هل يستقيم الظل والعود أعواج ؟ سؤال لا يكلف حتى المرفوع عنهم القلم في بذل أي جهد فكري للإجابة عليه والتي تكون حتما بالنفي... هذا الطرح ينطبق إلى حد بعيد على أشباه الممارسين مسيري قاعات تقوية العضلات التي أصبحت منتشرة كالفطريات ولا تحترم معظمها المقاييس المعمول بها لمزاولة هذا النشاط الذي تحول إلى ممارسة تجارية مدرة للمال خاصة إذا علمنا أن أغلب صالات تقوية العضلات لا يوجد فيها مدربين ومؤطرين يتمتعون بالخبرة الكافية لتوجيه الرياضيين سيما هواة رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال الذين يبحثون عن النتائج السريعة من أجل الحصول على عضلات قوية في ظرف قياسي حتى لو كان ذلك مضر لصحتهم فتراهم يفعلون كل شيء للحصول على أجساد يافعة ومتناسقة تجعلهم محل إعجاب الفتيات ومن بين الطرق السهلة المؤدية إلى أسرع النتائج في تقوية العضلات هي تناول المنشطات والأدوية الطاقوية والمغذية يطلق عليها بالمكملات الغذائية وتباع على شكل مساحيق وأقراص بسوق الأدوية ومحلات بيع اللوازم الرياضية وداخل القاعات وفي كل مكان إلى درجة بلوغ هذه الظاهرة مستوى من الخطورة ما يجعل حياة الممارسين وهواة كمال الأجسام في خطر دائم ولتسليط الضوء على نشاط قاعات تقوية العضلات إستطلعت »الجمهورية« آراء الممارسين ومسيري الصالات والأطباء من أجل تشخيص واقع هذه الرياضة خاصة مع تزايد الطلب على فتح فضاءات جديدة شريطة أن تحترم المقاييس المعمول بها حيث يرى أهل الإختصاص أن النجاح في هذه الرياضة هو الإبتعاد عن المواد المنشطة والمقويات التي تتسبب في الإصابة بالأمراض المزمنة وتؤدي بعض المواد الصيدلانية والنباتية إلى الموت السريع والمفاجئ ذلك لأن بعض هواة كمال الأجسام يلجؤون لإستعمال الإبر الهرمونية لتضخيم عضلاتهم دون معرفة الأخطار الناجمة عن إستعمال هذه الحقن السريعة المفعول للحصول على بنية مورفولوجية قوية وعضلات بارزة في أقصر مدة ممكنة وإرتبطت ممارسة رياضة تقوية العضلات بهذه العقاقير والمستحضرات الصيدلانية المساعدة على نفخ الأجساد إلى أقصى درجة دون مراعاة ما ينجم عن الإفراط في تناولها من أضرار وخيمة على صحة الرياضي لتتحول هذه الممارسة من لعبة كانت تعتمد في القديم على قوة الإنسان التي تغلبت على شراسة الأسد إلى رياضة تضر البدن أكثر مما تنفعه بعدما إقترنت بأساليب سلبية وسلوكات مشينة لا تمت بصلة إلى الرياضة وأغلب الظن أنه بمجرد توقف الممارس عن هذا النشاط يتحول جسده إلى عضلات متشحمة ومترهلة بفعل تأثير المنشطات والأدوية السريعة المفعول التي عرفت في السنوات الأخيرة رواجا منقطع النظير رغم تفاوت أسعارها حسب نوعيتها ومنها المستورة أو المحلية وفي زيارة خاطفة إلى محلات بيع هذه المواد وبعض الصيدليات وقاعات تقوية العضلات لاحظنا الإقبال الكبير لفئة الشباب وخاصة المراهقين على إقتناء هذه المواد وبأسعار مرتفعة جدا بحيث يمكن الحصول عليها بطرق سهلة وبسيطة إذ يباع »الميقاماس« ما بين 630 و6000دج حسب النوعية وهو عبارة عن بروتين إصطناعي يباع على شكل مسحوق يمزج في الماء أو الحليب ويساعد على تقوية الجسم إلى جانب ظاهرة الوخز بالإبر الهرمونية التي تعد أشد خطرا على الممارس ناهيك عن تناول المواد المستعملة في تسمين الحيوانات التي تؤدي إلى الإصابة بالعقم وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تفتك بحياة الممارسين خاصة وأن المختصين يحذرون المصابين بالعجز الكلوي من تناول كمية كبيرة من البروتين لصعوبة تخلص الكلى من النيتروجين غير أن غياب المراقبة الطبية داخل قاعات تقوية العضلات يسمح بتنامي هذه الظاهرة وبلوغها درجة كبيرة من الخطورة مع إنتشار صالات تقوية العضلات التي لم تعد تخدم الرياضة وطغت »البزنسة« على السطح ولم يعد أثر ولا خبر للشعار الروحي »العقل السليم في الجسم السليم« الذي حل مكانه »الجسم العريض في العقل المريض«.