لا يزال هاجس شبح الهجرة غير الشرعية «الحرقة» يخيم على الكثير من العائلات و الأسر الجزائرية و يتزايد خوفها على فلذات أكبادها يوميا ويرتفع كلما خيم الظلام خوفا من غياب أحد الأفراد عن البيت دون سابق إنذار واحتمال ورود أخبار عن فقدانه بعرض البحر أو توقيفه من طرف الجهات الأمنية وهو بصدد الإقلاع في قارب موت نحو المجهول . هذه الظاهرة التي أصبحت لفرط تكررها و كأنها عادة يومية رغم المخاطر المنجرة عنها بل تحولت من ممارسة يقوم بها شباب توقفت طموحاتهم المستقبلية عند الهجرة نحو أوربا لتحقيق آمال وأحلام لم يتمكنوا من تحقيقها في وطنهم معرضين حياتهم للخطر . و معلوم أن «الحرقة» لم تعد تسيطر على فكر و مخيلة الشباب العاطل عن العمل فقط بل امتدت أذرعها لتلتف على عائلات بأكملها شقت طريقها فوق أمواج البحر بالإضافة إلى أطباء و مهندسين و محامين و أشخاص ينتمون إلى طبقات اجتماعية ميسورة الحال مما يجعل عديد الأسئلة تخرج من فانوس العجب للبحث عن الأجوبة المقنعة لرغبة الكثير من الجزائريين مغادرة الجزائر .