ناشد طالب باحمد عمر الحكم الدولي في رياضة الملاكمة، والمعروف لدى الوسط الرياضي الجزائري ب "ولد عبو" وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي بالتدخل لتحرير الملاكمة الجزائرية من قبضة المافيا التي استولت – حسبه - على التسيير بمختلف الرابطات الولائية الكبرى، وأصبحت تستغل هذه الهيئات لغرض شخصي ، كاشفًا عن لقاء مرتقب مع الوزير عقب عقد اجتماع يجمع نخبة الملاكمين الجزائريين بالعاصمة، يتقدمهم ولد مخلوفي عبد القادر وحماني بالإضافة إلى مشتة في القريب العاجل لتحضير ملف يقدم إلى الوزير شهر أكتوبر القادم ، وأضاف ولد عبو الذي يعتبر أول حكم جزائري مثل الملاكمة الجزائرية في أكبر محفل عالمي سنة 1968 بروسيا، أن الدخلاء على هذه الرياضة ونفور أصحاب الاختصاص أوصل الجزائر إلى مرحلة العقم ، إذ لم تعد قادرة على إنجاب أبطال مثل بن قاسمية ، وموسى و فراجي وزروق بلعربي وحماني و مقداد و بلول و بلغاج والقائمة طويلة ، معبرًا عن أسفه لما آل إليه الوضع خصوصًا بعدما كانت الملاكمة الجزائرية تتألق في المحافل الدولية ، وحتى اصبحت تشارك من أجل المشاركة وفقط، مثلما كان عليه الأمر في الألعاب الأولمبية الأخيرة بالبرازيل، أين فشل رفقاء فليسي في إدراك المربع الذهبي وهي سابقة يقول الحكم الدولي الذي طلق عالم الهواة سنة 1994، وتحول إلى الاحتراف ، وذلك لاستحالة العمل في محيط متعفن بعدما هجر أصحاب الاختصاص الفن النبيل ، كما ان التهميش التي لقيه من طرف مدراء الرياضة بمختلف الولايات زاد من تدهور القفاز الجزائري. علما ان ولد عبو هو حكم جزائري ابن مدينة وهران من مواليد الفاتح جانفي من عام 1934، و يعتبر اول ملاكم جزائري نال الحزام الوهراني في حقبة الاستعمار الفرنسي سنة 1953، وفي سنة 1962 دخل عالم التحكيم ليكون له الشرف تمثيل الجزائر دوليًا سنة 1968، ومن هنا انطلقت مسيرة عمي طالب، حيث ولغاية الآن يتواجد ضمن اللجنة الدولية "wwbo"، وهو ما جعله بعيدًا عن الساحة المحلية لالتزاماته الدولية ، وفي حوار مع الحكم الدولي بمقر جريدة الجمهورية أفرغ الرجل كل ما كان في جعبته : قبل أن نتكلم عن واقع الملاكمة الجزائرية ، نود معرفة سبب اختفاء ولد عبو عن الساحة المحلية ؟ صراحة أنا لا أزال انشط ، لكن على المستوى الدولي، فلم أعد أحكم مباريات الهواة، وإنما تحولت إلى الاحتراف ، وعليه فحضوري في القاعات الوطنية أضحى يقتصر على دعوات من أصدقاء الماضي، فالساحة الحالية يكاد ينعدم فيها أصحاب الاختصاص ، ولم أعد أحصي هذه الوجوه التي تقود الملاكمة الجزائرية ، باستثناء نسبة قليلة ممن حكّمت مبارياتها وهي تعد على أصابع اليد الواحدة، ولذا فقد أصبحت أشمئز مما أراه في القاعات من أشخاص ليست لهم علاقة بالملاكمة بل لا كفاءة لهم وزادوا من تعفن الساحة بالرداءة.. دخلت مباشرة في صلب الموضوع، أرى أنك ناقم على ما تعيشه الملاكمة الجزائرية، فكيف تفسر لنا الوضعية الحالية؟ يجب أن نشير إلى نقطة مهمة ، ألا وهي التسيير، بربك...من يسر الهيئات الولائية، وأقصد الرابطات الولائية لرياضة الملاكمة صعودا إلى هرم الفدرالية الجزائرية؟ هل هناك تسيير ممنهج؟ هل هناك عمل قاعدي؟ هل سمعتم يومًا عن مهرجان دولي في الملاكمة؟ هذا ما لم يحدث منذ التسعينات، المنظومة برمتها فاشلة ، تنطبق عليها المقولة الشهيرة غياب الرجل المناسب في المكان المناسب، فالرابطات الولائية أصبحت مضجعا أو مستقرا للطفيليين جاؤوا لأغراض شخصية، فقد أضحت مكسبا لكل من يريد أن يقضي حوائجه على حساب رياضة الملاكمة، أود أن أستوضح أمر لو سمحت لي... تفضل ... في السابق كنت رئيسا للرابطة الوهرانية للملاكمة، لم يمر عليّ يومًا إلا وأنا في إحدى القاعات، أراقب وأستفسر عن التكوين وعن ما وصلته إليه الصالات من تطور على مستوى التكوين البيداغوجي، وكنت أحرص على تنظيم المهرجانات في الساحات العمومية حتى أستقطب الجمهور الوهراني، وللإشارة فأن وهران كانت ولا تزال مهد للملاكمة الجزائرية، إلا أن التسيير الأعرج حطم القفاز الوهراني، فأصبحت قاعات شاغرة من الممارسين، وعندما أستحضر الماضي تضيق بي الدنيا، عندما أتذكر أن الصالات لم تكن قادرة على استقطاب القدر الهائل من الممارسين في الفئات الصغرى أتحسر، الآن لا توجد سوى قاعات مهجورة باستثناء القليل منها ، وما يثير إستغرابي هو جمود مديرية الشباب والرياضة لوهران، التي لا يهمها سوى انتهاء مباريات مولودية وهران بسلام دون حدوث إنزلاقات ، فقد وقفت على تهميشه الكبير لجل الرياضات بعاصمة الغرب الجزائري التي أصبحت عقيمة وعاجزة عن التشريف، بل تغرد خارج السراب، أنا شخصيًا لا أعرفه لأني لم أتعامل معه باستثناء مرة واحدة فقط، وكنت رفقة وكيل أجنبي جاء من فرنسا من أجل إجراء مهرجان في الملاكمة الاحترافية لكني تعرضت للإهانة من طرف غربي بدر الدين الذي قلل من احترامي لدرجة أنني غادرت مكتبه... كيف حدث ذلك ؟ وقفت على طريقة كلامه وكيفية تناوله لفكرة مشروع إجراء المهرجان، فلم يعر أي اهتمام ولم يفسح لي المجال حتى لتوضيح الأمر، وما حز في نفسي هو منعي من الكلام مفندًا معرفته لي، رغم أن أحد مقربيه أعلمه من أكون وماذا قدمت للملاكمة الجزائرية دون أن أستفيد ماديًا، فأنا كنت أتكفل طيلة 30 سنة بنفقات الملاكمين الدوليين الذين كانت تستقبلهم الجزائر، ولم أطلب يومًا تعويضًا ماديا، ليتم إهانتي بتلك الطريقة، ولا يهم ذلك فمحيط الملاكمة يبقى متعفن مادام مسيري الرياضة تهمهم أندية كرة القدم تستنزف الملايير دون أن تضمن الفرج للجمهور الرياضي، مثلما تضمنه الملاكمة. تتكلم عن التسيير وتطالب بأن يتم وضع أصحاب الاختصاص على الهيئات الرياضية ، وبرابطة وهران شخصية معروفة دوليًا وأقصد بذلك مصطفى موسى ، ألا يكفي هذا حتى يكون لوهران ملاكمين في المستوى؟ للآسف لا..... فمصطفى لا يفي بالغرض ، أتعرف لماذا ؟..لأنه محاط بأناس غير اكفاء ، أنا أحب كثيرا موسى لأنه شرف الراية الوطنية في وقت عجز فيه ملاكمون أكفاء في البروز دوليًا، ومصطفى أعطى للملاكمة الجزائرية وهي أعطته ، لكني لا أراه أهلاً للتسيير وإنما مثله فمكانتهم بالحلبة في التكوين، والجميع يعلم بأنه لا يفقه في التسيير والأمور الإدارية، وهو ما جعله ضحية لمحيط متعفن يسيره كما يريد، فعندما يصل الأمر بتوقيعه على وثائق وتقارير لا يعرف عنها شيء فهنا الكارثة ، المافيا هي من تسيير الرابطات الكبرى ، ونحن سنكشف كل شيء للوزير مستقبلاً. وهل أنتم على موعد مع وزير الشباب والرياضة ؟ قبل يومين أتصل بي ولد مخلوفي عبد القادر، والذي تربطني به علاقة كبيرة وأنا على اتصال دائم بكوكبة الملاكمة الجزائرية ، فقد اتخذنا الأسبوع المقبل كموعد سيجمعنا لدراسة الوضعية الحالية للملاكمة الجزائرية التي عجزت عن تشريف الراية الوطنية في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو البرازيلية، وسيتم تكوين لجنة يترأسها ولد مخلوفي حماني ومشتة وملاكمين اخرين، سننقل للوزير كل الوثائق والتجاوزات التي تحدث على مستوى الرابطات الولائية وعن التهميش التي تتعرض له هذه الرياضة من طرف مدراء الديجياس ، ومن المتوقع أن يكون اجتماعنا مع ولد علي بداية من شهر أكتوبر المقبل. لكن هناك ملاكمين صنعوا مجد القفاز الجزائري يعانون في صمت كيف سيكون مصيرهم؟ القائمة طويلة من ملاكمين لم يتم تكريمهم حتى من أبناء مدينتهم، فبوهران توفي زروق بلعربي من بين أعمدة الملاكمة الوهرانية مات بالقنطة، ولم يتم حتى تقديم العزاء من طرف هذه المديرية التي تشرف على الرياضة بوهران، فقد يهان الجميع باستثناء رياضيي كرة القدم أو مناصرين تم تكريمهم وينالون الاحترام أكثر من الرياضيين ، ولا داعي لكشف المستور، فكم من مدرب صنع أبطال، من بينهم المرحوم بلعربي في مولودية وهران وكازيتاني الغوثي بالجمعية، وشراكة البشير رحمة الله عليه ب" لاسكمو" ، وبلول وفراجي الذي يعيش بوهران ولا أحد يعرفه والقائمة طويلة، حتى في الولايات الأخرى مثل بلغاج بالعاصمة وكمقداد بسطيف. قبل الختام نود معرفة أجمل مرحلة للملاكمة الجزائرية؟ من فترة الثمانينات فهو العصر الذهبي للقفاز الجزائري وماهي المباراة الدولية التي حكمتها ولا تزال راسخة في ذهنك؟ في الجائزة الكبرى بألمانيا عام 1980 بالمربع الذهبي والتي جمعت الأسطورة "ستيفن سان" بملاكم من كوبا، بالإضافة إلى منازلة في الاحتراف هنا بالجزائر بين بلقاسمية والأمريكي اللاتيني روميرو، فأنا لن أنسى هاتين المنازلتين. ماهي الرسالة التي يود ولدعبو توجيهها للملاكمين والقائمين على هذه الرياضة.؟ رسالتي أولا إلى كل رئيس رابطة وأبدأ كلامي بموسى، لا تبقى تحت رحمة المافيا التي تتربص بك وتنتظر سقوطك ، وإلى رئيس الاتحادية أناشده بأن يستمع لنخبة القفاز الجزائري واستغلال خبرتهم الطويلة ، إلى وزير الشباب والرياضة والذي أناشده مناشدة جزائري غيور على وطني وأطالبه بان يأمر مدراء الديجياس بفك الحصار عن باقي الرياضات وإعطاء لكل ذي حق حقه.