تعززت المكتبة العربية بإصدار جديد للروائي الأردني جلال برجس بعنوان " سيدات الحواس الخمسة " عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بلبنان ، ويتكون هذا العمل السردي من 6 فصول تعتمد في عمقها على حاسة من الحواس وعن امرأة، فشكلت بذلك فسيفساء للشخصيات الرئيسية للعمل مرتكزة على المخيال وعنصر التشويق في قالب بوليسي جميل، تدور حيثياته حول الشخصية المحورية التي تدعى "عز الدين سراج" ، و هو فنان تشكيلي أردني يخسر كل أحلامه أمام مطامع الطبقة الفاسدة من الساسة ورجال الأعمال التي تشكلت مؤخراً ، تميز هذا الفنان باستثنائية حواسه الخمس التي يتساءل حائرا أمامها بعد أن فقد الدفء في وطنه، ومع زوجته التي لا يرى فرقا بينها وبين الوطن مما يجعله يأخذ قرار الهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يصلها صباح 11 سبتمبر 2001 فيشهد حادثة برجي التجارة العالميين، ويغادرها عائدا إلى عمان عام 2010، في إشارة واضحة إلى إشكالية المرحلة التي تقع ما بين هذين التاريخين. ومجمل أحداث الرواية تدور في أمريكا و عمان خاصة في (جبل اللويبدة) حيث يتتبع الروائي "جلال برجس" أثر التغيرات العالمية على الإنسان والمكان، مشيرا لدور المرأة في الحياة الذي بات يتراجع و يهدد بفعل مفاهيم خاطئة ، مؤكدا في أخر مشهد من روايته على أهمية قيمة الجمال أمام كل السواد الذي بات يشوه وجه الإنسانية فوق هذا المعمورة . وتعتبر رواية "سيدات الحواس الخمس" ثالث رواية للكاتب ، تحصل في سنة 2015 على جائزة كتارا للرواية العربية عن روايته" أفاعي النار/حكاية العاشق علي بن محمود القصاد"، جائزة رفقة دواوين للإبداع السردي عن روايته "مقصلة الحالم" 2014، جائزة روكس بن زائد العزيزي عن مجموعته القصصية " الزلزال" 2012. ترجمت روايته أفاعي النار إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية، كما صدر له في الشعر " كأي غصن على شجر"،" قمر بلا منازل"، إضافة إلى عضويته في أكثر من هيئة ثقافية فهو أحد مؤسسي مختبر السرديات الأردني، ويشغل موقع نائب الرئيس فيه.