1937 عشت حادثة طريفة خلال منازلة في الملاكمة بين فرنسي محترف وجزائري وهران قطب متميز في الجيدو ويكفيها أن نالت أول ميدالية عالمية عن طريق عدة بركان
أطلب من أسرة الجيدو بوهران مساندة خالد براهيمي رئيس الرابطة
أدعو الرؤساء السابقين للمولودية الى مناظرة تلفزيونية للحديث عن شؤون الفريق كبرت في الرياضة ولا أستطيع مفارقتها رغم تقدمي في السن
مذكرات تاريخية بعنوان مسار جهنمي لناج بأعجوبة كتاب أنهيت جزءه الأول والتحضير جار للثاني من مشاريعي كتاب اخر عن أهم المواجهات الكروية بوهران خص المجاهد الحاج خالد بلعربي الغني عن كل تعريف في الوسط الرياضي الوهراني ، الجمهورية بحوار حول أهم محطات الجيدو في عاصمة الغرب الجزائرية من الحقبة الاستعمارية مرورا بفترة الاستقلال التي عرفت تاسيس الرابطة الجهوية الذي كان أول رئيسا فعليا لها إلى غاية 1980 ، متطرقا إلى مسيرته الرياضية التي انطلقت بالملاكمة قبل أن يتحول إلى الجيدو الذي مثل فيه الجزائر في أول ألعاب افريقيا شاركت فيها سنة 1964 ، مثلما لم يخفي خالد بلعربي دعمه و مساندته لرئيس رابطة وهران الحالي خالد ابراهيمي ، مطالبا أسرة الجيدو الوهراني بدعمه و التعاون معه في مهمته القادمة ،داعيا المعنيين إلى تمثيل وهران أحسن تمثيل خلال استضافتها للألعاب المتوسطية 2021 ، من جهة أخرى أطلق رئيس لجنة عقلاء مولودية وهران لقب مثلث «برمودا» على الثلاثي جباري ، محياوي و بابا الذين أكد أنهم المتسبب الرئيسي في الوضع المزري للفريق ، داعيا ايهام إلى مناظرة علنية للحديث عن شؤون أكثر فريق تتويجا بالجهة الغربية للبلاد. - في البداية مرحبا بك الحاج خالد ضيفا على صفحات جريدة الجمهورية - مرحبا بكم و بجريدتكم العريقة كضيوف في بيتي و بين عائلتي ، الجمهورية تربطني بها علاقة وطيدة منذ أن كنت مراسلا فيها إلى غاية اليوم مرورا بمرافقتها لي في مختلف محطات مسيرتي الرياضية. - من الكفاح المسلح ضد المستعمر إلى الرياضة فالثقافة من أين تريد أن تكون بداية هذا الحوار؟ - أفضل اليوم أن نتناول الجانب الرياضي فقط و بالضبط رياضة الجيدو التي لها مكانة خاصة و عزيزة على قلبي نظرا لما قدمته فيها و عايشته معها خلال فترة مهمة و محطة تاريخية على الصعيد الوطني بالنسبة لهذه الرياضة. - لكن بداية مسيرتك الرياضية كانت مع الملاكمة ، أليس كذلك؟ - في تلك الحقبة كانت الجزائر تحظى بمواهب كبرى في الفن النبيل ، ولجت هذا الاختصاص و عمري لم يتعدى ال11 في 1947 و كانت أول منازلة احترافية فيما كان يسمى تحد «باسطوس» ضد ملاكم اسباني قوي كان يدربه الثنائي «برابح باريبا» و السيد عمار بطل فرنسا السابق. - هل لك أن تذكر لنا أسماء أبرز الملاكمين الجزائريين في تلك الحقبة؟ - حتى نحيطكم علما في تلك الفترة من الاستعمارية كنا نعاني من فقر محدق و قهر كبير بل عنصرية في ممارسة الرياضة بين كل ما هو فرنسي و جزائري ، إلا أننا عرفنا كيف ندافع عن جزائريتنا و كياننا في الفن النبيل على سبيل المثال و ليس الحصر سطع نجم أسماء كحسين خلفي الذي توفي في صمت خلال السنوات الأخيرة هو نجم وهران في الاختصاص لعب آخر منازلة له في بطولة العالم ضد البطل الشهير دي سوندلار و كذلك قوديح الهواري الحائز على بطولة فرنسا في تلك الحقبة ، دون نسيان وعريب عابد الذي نازل البطل العالمي السابق ألفونس حليمي و هنا يستوقفني حادث طريف. - تفضل بذكرها..... - سنة 1937 إن لم تخني الذاكرة ، جاء ملاكم فرنسي محترف إلى وهران لمنازلة ملاكم جزائري عند وصوله استنجد ب «حمال» لمساعدته في نقل حقائبه ، مساءا تفاجأ بمنازلته نفس الحمال الذي ساعده صباحا في الميناء و انهزم ضده و من ذلك اليوم صارت هذه القصة تروى من جيل إلى جيل للاتعاظ منها في قوة الجزائري و الرياضي على وجه الخصوص الذي كان غالبيتهم من الطبقة الكادحة و الفقيرة. - كان لوهران مكانة خاصة رياضيا في الحقبة الاستعمارية ، ما قولك؟ - الرياضة كانت من بين أساليب مجابهة المستعمر و توطيد علاقات الأخوة بين أبناء الشعب الواحد جماعيا الفرق الوهرانية كانت تمتع في الميدان و تناضل المستدمر خارجه ، على غرار الترجي الاسلامي «ايمو» ، جمعية وهران ، مولودية وهران و اتحاد وهران ، فرديا على غرار الملاكمة ، كان لألعاب القوى تواجد كبير و مكانة مرموقة على غرار فران الهواري المدعو «بيزازو» و المرحوم الحاج الهواري ميسوم أول رئيس لمولودية وهران عهد الجزائر المستقلة الذي سابق بطل العالم «زاقو باك» قبل ان يتوجه لكرة القدم في منصب قلب الهجوم مع المولودية. - إلى الجيدو متى تحولت إلى هذا الاختصاص؟ - ليكن في علمكم أن هذا الاختصاص كان ممنوعا على الجزائريين و نحن مرسناه و تعلمنا ابجادياته في المهجر ، شخصيا تعلمته منتصف الخمسينيات في مونبوليه بفرنسا قبل أن ألتحق بالكفاح المسلح ، رغم انه لم يكن مسموح لنا بالمشاركة في المنازلات الاحترافية إلا أننا رفعنا التحدي و مرسناه حينها و المرحوم سيد أحمد حمر العين هو من كان يتابع و يساند المصارعين الجزائريين في تلك الفترة ، كما تدربنا عند المدرب الفرنسي القدير لاكومب الذي بقي في الجزائر عقب الاستقلال و لا يخفى عليكم رياضة الجيدو لها شهداء ضحوا بالغالي و النفيس بهدف تحرير البلاد نخص بالذكر ، قراب الهواري ، صابري فريح و فاري بن دحو رحمهم الله جميعا. - لكن عقب الاستقلال كان لكم شرف تأسيس أول رابطة جهوية.... - كانت تضم كل ولايات مقاطعة الجهة الغربية من وهران إلى بشار سنة 1962 و قبل أن تؤسس الاتحادية الجزائرية للجيدو التي كانت متواجدة بحي القصبة العتيد بالعاصمة تحت مسمى «لوجدا» بمعنى الرابطة الجهوية للجيدو الرياضات المصاحبة و كانت تضم أيضا « الكاراتي» ، «أيكيدو» و «جيجوتسي» و كان أول رئيس شرفي لها هو الدكتور منصوري مولاي ادريس رحمه الله الذي تعرفت عليه بفاس المغربية أين أجرى لي عملية لما كنت جندي بجيش التحرير. - رغم مهامك في التسيير إلا ان ذلك لم يمنعك في المشاركة في أول العاب إفريقيا تشارك فيها الجزائر.... - كان ذلك في لايغوس سنة 1964 و استقبلنا الرئيس الراحل احمد بن بلة حثنا حينها على تشريف الألوان الوطنية ، مهمتنا كانت صعبة في بناء اللبنة الأولى لرياضة الجيدو فمن التنظيم و وضع أسس مختلف المنافسات و التكوين إلا أن ذلك لم يمنعنا من واجبنا في البساط ، فضلا على تنظيمنا لعدة استعراضات وطنية بحضور خبراء دوليين في شاكلة مهرجان قاعة ابن خلدون بالعاصمة رفقة حيفري احمد ، الحاج مسكين إلى جانب كريبيش قادة تحت تأطير الأستاذ العالمي ميشي قان صاحب الدرجة السابعة في تلك الحقبة. - كيف كانت علاقتك مع كريبيش قادة ؟ - هو صديق عزيز و صاحب اختصاص ينحدر من ولاية بلعباس و من القلائل الذين تحصلوا على الدرجة الرابعة حقبة الستينيات ، يشرفني أنني تعاملت معه في فترة هامة للجيدو الجزائري. - الجيدو كانت له مكانة خاصة بوهران ، ما ردك ؟ - و إلى غاية اليوم و ليس الجيدو فقط وهران قطب رياضي دون منازع ، للتاريخ و للأمانة وهران كان فيها ثلاثة قاعات للجيدو باستيان في شارع مارسو سابقا ملاح علي حاليا ، «باسترانا» في سيد الهواري و «طوروقا» في لابستي التي منحناها للحاج مسكين ، اما بالنسبة «للكاراتي» فكانت قاعة الشيخ ميمون و رقيبات كأول قاعة في هذا الاختصاص. - ألا ترى ان الجيدو الوهراني يعاني من صراع نيل الدرجات؟ - عن نفسي نلت الدرجة الاولى و الحزام الأسود في الستينيات بعد ان اجتزت الاختبار عند الفرنسي فارن الأستاذ بالمعهد العالي للتربية البدنية في باريس ، كصحافة و إعلام عليكم أن تتقربوا من القدامى و أهل الاختصاص لتقصي الحقيقة ، اليوم صرنا نسمع بأصحاب درجات سادسة و سابعة بل حتى ثامنة فمن أين لهم هذا لا ندري ، ما يشرفنا هو أننا خدمنا الرياضة و قدمنا الكثير معنويا و ماديا دون مقابل و تركنا خلفنا رصيد يتشرف به أبناؤنا من بعدنا ، في ظل كل هذا يبقى للجيدو بعاصمة الغرب الجزائري له مكانة مرموقة وطنيا و يكفيه انه حقق أول ميدالية عالمية للجزائر عن طريق البطل عدة بركان و ليكن في علمكم ان التظاهرات التي نظمت في عهدنا حضرها ، قناصلة دول كفرنسا و سويسرا. - ماذا عن مهامك في الاتحادية الجزائرية للجيدو؟ - حصل لي الشرف أن كنت أول نائب لرئيس اتحادية الجيدو عاشور رابح ، رافقت المنتخب الوطني سنة 1974 كرئيسا للوفد في دورة كوبارتان الدولية في باريس ، حققنا حينها المرتبة الثانية مع مصارعين صاروا مدربين أكفاء اليوم على غرار موسى و المدير الفني الحالي رشيد وعراب. - و ماذا عن تجربتك في أول ألعاب متوسطية نظتمها الجزائر 1975؟ - توليت منصب مسؤول التنظيم في منافسات الجيدو حينها كانت مهمة وطنية شرفنا فيها الجزائر في السبعينيات بشهادة كل الوفود المشاركة و رغم حدة المنافسة و صعوبتها في ظل تواجد دول فرنسا ، اسبانيا ، ايطاليا و يوغسلافيا إلا أن المصارعين الجزائريين تألقوا و قدموا ما عليهم. - كيف ترى ألعاب 2021 ؟ - هي فرصة لوهران و للجزائر للتألق من جديد في أكبر محفل رياضي في حوض المتوسط ، خلال الترويج لاستضافة الالعاب حصل لي الشرف أن اجتمعت مع رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية بتواجد وزير الأشغال العمومية عبد الغني زعلان الذي كان يشغل منصب والي وهران حينها برفقة مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية ، ملف الجزائر حظي بدعم غالبية دول الحوض المتوسط ، حاليا يجب أن توشع الثقة في الرجل المناسب لشغل المنصب المناسب تحضيرا للحدث و التظاهرة من أهل الاختصاص التي لا تفصلنا عنها سوى الأربع سنوات. - كلمة عن رابطة وهران للجيدو؟ - عرفت نوعا من الصراع مؤخرا ، لكن بلغة العقل لا أحد ينكر ما قدمه اسماعيل أوكيل الذي طيلة عشرية من الزمن على رأس الرابطة الولائية هو ابني و مصارعي السابق نال الحزام الاسود عندي ، قدم الكثير و يستحق الثناء و الرئيس الحالي خالد ابراهمي مصارع دولي سابق له مكانته وطنيا شاب متعلم ، شخصيا أراه أهل للثقة و للمنصب هذا ما اكتشفته فيه و كلما ما اقتدت الضرورة سيجدني خلفه لأقدم له كل ما في جعبتي من خبرة و تجربة و مطلبي لكل أسرة الجيدو الوهراني هو دعم ابراهمي و مساندته في مهمته. - كلمة عن فريقك المحبوب مولودية وهران ؟ - أفضل تخصصوا هذا العدد للجيدو فقط ، لكن سأجيبكم عن فريق القلب ، كنت أول مؤسس لفرع الجيدو في الجيل المؤسس و الذهبي ، قدمت الكثير للمولودية و كنت في الخدمة في أحلك الظروف بشهادة الأشقاء من مصر أيام ترؤسي للديركتوار الفريق في أول مشاركة برابطة أبطال العرب 2003 ، كل هذا جعلني في رئاسة لجنة عقلاء الفريق عقب انسحاب نفطال من تسييره و الوضعية الحالية للفريق مسؤول عنها مثلث برمودا ألا و هو جباري ، محياوي و بابا هذا الثلاثي أتحداه إن قدم أي إضافة للمولودية و أدعوهم لمناظرة تليفيزيونية إن كانت لهم الشجاعة في ذلك للحديث عن شؤون الفريق. - ما سر متحف الصور في بيتك ؟ - سؤال في الصميم ، لكل آثاره في الحياة هذا متحف زارته شخصيات وطنية من وزراء و مسؤولين ، أحتفظ بكل ما قمت به في مسيرتي و أدونه بصورة و ان اقتضت الضرورة بالصوت ، التاريخ آمانة و علينا الحفاظ عليه مهما أتينا من قوة تفاديا لأي تأويل و وصيتي لأبنائي هو الحفاظ على هذا المتحف عند مفارقتي لهذه الحياة. - حسب معلوماتنا لا تزال تمارس الرياضة كل صباح باكر؟ (يضحك) يبدو انكم استفسرتم عني جيدا ، كبرنا في الرياضة و من صعب أن نفارقها ، فالعقل السليم في الجسم السليم. - بعيدا عن الرياضة تهوى الكتابة أيضا؟ - كما أشرت أنفا حصل لي الشرف أن كنت مراسلا بجريدة الجمهورية أيام كانت بالفرنسية و لا أزال احتفظ ببطاقتي المهنية ، سبق و ان حضرت كتابا في جزئه الأول يحمل مذكرات تاريخية تحت عنوان «مسار جهنمي لناج بأعجوبة» و حاليا نحن بصدد التحضير للجزء الثاني ، ريتما ننتهي منه سنتفرغ لكتاب آخر سيخصص لأبرز مواجهات كرة القدم التي احتضنتها الجزائر في صورة الجزائر سانتوس البرازيلي بقيادة الجوهرة «بيلي» التي كنت رئيس التنظيم و البروتوكول فيها. - كلمة أخيرة تود أن تختم بها هذا الحوار؟ - أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة التي عاهدناها من رائدة الصحف بغرب البلاد ، ربما كانت حصة الأسد في حديثنا عن رياضة الجيدو و بابي مفتوح دائما لكم لشهادات حية و من المصدر في كرة القدم و الملاكمة في وهران.