• عندما لا يقع الإصلاح الديمقراطي الشامل تقوم الثورات الشعبية • حققنا لشعبنا انجازات استراتيجية كبرى، والأخطاء في مسارنا دائماً تحت المراجعة • تفاهمات "كيري" و شروط "نتنياهو" جعلت المفاوضات "مرجعية نفسها" • قدمنا مبادرات لتحييد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ... لكن دون جدوى • نؤيد مؤتمر "جنيف2" لإنهاء الأزمة السورية و تمويلاتها الداخلية أكد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، أن الانقسام الداخلي بين حركتي "فتح" و"حماس" عبثي مدمر ولا يخدم القضية الفلسطينية، و أضاف في الحوار الحصري الذي أجرته معه جريدة "الجمهورية"، أن الرابح الوحيد من هذا التشرذم الفلسطيني هو الكيان الصهيوني الذي يتمنى مزيدا من التمزق و الخلافات بين الإخوة الفرقاء، و أما بخصوص الأزمة السورية، فقد صرح الزعيم القومي العربي الكبيرنايف حواتمة، أنه مع فكرة عقد مؤتمر "جنيف2" لإنهاء هذه المعضلة و أنه قدّم عدة مبادرات لتحييد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عن هذ المستنقع و لكن كل المحاولات باءت بالفشل، بالإضافة إلى قضايا أخرى تابعوها في هذا الحوار الشامل: الجمهورية: منذ أن هبّت رياح ما يسمى ب "الربيع العربي" على عديد الدول العربية، تحوّل فصل شعوب هذه الدول من ربيع مزهر إلى شتاء، برأيكم كيف استطاعت الدول الغربية أن تتدخل بمخابراتها، أذنابها في المنطقة وبعض ممثلي التيار الإسلامي المتشدد (ممثلاً في حركة الإخوان المسلمين)، أن تسرق هذا الخيط من الأمل الذي تشبثت به الشعوب العربية في سبيل تحررها من هذه الأنظمة التي سميّت إعلاميا بالفاسدة، إلى أوجاع وجراح، باتت اليوم تهدد أوطانهم بالتمزيق والتقسيم؟ نايف حواتمة: الانتفاضة والثورات الجارية في عدد من الاقطار العربية أبعد وأعمق وأوسع بكثير من "ربيع عربي" إنها تعبير عن أزمات عربية تاريخية وراهنة للخلاص من "أنظمة الاستبداد والفساد".. أنظمة التخلف التاريخي عن عالم العصر الحديث، عالم المعرفة والحداثة، عالم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، عالم الثورة الصناعية بمراحلها الثلاث، الاصلاح الديني و"تقديم العقل على طغيان فتاوي النقل.. الديمقراطية التعددية والشراكة الشعبية، تجاوز الامراض الكبرى المزمنة: الفقر والبطالة، الجهل، والمرض، غياب المشروع النهضوي الحديث القطري والقومي وشرطه الرئيسي" تحرير العقل، بناء الدولة المدنية الديمقراطية دولة المساواة في المواطنة وبين المرأة والرجل، دولة العدالة الاجتماعية، بديلاً عن دول التمييز العرقي (الإثني)، والديني الطائفي والمذهبي، محاربة العقل والمعرفة بفتاوى العصور الوسطى من منتصف القرن التاسع الميلادي. وعليه؛ لا أستخدم تعبير "الربيع العربي"، فربيع العرب صحراوي في محيط صحراوي من التخلف التاريخي والراهن عن الحداثة والتحديث المعرفي المعاصر. أنجزت شعوبنا العربية في النصف الثاني من القرن العشرين "الاستقلال السياسي عن الاستعمار الاجنبي"، ولم تنجز بعد "الاستقلال الثاني الداخلي عن التخلف والفساد"، ضاع القرن العشرين على العرب شعوباً ودولاً، القرن الاستثنائي في تاريخ مسار البشرية وتاريخ الشعوب، ولا زالت الشعوب والدول العربية في قديم التاريخ ما قبل عصر الحداثة وجديد التاريخ، ولذا الصراع مفتوح حتى انجاز جديد التاريخ بتحرير العقل والدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بثورات وانتفاضات مشتعلة في غير بلد عربي، ولا يمكن لأي بلد عربي أن تَفُرَّ منها [راجع كتاب حواتمة "اليسار العربي – رؤيا النهوض الكبير – نقد وتوقعات / طبعة الجزائر 2009 – 2010، وكتاب حواتمة "الأزمات العربية في عين العاصفة / سبع طبعات/ 2012]. الانتفاضات والثورات العربية الجارية، والحراكات الشعبية في صفوف الطبقة الوسطى، والطبقات العاملة والفقيرة في المدينة والريف، انتفاضات ثورية، ديمقراطية واجتماعية، لم تأت بانقلابات ودبابات بل بانتفاضات الشباب والمرأة تم بناؤها بشبكة التواصل الاجتماعي في العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين، تم إنزالها إلى الميادين بعشرات الملايين في تونس، مصر، اليمن...إلخ، عظيمة وضعيفة، عظيمة بعشرات الملايين في الميادين، ضعيفة لأنها بدون قيادة ائتلافية منظمة مسبقاً، لحقت بها الاحزاب القديمة قبل الانتفاضات وعملت على احتواء وإفراغ الثورات من محتواها "خبز، حرية، عدالة اجتماعية، مواطنة، دولة مدنية ديمقراطية"، ومحاولة إعادة تركيبها على مقاس أحزاب لم تتكيف وتجدد برامجها ومكوناتها بما يستجيب للثورات الكبيرة.... هذا أولاً. ثانياً: الصراع بين الاحزاب والتيارات قبل وبعد الثورات والصفقات بين احزاب وقوى ما قبل الثورات الشعبية (مصر، تونس، اليمن... مثالاً)، ومن هنا تجدد صراع الميادين بالملايين فجاءت الموجة الثورية الثانية في مصر 30 يونيو/جوان 2013، تونس، اليمن الآن، لتصحيح مسار ومصير ثورة 25 يناير في مصر، ثورة 14 يناير في تونس، وما يجري في غير بلد عربي لتصحيح مسار الانتفاضات والحراكات الشعبية: اليمن، سوريا، الأردن، البحرين، المغرب، السودان واقطار أخرى على الطريق... ثالثاً: التدخلات الدولية والاقليمية تفاجأت بانتفاضات وثورات وحراكات الشعب يريد... تسارعت ودخلت على المشهد لتطويق وأحتواء الحدث الكبير، لافراغه من محتواه الثوري السياسي والاجتماعي، بالمال والضغوط وعقد الصفقات، تفكيك مكونات القوى الثورية، وتركيب تحالفات أخرى تحاصر الثورات وبرامجها في اطار محدد: الحريات السياسية المحدودة وضمان السياسة الاقتصادية والاجتماعية النيوليبرالية المتوحشة كما كانت قل سقوط نظام الاستبداد والفساد تحت عنوان "اقتصاد السوق الحر "ووصفات البنك الدولي". وعليه؛ وتحت مظّلة الادارة الامريكية ثم في مصر عقد "صفقة التحالف بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة والإخوان المسلمين باتفاقات تقاسم السلطة"، وابعاد وتهميش، بل محاصرة واقصاء" كل قوى الثورة الشبابية والقوى الوطنية الليبرالية واليسارية والقومية، تقاسم واحتكار السلطة بين المجلس العسكري الأعلى والاسلام المعتدل (الإخوان) بحسابات الإدارة الامريكية. الاخوان اندفعوا بسياسة "التمكين" لاحتكار السلطة واقصاء الاخرين كل الاخرين، وهذا ما وقع بالانتخابات التشريعية والرئاسية بقانون انتخابات يسمح بذلك (المختلط النسبي والفردي)، وامامهم تجربة ودرس الانتخابات الفلسطينية يناير 2006 بالنظام المختلط 50% نسبي و 50% دوائر فردية، والنتيجة احتكار حماس وإقصاء الآخرين، وهذا ما حصل في مصر. وعليه؛ تجدد الصراع في الميدان بعشرات الملايين، ورأس الحرية "حركة تمرد" الشبابية التي تعلمت درس 25 اقصاء شباب ثورة يناير 2011 وافراغها من مبادئها وبرنامجها، فجاءت ثورة 30 يونيو / جوان 2013 لكسر الاحتكار والاقصاء، وتصحيح مسار ومصير ثورة 25 يناير 2011 "خبز، كرامة، عدالة اجتماععية، مواطنة، دولة مدنية ديمقراطية، مساواة المرأة والرجل..". الصراع لا زال مفتوحا، الضغوط الامريكية والغربية برزت علنية، ضغوط حكومة اردوغان وقطر، وكلها لاعادة تركيب السلطة والدولة والمجتمع بين المجلس العسكري الأعلى والإخوان... تراجعت الضغوط نسبياً، الصراع مفتوح إلى أن يتم انجاز دستور مدني ديمقراطي جديد، قانون انتخابات ديمقراطي جديد يستخلص دروس التجربة المصرية بين 25 يناير 2011 إلى 30 يونيو 2013 وحتى يومنا. تداعيات ثورة 30 يونيو / جوان تتواصل في تونس، اليمن، سوريا، وفي بلدان عربية أخرى.. بكلمة أخيرة اقول: الثورات الشعبية تأخذ زمناً قد يطول إلى ان تنتصر على قاعدة الشعب يريد...، لنقرأ جيداً تاريخ ثورات الشعوب.. الثورة الفرنسية، الامريكية ضد الرق والعبودية، ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا، الثورة الصينية، الفيتنامية، الجزائر، جنوب افريقيا، الثورة الفلسطينية. لتتعلم شعوبنا العربية والمسلمة درس التاريخ: "عندما لا يقع الاصلاح الجذري الشامل تقع الثورات""التغيير الثابت الوحيد في حياة الشعوب، العرب بدون التغيير الديمقراطي الشامل يبقون خارج جديد التاريخ". الجمهورية: تجري المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية في ظروف تثير العديد من التساؤلات والاستفهامات، حيث لا تزال لحد الآن هذه الجلسات الماراثونية بين الأطراف المتفاوضة، شحيحة من حيث المعلومات وغامضة من حيث النتائج والمصير، لاسيما إذا ما ارتكزنا على تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المثير للجدل والذي أبلغ فيه لجنة المتابعة العربية أن سبب استمرار الصهاينة في الاستيطان راجع إلى أن تفاهماته (تفاهمات كيري) التي انعقدت عليها المفاوضات والتي لا تشمل وقف هذا المشروع (الاستيطان)، ما الفائدة برأيكم من مواصلة هذه المفاوضات؟ وما هو موقفكم منها إذا كانت لا تلبي حقوق وآمال الشعب الفلسطيني الجريح؟ نايف حواتمة: هذا ينطبق على "تفاهمات كيري"، وقد التقى مؤخراً لجنة "المتابعة العربية" مؤكداً لها "بأن الاستيطان لا يمنع المفاوضات"، لقد وصلت الأمور اليوم، نحو ما كنا نؤكده منذ انطلاقة المفاوضات، فقد استقال الوفد الفلسطيني المفاوض، وإن بدت الاستقالة بجوهرها كموقف "حرد"، فإننا نريد البرنامج الذي يوجه الموقف الفلسطيني إلى استراتيجية جديدة، التي نادينا بها على امتداد أعوام. إن الولاياتالمتحدة "وإسرائيل" يفضلون أمام صعوبة السيطرة على الموارد والمواقع الإستراتيجية في الشرق الأوسط؛ "التسويف والوعود التي لا تصرف" في الموضوع الفلسطيني، وإغراق الدول العربية في حروب وصراعات طويلة المدى بهدف إضعافها، وبالتالي العمل على فرض "سايكس- بيكو 2 " أو المعادلة المسماة ب "الفوضى الخلاقة" أو الأحق "الفوضى الهدامة" من أجل رسم حدود جديدة. إن ما نراه على أرض الواقع، هو أنه تريد واشنطن أن تجعل من تل أبيب المركز الطرفي، وهذا يترتب عليه خرائط جديدة، بما يخدم هدفها "يهودية الدولة"، تجاورها دويلات مذهبية وطائفية وإثنية، كانت ومازالت متعايشة منذ عمق التاريخ، نسأل هنا ماذا كانت تعني "الصفقة بين حركات الاسلام السياسي اليميني وخاصة الأممية الإخوانية وواشنطن"(؟)، وقد أثبتوا في مصر وهي مهدهم منذ خمسة وثمانين عاماً، وفي اقل من عام انهم يحملون مشروعاً يمينياً رجعياً وبالعلاقة والتعاون مع السياسات الامريكية والحلول الثنائية مع اسرائيل تحت عنوان الالتزام باتفاقات مصر السادات مع الاحتلال الاسرائيلي، والمثال الاخير اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحكومة حماس في غزة 2012 برعاية محمد مرسي الرئيس المصري وواشنطن. هم محور تفتيت ولعبة التفتيت في المنطقة وبدءاً من مصر، وبعد اعلان مرسي "الجهاد" في سوريا، وطلب ذلك من الجيش والشعب بدأ العد العكسي بالأيام، حتى شاهدنا تسونامي الميادين الذي اطاح به، مصر لم تشهد في تاريخها هذه الأسس الطائفية الدينية التي وضعها "الإخوان" بها، وهكذا لم يكن وصولهم إلى السلطة محض صدفة، وعليه جرت مهمة دعم "الإخوان في دول الانتفاضات والثورات الوطنية الديمقراطية الجديدة،" من قبل واشنطن وفي عموم المنطقة، وقد جرى ذلك في العراق وسوريا وليبيا واليمن..،. في مصر ولهم تاريخ طويل في العمل السياسي وهي مسقط راسهم، بما فيه من ممارسات العنف، وهو ما اطلقوه في ميدان "رابعة العدوية" في القاهرة، والإخوان يخشون أن يلحق بها ما لحق بهم عام 1954 حين دخلوا في صدام مباشر مع قائد ثورة 23 يوليو جمال عبد الناصر، حين حاولوا فرض ارادتهم على الثورة المصرية، ثورة التحرر الوطني والتحولات الطبقية الاجتماعية والسياسية الكبرى للتقدم والعدالة الاجتماعية. إن الغرب الامبريالي يعتمد على قوى اليمين الطبقي، والاسلامي السياسي اليميني وخاصةً "الإخوان" ومثيلات هذه الجماعة لإنجاز هذه الأهداف. واليوم تستعيد مصر اصطفافها على أسس طبقية وطنية، وكأنها تقوم بإجراء مصالحة وطنية شاملة بين جميع أطياف الوطن، بعد عام من البؤس على حكم الإخوان، والذي انتهى بحرقهم للكنائس القبطية، وتأجيج التطرف في شبه جزيرة سيناء، حيث يتواجد بها "جهاديون تكفيريون" اطلق سراحهم الرئيس مرسي المعزول، فضلاً عن متشددين آخرين يتجمعون هناك، سبق لهم أن اعتدوا مراراً على الجيش المصري. اصطدمت المشاريع الامريكية واليمينية الدينية والطائفية بجدران عشرات الملايين من الشعب المصري، وتصطدم الآن في تونس واليمن وبلدان عربية أخرى، وعليه أقول: لن تمر سايكس – بيكو أخرى، والزلازل والثورات الجارية منذ 2011 تحمل مشروعاً آخر.... لقد أكدنا مراراً رفضنا للمفاوضات؛ لأن المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية تدور في طريق مسدود على امتداد الجولات الثمانية عشرة التي تمت منذ تموز/ يوليو حتى الآن بدون جدول أعمال محدّد وملموس، تتناول العموميات، بدون مرجعية الشرعية الدولية، ويركز الجانب الإسرائيلي على "الأمن أولاً ليتم سحب نتائج الاتفاق الأمني على خارطة "الحدود" بما يستجيب للحدود التوسعية الاحتلالية" التي تدعو لها حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة. إِن هذه المفاوضات تنعقد على أساس "تفاهمات كيري" دون مرجعية ورقابة الأممالمتحدة التي "اعترفت في 29 نوفمبر 2012 بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية (العربية)"، وحقوق اللاجئين وفق القرار الاممي 194، ومنظمة التحرير التي تمثل الائتلاف الوطني لكل الشعب الفلسطيني. كما أن حكومة نتنياهو استغلت فترة المفاوضات بتكثيف تهويد القدس، وتسريع زحف الاستيطان في الضفة الفلسطينية لرسم حدود الأمر الواقع التوسعية لدولة إسرائيل، وتقطيع أوصال الضفة لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالمحتلة. إن "تفاهمات كيري وشروط نتنياهو" جعلت "المفاوضات مرجعية نفسها" وليست قرارات الشرعية الدولية، وعطلت دور الأممالمتحدة والرباعية الدولية بالانفراد الأميركي، وهذا ما قاد ويقود إلى "مفاوضات عقيمة وعبثية" على امتداد عشرين عاماً من 1993 حتى يومنا. ناضلنا ودعونا مراراً إِلى الانسحاب من المفاوضات، والعودة إلى الأممالمتحدة والمجتمع الدولي واستكمال الانضمام إلى المؤسسات الدولية وفي المقدمة المحكمة الجنائية الدولية، العدل الدولية، اتفاقات جنيف الرابعة، مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، وتدويل الحقوق الوطنية الفلسطينية بتقرير المصير والدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحل مأساة اللاجئين وفق القرار الاممي 194. إن قرارات ورعاية الأممالمتحدة هي الطريق الجديد لمفاوضات جديدة متوازنة وجادة وصولاً لتسوية سياسية متوازنة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي؛ وبدون الأساس السياسي والقانوني الدولي ستبقى المفاوضات تدور في الفراغ، بينما لا يتوقف التهويد للقدس والاستعمار الاستيطاني التوسعي في الضفة الفلسطينية لخلق حدود توسعية بالأمر الواقع لدولة "إسرائيل". كما اننا نطالب بعقد دورة عمل للمجلس المركزي لمنظمة التحرير لمراجعة المفاوضات الجارية، ولإنهاء الانقسام على أساس اتفاق مايو 2011 وتفاهمات فبراير 2013 في القاهرة، التي أكدت على مرجعية قرارات الشرعية الدولية الكفيلة لعقد المفاوضات على الأسس السياسية القانونية التي تؤدي لحل سياسي شامل بين الجانبيين الفلسطيني والإسرائيلي. الجمهورية: ذكرى 2 نوفمبر 1917 أو ما يعرف ب "وعد بلفور"، ستظل إلى الأبد تاريخاً أليما ومأسويا لجميع العرب والفلسطينيين، حيث وصفتها العديد من الفصائل الفلسطينية المقاومة بكونها "أفظع الجرائم المرتكبة من قبل البريطانيين في تاريخ الإنسانية جمعاء"، وأن هذا الوعد المشؤوم أعطى أرضاً طاهرة وغالية لشعب يملك ولآخر لا يملك ولا يستحق، وها هي اليوم فلسطين التي كان يقطنها آنذاك 5% من تعداد اليهود فقط أضحوا اليوم هم الأغلبية يعيثون فيها ظلماً وفساداً بل بات قادة الكيان الصهيوني اليوم يضغطون ويطالبون بما سموه ب "يهودية الدولة الإسرائيلية"، أولا هل من كلمة بخصوص هذه الذكرى الأليمة؟ ولماذا طرح نتنياهو هذا المشروع ( يهودية الدولة ) في هذا التوقيت بالذات وما موقفكم منه ؟ نايف حواتمة: "وعد بلفور"... والضمير البريطاني.. أعطت الكولونيالية البريطانية ما لا تملك وأغدقت العطاء، وتابعت الولاياتالمتحدة بالإغداق الكثير مما تملك، وليس آخرها في "ذكرى الوعد المشؤوم"، ان يأتي وعد "تشيك هاغل" بما يحمل من معنى ومغزى "وعد بلفور" السادس والتسعين؛ بإعلان موافقة واشنطن على تزويد "اسرائيل الاحتلال وغزو الاستيطان ب "ستة طائرات متطورة جداً (في - 22 "أوسبري")، لتحصل "إسرائيل" الحليف الأول تحت الرعاية الأميركية الكاملة أول مَنْ يحصل على هذا النوع من الطائرات.. يأتي هذا، ودولة الاحتلال تحتفل ب "آرثر بلفور" بإطلاق غول الاستيطان وجرافاته، يطلقها مزمجرة تحت غطاء المفاوضات. اليوم "بلفور" ومعه العديد من الأسماء الاميركية يعتلون صهوة الجرافات الصهيونية، ولن يكون آخرهم وزير الخارجية جون كيري، الذي حاول في بداية "المفاوضات" تخفيف ساعات هدير الجرافات، وقد اطلقتها "اسرائيل" مزمجرة، وبكل ما تملك من طاقة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والعنصرية، فوافق كيري على اطلاقها بلا "مجاملات" أو خجل أمام الجانب الفلسطيني ودخلت في "تفاهماته"، كما صرح باجتماعه مع لجنة المتابعة العربية مؤخراً.. استعمار الاحتلال والاستيطان يزداد صلافة وعنصرية وعدوانية، وبكامل فجاجته يحظى بالتغطية والحماية الكاملة بالكثير من المحافل الدولية بما فيه الفيتو الأميركي.. ويتلقى الوعود المتممة لوعد بلفور.. تقوم واشنطن على دوام العقود المنصرمة، بحماية "وعد بلفور"؛ أفكاراً ومشروع ضمانة، واستمرار الهيمنة الامبريالية في المنطقة، وهذا الوعد يأتي في السنوات الأخيرة وانظمة الاستبداد والفساد العربية اسوأ في سنوات انحطاطها، والمهم لديها "اقناع" الحليف واشنطن لنيل رضاها عنها، دون اغضاب ربيبتها "اسرائيل. على الصعيد الفلسطيني المطلوب الاعتماد على الذات؛ على الشعب الفلسطيني أولاً، وعلى صموده الأسطوري المشهود له، والتحضير لدخول كل مؤسسات الأممالمتحدة، "وتدويل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي الصهيوني"، عملاً بقرار الأممالمتحدة في 29 نوفمبر 2012 "الاعتراف بدولة فلسطين على حدود حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 1967"، وعملاً بالقانون الدولي واتفاقات جنيف بمنع دولة الاحتلال من التغييرات الاستعمارية الجغرافية والسكانية على أراضي دولة فلسطين تحت الاحتلال. إن قيام "إسرائيل" بالذات، هو مشروع صهيوني امبريالي غربي، وحُظيت منذ 1948 برعاية غربية، وفي الخمسينات من القرن الماضي حتى يومنا بالرعاية الأميركية الكاملة، وواشنطن تحارب عنها عند الملمات الكبرى كما ورد في مذكرات الفريق الحمصي عن حرب تشرين/ اكتوبر 1973، وهي جزء من "الأمن القومي الأمريكي الامبريالي" بشهادات وخطابات ورسائل رؤساء أميركيين تولوا تباعاً رئاسة الإدارة الأميركية. إن هدف الاعتراف "بيهودية" دولة اسرائيل هو شطب حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، أسرلة عرب 1948، شطب حق اللاجئين بالعودة وفق القرار الأممي 194.