خلفت الأمطار الطوفانية التي تساقطت يوم أول أمس على ولاية البيّض، وفاق معدلها 60 ملم حسب مصلحة الأرصاد الجوية خسائر بشرية ومادية معتبرة، تمثلت في هلاك 9 أشخاص حسب حصيلة مؤقتة، واعتبار شخص في عداد المفقودين يجري البحث عنه، بالإضافة إلى أكثر من37 جريح حسب مصادر طبية. كما جرى إحصاء أكثر من 150عائلة منكوبة سقطت منازلها حسب مصلحة الحماية المدنية بالبيّض. العائلات المنكوبة تم إيواؤها منذ ليلة البارحة على مستوى إكمالية ابن خلدون ومتقنة محمد بوخبزة. سكان المنطقة وعلى وقع الفاجعة قاموا ليلة الأزمة بنجدة وإعانة وإسعاف العائلات المنكوبة ووفروا لها المؤونة والغطاء خاصة في ظل نقص إمكانات مصالح الحماية المدينة في ظل عدم توفرها على قوارب مطاطية وأعوان مدربين على هكذا تدخلات وكذا هول الفاجعة وبالأخص انقطاع الطرق، حيث سجل انهيار 3 سجور على مستوى مدينة البيّض مما أدى إلى عزل شطرها الشمالي عن الجنوبي. الأزمة التي توصف بأنها غير مسبوقة، أفقدت عائلات كثيرة متاعها وأثاثها وكل ما تملك بعد أن جرفتها المياه وما لم تجرفه المياه وجده مالكوه صبيحة الفاجعة مردوما بالطين والطمي. وكانت حصيلة الخسائر ثقيلة بالخصوص على مستوى أحياء القرابة، واد الفران، الصديقية، قصر بوخواضة والمهبولة حيث أشارت آخر احصائية للضحايا إلي تسجيل 9 قتلى و37 جريحا إلي جانب مفقود من رجال الحماية المدنية جرفته السيول خلال عملية الإنقاذ، وهذا لسبب واحد أجمع عليه السكان والمختصون والمتمثل في الفيضان الرهيب ''لواد الدفة'' الذي فاق منسوب مياهه الحد المعقول ووصل منسوب مائه إلى أسطح المنازل المجاورة. وقامت خلية الأزمة التي شكلها والي الولاية بإحصاء وتقييم الخسائر في كارثة طبيعية لم يسبق للولاية أن عاشتها من قبل بعد أن انهارت منازل فوق ساكنيها بأحياء واد الفران وقصر بوخواضة. والتقى الوالي مساء أمس مع ممثلي مجموع المواطنين المحتجين والذين قرروا الاعتصام أمام مقر الولاية، حيث استمع لانشغالاتهم. وفي هذا الصدد، اعتبر الوالي أن همه الأول في هذه المرجلة توفير المأوى للعائلات المتضررة وفي المرتبة الثانية الغذاء واللباس لها خاصة للصغار وتم تهيئة المصنع القديم وتجهيزه لاستقبال العائلات المنكوبة. كما تم توقيف الدراسة لمدة يومين إلى غاية إنهاء لجنة المعاينة من إعداد تقريرها الخاص بمدى تضرر المؤسسات التربوية. ونشير إلى أنه من بين أهم الخسائر تم تسجيل تخريب كل معدات المركز الثقافي البلدي باقي الطاهر وما به من أرشيف الحالة المدنية لبلدية البيّض وكذا تخريب كبير في شبكات الغاز، الماء، الكهرباء والصرف الصحي وتقوم لجان مشتركة من 4 ولايات بمحاولة فتح الطرقات التي أغلقت وتنظيف المدينة، إلا أنها اصطدمت باعتراض الشباب الغاضبين على مستوى أحياء القرابة وسيدي الحاص بحوص الذين منعوها وأغلقوا الطريقين بالحجارة والعجلات المطاطية واعتبروا أن ما قدم إليهم لحد الساعة غير كاف ولا يتناسب مع حجم الفاجعة. قائمة القتلى: - عويسي بلفضل ....72 سنة - عويسي فتيحة ......26 سنة - عويسي حياة .....سنة واحدة ........عائلة واحدة - معزوز خيرة ......27 سنة - نحيلة بحوص .....75 سنة - برزيني فاطنة .....96 سنة - مزار محمد .......56 سنة - بلكحل مصطفى...84 سنة - خليفي فاطمة...... 84 سنة مساعدات إنسانية من الولايات المجاورة لمنكوبي فيضانات البيّض عرفت منطقة البيّض، مساعدات متنوعة من مواد غذائية، ألبسة، أفرشة ومواد صيدلانية وصلتها من عدة ولايات مجاورة تضامنا مع العائلات المتضررة من الفيضانات التي شهدتها الولاية خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، والتي نتج عنها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وقد وجهت ولاية الأغواط مجموعة من الآليات بهدف المساهمة في فتح حركة المرور إلى جانب المساهمة في تنظيف المدينة من مخلفات هذه الفيضانات، إضافة إلى عدد من المضخات بهدف إخراج المياه من البيوت المغمورة بالمياه التي أغرقتها عن آخرها. كما ساهمت عدة ولايات مجاورة كوهران والجلفة وسعيدة بمجموعة أخرى من المساعدات في مقدمتها توجيه ستة آلاف بطانية لفائدة العائلات المتضررة، إضافة إلى بعض المواد الغذائية التي تصل من فترة إلى أخرى. كما أنه ومن المرتقب أن تستقبل ولاية البيّض خلال الساعات المقبلة 19 شاحنة صهريج و25 ألف كيس مائي لفائدة العائلات المتضررة. وفي سياق متصل، تدعمت مصالح الحماية المدنية بفوج مشكل من 120 عونا كانوا حاضرين منذ الساعات الأولى لحدوث الفيضانات حسب ما أشارت إليه مصالح الحماية المدنية بالبيّض. وقد ذكر والي البيّض أن الولاية تترقب وصول المزيد من المساعدات والإعانات التضامنية بالنظر إلى حجم الضرر المسجل بالولاية والذي فاق كل التوقعات. كما تم وضع تحت تصرف السكان خلية أزمة لاستقبال العائلات المتضررة مساكنها من الأمطار الطوفانية والتي أغرقت الفيضانات مساكنهم. تعليق الدراسة بشكل مؤقت في البيّض قررت مديرية التربية لولاية البيّض، شل الدراسة بصفة مؤقتة وهذا ليومين عبر كافة المؤسسات التعليمية وبأطوارها الثلاثة ''ابتدائية، متوسطة وثانوية'' الواقعة عبر عاصمة الولاية البيّض، من أجل إحصاء الأضرار الناجمة عن الفيضانات التي شهدتها المنطقة خلال ال24 ساعة الأخيرة، التي عادت بأضرار جسيمة على الممتلكات، المحاصيل الزراعية وخاصة الأرواح حسبما أوضحه الأمين العام لمديرية التربية، الذي أكد أن القرار جاء على خلفية ما سجلته المؤسسات التربوية من أضرار ومن أجل التوصل إلى دراسة مدى عدم تهديدها لسلامة المتمدرسين مستقبلا. وقد أكد في ذات السياق، أنه وعلى العموم معظم المؤسسات التي تم الوقوف عليها لا تشكل خطرا على التلاميذ، غير أنها بحاجة إلى ترميمات خارجية بسبب الأضرار الناجمة عن تدفق الأمطار بها. وتعد مصالح التربية بالولاية بالتنسيق مع المصالح التقنية التابعة لمديرية السكن والتجهيزات العمومية بطاقات تقنية خاصة بكل مؤسسة تربوية بهدف التكفل بعملية ترميمها ضمن برنامج خاص. ومن جهة أخرى، تكفلت خلية الأزمة التابعة لولاية البيّض بتوفير حصة هامة من الأدوات المدرسية والكتب التربوية خاصة بالمتمدرسين، عبر مختلف الأطوار التعليمية، سيتم توزيعها على أطفال العائلات المتضررة المرتقب تحويلها نحو مركز العبور الموجود بالمقر السابق لمصنع الأحذية حسب ما ذكره والي البيّض. كما أنه من المرتقب أن تستأنف الدراسة بشكل عاد يوم الثلاثاء المقبل حسب ما أشارت إليه مديرية التربية.