاكهة الرمان حيث تم تسجيل زراعته ضمن المرتبة الأولى بالولاية مع أن الإقبال عليه وطنيا محدود لغياب آليات تحويله و ثقافة استهلاكه باعتباره ثمرة مباركة بحيث يوجه المنتوج إلى الاستهلاك في غياب آليات التحويل و التصدير أو مقايضته . التسويق لا يتعدى حدود الولاية حدثنا أحد المنتجين أن دولة إيران تقدس زراعة الرمان و تشجعها عندما زارها في وقت مضى و تقوم بمقايضته بسلع أخرى في حين تساءل عن المنتوج الجزائري الذي ينافسه بل يضاهيه من حيث الذوق و الشكل و الحجم و الصنف و لكن تحسّر على مصير بقاء هذه الثمرة بحيث يقتصر استغلالها على القطف و الاستهلاك كما هي و لا يتعدى حدود بيعها ولاية عين تموشنت . قلة الاهتمام يرهن الإنتاج إن رمان الحدود لم يستوف حقه من حيث الاستغلال الأمثل لغياب الاهتمام بزراعته و تسويقه و تهميش مزارعيه و عدم دعمهم بحصص السقي .هذا ما وقفت عليه "الجمهورية" في معاينة ميدانية للأراضي المخصصة لزراعة الرمان بباب العسة و تاغزوت الحدودية البعيدة عن البلدية بأزيد من 20 كلم بحيث كشفنا أن هناك ثروة هائلة و منسية من أشجار الرمان المطلة على خندق التأمين بالحدود الغربية و التي تكاد تغطيه هذه المستثمرات المتناسقة . اخترنا مزرعة ويناس الشريف محطة لمهمتنا لنقل انشغال الفلاحين الذين اشتكوا من العطش و حسب حديثهم فإنهم لم يستفيدوا إطلاقا من آبار عميقة تنقذ هذه المساحات الهامة من الجفاف و حسب تصريحاتهم فإنه رغم حصولهم على قرار ولائي للقيام بالحفر إلا أن المعنيين رفضوا الطلب بحجة غياب الكهرباء الريفية التي لم تكن مربوطة بالمنطقة في ال4 سنوات المنصرمة إلا أن الوضع تغير وتم تثبيت الأعمدة و أصبحت قريبة من المستثمرات ومع كل هذا ظل الإشكال قائما بحيث اعتمد الفلاحون على بئر لا يتجاوز عمقه ال 40 مترا يجمعون فيه الماء لسقي الأشجار بمضخة كهربائية تكلفهم شهريا من 17ألف إلى 20 ألف دج لتفادي ضياع هذه الثروة التي فقدت آلاف الأشجار خلفها الأجداد في ال10سنوات الفارطة إضافة إلى المئات من أشجار الزيتون التي جفّت هي الأخرى . و أكد أحد المزارعين أن الشجرة تنتج قنطار و نصف من الثمار و المستثمرة الواحدة الصغيرة بها 200 شجرة و هناك من يملك أكثر من هذا الحجم. أصحاب المستثمرات المحاذية للخندق يطالبون باستغلال مياه سد بوغرارة و طالب منتجو الرمان من الوزارات المعنية و منها الفلاحة و الموارد المائية للوقوف بجانبهم من أجل إنعاش المناطق التي تحاذي الخندق وهذا بجرّ مياه سد بوغرارة الذي يدخل في المحيط المسقي وتتوقف قناته الرئيسية بقرية الزريقة نحو السواني ثم باب العسة و تتوزع شبكته ببوكانون و التي لا تكلف إمكانيات مادية لسهولة التضاريس بين سهول المناطق . بحيث يقوم فلاحو تاغزوت ببوكانون بسقي الأشجار لمدة 4 دقائق من الأحواض التقليدية كإجراء استثنائي لترشيد استهلاك الماء إلا أن العديد من الفلاحين يراهنون على رفع الإنتاج و ضمان الجودة إذا ما تم إمدادهم بحصة السقي التي يحتاجونها خاصة و أن مسافة 30 كلم الفاصلة بين تاغزوت ببوكانون ونقطة الضخ للمحيط قصيرة و لا يمكنها أن تعرقل تزويدهم بالمياه . لذا و حسب بعض أصحاب المستثمرات بالمناطق الحدودية فإنهم يعملون على كسب الرهان لرفع منتوج الرمان ليرتقى و يدخل عالم التصدير باعتبار أنهم حافظوا على هذه الشعبة لأعوام وحققوا منتوجا عاليا في وقت كان الاهتمام موجه لشعب أخرى . و عليه ينتظرون التعجيل في مشروع الربط بالمياه لتخطي خسارة كل موسم التي كانوا يعانون دائما من مشكل انقسام الرمان إلى نصفين لعدم تشبّعه بالماء وهذا ما أفقدهم مئات الأشجار و تلف المنتوج وناهيك عن الحشرات و الأمراض التي تتربص بهذه الثمرة و تؤدي إلى فسادها بحيث تعذر بيع المحصول و حسب ويناس الشريف و بن بختي يحي ناشطين في المجال الفلاحي فإن الزراعة بالمنطقة الحدودية مهمشة و أراضيها تعاني كثيرا من قلة المياه الذي قلص من عزيمة منتجي الرمان بعدما تسببت في ضياع الآلاف من أشجاره و الشريط الحدودي الغربي يشهد نقصا في الإمكانيات لاستغلال المياه الجوفية التي تساعد على إنعاش الأشجار المثمرة و شق المسالك المؤدية إليها باستثناء ممر وحيد تم فتحه مؤخرا بجهدهم الخاص للذهاب إلى الضفة الأخرى من المستثمرات وهذا ما يعتبر المشكل الذي يؤرق منتجو الرمان و الزيتون على حدّ سواء .أما مديرية المصالح الفلاحية ممثلة في مصلحة دعم و حماية النباتات فأكدت أن أكبر مساحة للرمان تتمركز بجهة وادي كيس المار على باب العسة و مرسى بن مهيدي ب 480 هكتار من الفاكهة و المتوفرة أيضا بالرمشي ب161هكتار ثم الغزوات ب55 هكتار بجهة كيس بالخصوص و كل هذه المناطق بحاجة لكميات هامة من الماء بالنظر إلى توسع زراعتها و مديرية الفلاحة على دراية تامة بمشكل العطش بحيث تم رفعه للوصايا و السلطات الولائية بغرض إيجاد حل جدري لأنه من المحال إبقاء ثروة الرمان تتخبط في الجفاف وحصر بيعها في هذين المنطقتين رغم الإنتاج الوفير و تطلع المنتجين لخلق المنافسة و بيع المنتوج بأسواق الجزائر أو إنشاء مصانع تحويله و إدخاله في التجارة الخارجية لقرب الدائرة من الطريق الساحلي المزدوج المؤدي إلى ميناء الغزوات .