عادة ما يبرر الغياب عن موعد ما بمقولة :«الغائب عذره معه» غير أننا نعتقد أن مثل هذا التبرير لا يصلح بالنسبة للمواعيد الانتخابية, كالذي يجري اليوم 23 نوفمبر , فإن الغائب في المواعيد الانتخابية,لا عذر له, ما دام ينتمي إلى عالم الأحياء , لأن غيابه في هذه الحالة يكون عن قصد و إصرار أو لامبلاة , ما دام القانون يمنح حتى للأشخاص الذين يتعذر عليهم لسبب أو لآخر القيام بواجبهم الانتخابي , إمكانية توكيل من ينوب عنهم في التصويت يوم الاقتراع . و من هنا وجبت المشاركة في المواعيد الانتخابية على كل مواطن راشد يتمتع بحقوقه المدنية, و هي مشاركة تهدف بالدرجة الأولى إلى « أداء الواجب» و التمكين بعد ذلك لمن يستحق الثقة أشخاصا كانوا أم أحزابا, و كذا لسد الطريق, أمام كل الذين امتهنوا حرفة الحديث باسم الغائبين ممن يجتهدون في كل موعد انتخابي لتبني نسبة «الأغلبية الصامتة « في التصويت , و الترويج - على حسابها- لأطروحاتهم التي لم تنل في يوم من الأيام أكثر من 1%من الأصوات المعبر عنها في أي استحقاق انتخابي شاركوا فيه في جزائر التعددية . و بهذه المشاركة فقط يمنح الناخب لنفسه , حق الحديث عن الانتخابات, و تقييم نتائجها و انتقاد طريقة إجرائها, وما إلى ذلك مما يخوض فيه عادة الكثير ممن يمتنعون عن التصويت دون وجه حق , لأننا لا نرى كيف يمكن للمرء أن يحكم على انتخابات اختار عمدا عدم المشركة فيها ؟ و لذا فعلى الغائبين عمدا أو تقصيرا و تكاسلا أو لعدم مبالاة, أن يدركوا أن الامتناع عن التصويت مضر دائما , و لَأَنْ ينتخب المرء ضد الخيارات المطروحة عليه , أفضل من أن يلازم بيته, و لذا فإن الجزائر في حاجة اليوم إلى مشاركة قوية في محليات نوفمبر 2017 , لإفحام مرة أخرى الذين تعودوا أن يروجوا للسلبية , لأنها تضمن لهم مبيعات أكثر أو مقروئية أوسع, و لو على حساب راحة و طمأنينة أفراد المجتمع , و استقرار الجبهة الداخلية .