ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وما أخذ بالوعود لا يسترد الا بالبارود شئنا أم ابينا إنه منطق القوة الذي يتحكم في قواعد الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني له منذ وعد بلفور المشؤوم الذي مر على قرن كامل ووعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجعل القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي وتحويل السفارة الامريكية اليها في خطوة غير مسبوقة لقيت استنكار الراي العام العالمي وأعضاء مجلس الامن الدولي لان هذا القرار الظالم جاء مخالفا للشرعية الدولية والقانون الدولي ويظهر انحياز الإدارة الامريكية للطرف الصهيوني ويجردها من صفة الوسيط في عملية السلام المزعومة التي تأكد انها مجرد ملهاة لتمكين المغتصبين من التوسع والقضاء على أمل الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس بعد كفاح طويل وثورات وانتفاضات وتضحيات مادية وبشرية كبيرة ابتداء من ثورة 1929 الى ثورة البراق سنة 1936 وحرب 1948 وانتفاضة اطفال الحجارة سنة 1987 وانتفاضة الاقصى بعدها ومحاولات ومعارك اخرى في غزة ولقد عملت بريطانيا العظمى على انشاء وطن لليهود في فلسطين خلال انتدابها عليها وفتحت أبواب الهجرة اليهودية اليها واخمدت الثورات الفلسطينية بالقوة وبالمكر باستدراج بعض الحكام العرب الذين حالوا دون إقامة دولة للفلسطينيين سنة 1948 والحقت القدس والضفة الغربية بالأردن والحقت غزة بمصر قبل هزيمة 1967 واحتلال إسرائيل كل فلسطين وفي سنة 1965 انشئت منظمة التحرير الفلسطينية وأعلنت الثورة من خارج فلسطين وتمركزت في الأردن حتى احداث سبتمبر 1970 ثم تحولت الى لبنان حتى إخراجها منه سنة 1982 وترحيلها الى تونس وقد تولت الولاياتالمتحدةالامريكية حماية ودعم إسرائيل وضمان تفوقها على جيوش الدول العربية مجتمعة وفي سنة 1993 وقعت المنظمة اتفاق أوسلو مع إسرائيل الذي سمح بإنشاء السلطة الفلسطينية الذي كبلها بالواجبات، مما شجع على زيادة عدد المستوطنين بالضفة والقدس، وقد أدى الانقسام بين غزة والضفة الى ضعف الموقف الفلسطيني بالإضافة الى ثورات الربيع العربي التي شغلت العرب بأنفسهم وانهكت قواهم ومزقت صفوفهم وقد تمت الإحالة دون قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة مما وفر الامن والاستقرار لإسرائيل وسمح بتغلغلها داخل الجسم العربي(...). ان المفاوضات وحدها مع توفير الامن والاستقرار للعدو لن تأتي بنتيجة لابد من اجباره بالقوة على الاعتراف بالحقوق وانهاء الاحتلال.