انتشرت في الآونة الأخيرة مئات الصفحات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي « الفايسبوك» التي تحولت إلى فضاء واسع للهجرة غير الشرعية من خلال نقل أخبار «الحراقة» ونشر صور لهم في عرض البحر وهم في قمة الفرح والسعادة ويتبادلون صور» السلفي « قبالة الأرخبيل السرديني . عادل أمين في الأسابيع الأخيرة تكاثرت هذه المواقع الإلكترونية التي تحرض على الهجرة نحو جزيرة سرديينا الإيطالية باعتماد أسلوب الإغراء من خلال إظهار فيديوهات تشير إلى وصول قوارب الموت بأمان إلى السواحل الإيطالية وسط فرحة عارمة من طرف ركابها من الشباب وأحيانا من كلا الجنسين الذين يطلقون العنان لأصواتهم من خلال إطلاق شعارات منافية للآداب والأخلاق . وعلى سبيل المثال لا الحصر تداول على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو لمجموعة من الشباب كانوا على متن 3 قوارب صيد بشاطئ بقرات بعنابة وأظهر الفيديو لقطات لركوب مجموعة من الحراقة من كلا الجنسين لأحد القوارب الثلاثة الموجودة وفي وضح النهار وحسب مقاطع الفيديو المعروضة تبين أنه من بين «الحراقة» يتواجد نساء وأطفال لكنه ومن خلال الفيديو يظهر أحد الأشخاص وهو يتكلم على سائق أحد القوارب الذي يملك سيارة سياحة من نوع « كليو كومبيس» ويرجح أنه من عناصر شبكات تنظيم رحلات الموت .من جهتهم يستخدم تجار البشر صفحات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة المتخصصة خاصة في مقاهي الأنترنت للإعلان عن خدماتهم من خلال الدعاية بشكل علني للحرقة في محاولة منهم للوصول لأكبر عدد ممكن من الشباب المنحدرين من مختلف الولايات كالجزائر العاصمة ، خنشلة ، قسنطينة ، وغيرها والحالمين بالهجرة غير الشرعية نحو الضفة الأخرى من المتوسط انطلاقا من شواطئ عنابة . وفي هذا الصدد يطرح باحثون وقانونيون جملة من الحلول لمحاربة هذه الظاهرة واستظهار مخاطر ركوب قوارب الموت أبرزها ضرورة قيام السلطات العمومية والأمنية بحملات التوعية في أوساط الشباب وفي المؤسسات التربوية ومراقبة الإنترنت بغرض الوصول إلى هؤلاء المرشحين للهجرة عبر نفس الوسائل التي يستخدمها المهربون لأن إقناع الحراقة المفترضين بعدم المغادرة أمر غير ممكن لأنهم سيغادرون في كل الأحوال لكن حملات التوعية والتحسيس بشأن المخاطر التي يتعرضون لها في البحر والأوضاع التي يواجهونها لدى وصولهم بسبب البطالة وشبكات ترويج المخدرات والدعارة التي تنشط بقوة في إيطاليا باستخدام الحراقة هي أفضل الحلول حيث يتعين أن يتم ذلك بالتعاون مع أفراد المجتمع المدني وكذلك الأسرة لأن الأبوين لهما مسؤولية كبيرة في تبني أبنائهم هذا الخيار والشيء المؤسف أن بعض العائلات كانت تعلم بركوب أبنائها قوارب مهترئة وربما هي من ساعدتهم بالمال وعند علمهم بعدم وصولهم إلى ايطاليا يبدأون في التجمهر ومطالبة حراس خفر السواحل بالبحث عن أبنائهم المفقودين في الوقت الذي كان يجب عليهم منعهم من هذه المغامرة التي ستنتهي بهم إلى الموت ومن بين الأمثلة تجمهرت الأسبوع الفارط العديد من العائلات بطريق ميناء الصيد بسبب فقدان الاتصال بقارب صيد ينحدر أصحابه من حي سيدي سالم ببلدية البوني مطالبين بضرورة معرفة مصير 13 حراقا . كما يجب على مسؤولي الأمن مراقبة شبكة الإنترنت وغلق كل الصفحات التي تروج للهجرة غير الشرعية ومعاقبة المحرضين على ارتكاب هده الجريمة التي تندرج ضمن جنحتي التحريض والإشادة بالهجرة غير الشرعية .