لا يختلف اثنان أن حالة الملاعب الجزائرية تسير من السيء نحو الأسوأ، ما جعل تقدم الجزائر لاحتضان تظاهرة كروية قارية أو إقليمية أمرا مستحيلا، ليس لنقص المرافق والفنادق الضرورية التي يجب توفيرها في مثل هذه التظاهرات، وإنما لانعدام ملاعب معشوشبة طبيعيا تخضع لمعايير دولية. ‘'الجمهورية'' سلطت الضوء على واقع الملاعب بولاية تيارت خاصة ملعب قايد احمد وملعب آيت عبد الرحيم وملعب أول نوفمبر بالسوقر، ووقفت على الوضع الكارثي الذي تعيشه، حيث اختلفت أسباب ومبررات المسؤولين، في ظل غياب استراتيجية واضحة من طرف الوزارة الوصية لتسيير هذه الملاعب. فملعب قايد احمد تتواجد أرضيته في حالة كارثية جعلت القائمين عليه يطالبون بتدخل من طرف الولاية لتحويل أرضية الملعب إلى العشب الاصطناعي بعدما التهم مليار من اجل تهيئته هذا الموسم من اجل أن تستقبل شبيبة تيارت ضيوفها على أرضيته لكن تهب الرياح بما لا تشتهي السفن ، في حين يعاني ملعب آيت عبد الرحيم الاكتظاظ في التدريبات والمقابلات الرسمية، كما تبقى أرضية ملعب أول نوفمبر بالسوقر من اخطر الأرضيات حيث تحولت إلى أرضية اسمنت مسلح وتآكلت أرضية الميدان وتمزقت ما جعل القائمين على الملعب يطالبون بتدخل هيئة "الديجياس" من اجل تجديد أرضية الملعب وكذلك وضع المضمار الخاصة بألعاب القوى ولكن لا حياة لمن تنادي رغم تعيين مدير جديد على هيئة الدجياس الذي زار الملعب لكن الحل لم يتغير. وفي السياق نفسه أكد بن عمار احمد مدرب شبيبة تيارت أن وضع العشب الاصطناعي على الملاعب هو الذي يلزم للتقدم نحو المستوى العالي، خاصة إذا كان مطابقا للمعايير العالمية. وأضاف نفس المتحدث أن الأرضيات التي يتم وضع العشب الاصطناعي عليها تسمح بإجراء عدد كبير من الحصص التدريبية دون أن تتضرر، عكس العشب الطبيعي الذي يتأثر بفعل كثرة التدريبات "وأرى أنه السبب الذي يدفع بالمسؤولين على الملاعب للجوء إلى العشب الاصطناعي". لكن التقني بن عمار احمد لم يفوت الفرصة للإشارة إلى أن لعب المباريات الرسمية لا بد أن يكون على الملاعب الطبيعية التي تسمح بممارسة كرة القدم بمستوى عالي. وبالاحتكام إلى القياس، يمكن اعتبار ‘'خرجة'' بلقاسم زناتي، مدير مركب قايد احمد ، بالقول إن المشكل يكمن في عدم سقي العشب بالمياه الطبيعية، كأحد ‘'آخر صيحات'' التبريرات الغريبة. ولم يتأثر العشب الطبيعي بالرطوبة ودرجة الحرارة العالية في الخليج، ولا بالأمطار والثلوج في أوروبا، حتى في أصغر ملاعبها التي لجأ إليها المنتخب الوطني في كثير من الأحيان لبرمجة مباريات ودية تحضيرية أمام منتخبات إفريقية وآسيوية وأوروبية، كون الجزائر ‘'تستحي'' من استضافة منافسيها في ‘'ملاعب العار''. وأكد مدير المركب أن عملية استبدال العشب الطبيعي لملعب قايد احمد بآخر اصطناعي من الجيل الخامس المطور جاء بناء على طلب من الوزارة والسلطات المحلية، بحكم أن الأرضية الطبيعية لم تعد صالحة لاستقبال الفرق وعلى وجه الخصوص شبيبة تيارت رغم استهلاكها لمبالغ مالية معتبرة، مرجعا السبب وراء عدم نجاح العشب الطبيعي إلى نقص الصيانة والتي تحتاج مجهودا كبيرا وتقنيات متطورة ومتابعة يومية لحالة العشب، بالإضافة لعملية السقي بالمياه الخالية من الملوحة، وهي أعمال يقوم بها عمال ذوو خبرة جيدة في هذا المجال. وأضاف بلقاسم زناتي بأن ملعب قايد احمد لا يشهد فقط مباريات كرة القدم بل يحتضن أيضا منافسات ألعاب القوى بمختلف أنواعها، وهو ما يؤثر على العشب، أضف إلى كل هذا عدم وجود مشاتل لإصلاح الأماكن المتضررة من الملعب بعد كل مباراة، مما صعب من إمكانية الحفاظ على العشب في وضعية ملائمة.