نجحت جريدة الجمهورية في كسب ثقة أحد الشباب الذين كانوا يحضرون لرحلة الموت منذ أشهر، حيث ربطنا اتصالنا مع وسيط يقوم بترحيل «الحراقة» إلى الضفة الأخرى مقابل مبالغ تتراوح بين 10 و 15 مليون سنتيم، غير أننا أخبرناه على أننا سندفع المبلغ كاملا يوم الإقلاع وهو ما وافق عليه، للثقة الكبيرة التي يحظى بها مرشدنا إليهم عند هذه الشبكة، وبعد أيام اتصل بنا «الوسيط» للتحضير للإقلاع، لكن بشرط عدم إبلاغ أي شخص آخر، وأن نحافظ على طبيعتنا، حتى لا نخلق الشكوك حولنا ، ضاربا لنا موعدا بشاطئ «كريشتل» بوهران ، وأن نتظاهر بكوننا نرغب في القيام بعملية صيد ، إذا ما اقترب منا مجهول وسألنا عن سبب وجودنا بعد وقت المغرب بالشاطئ، غير أننا وبعد وصولنا هناك بنصف ساعة قبل الموعد المحدد ، اتصل بنا «الوسيط» ليبلغنا أن الرحلة قد ألغيت، لأن خفر السواحل وعناصر الدرك على علم بها ويحضرون لفخ للقبض على الجميع، وبالتالي لم نتمكن من مقابلة هؤلاء الشباب المغامرين بأرواحهم في قارب الموت المحقق. في الوقت الذي أكد لنا مرشدنا أن هناك تنسيق حقيقي بين شبكات التهريب، حتى يتمكن الشباب من الحرقة عبر عدة شواطئ، مع اغتنام الأوقات التي تعرف أحداثا هامة ، مثل مواقيت لعب المنتخب الوطني لكرة القدم أو الانتخابات أو الاحتفالات الدينية و الوطنية إذ يقومون بشراء قارب صغير ومحرك يتحمل خطر ركوب الأمواج والكثير من قارورات المازوت التي تضمن لهم الوصول إلى الضفة الأخرى .