الجزءالثالث الاعلامية الفرانكوجزائرية " سهام فاضلي " نشأت في كنف أبٍ محبّ للفن و للإعلام , فجعل منها المرأة الأنموذج و اقتحمتْ عالم المتاعب دون خوفٍ أو ترّدد و من ثمة انطلقتْ متسلحّة بإبداعها و كينونتها الأنثى و زيّنتْ راديو البهجة في أواخر الثمانينات و بداية التسعينات بصوتها الشهيّ خفيف الظل ... هي الاعلامية و المذيعة الجزائرية سهام فاضلي التي كان لها لقاء مع الغدائر و باحتْ باسرارها و حنينها و محطات مشوارها القدير بين بلدين و ثقافتين و قارتين و تخصصين ... ∎لماذا اختارت '' سهام فاضلي '' مدينة بوردو بالتحديد دون كل المدائن الفرنسية ؟
بكل تأكيد لم يكن اختيارها عبثيا , لكنني رأيت فيها ربما ما لم يراه غيري, هي مدينة '' الأنا الجديدة '' و منذ قدمتُ لها آمنتُ أنها سوف تعطيني الكثير و سوف تتبنى مشاريعي منذ عهد دراستي الى عهد اقتحامي الآن مجال '' الحراسة و الأمن '' من خلال شركتي الصغيرة التي أديرها بفريق عمل محترف و محنك ... يربطني ببوردو أيضا أن تحتوي على المدرسة العليا للحقوق و أنا خريجة المدرسة الجزائرية في نفس التخصص ... أحب طبيعتها , قربها من الحدود الاسبانية لأنني مولعة بالسفر , بالحرية و بالسلام ... ∎صفي لي حنين '' سهام فاضلي'' الى سنوات مضت ...مايكروفون البهجة ؟ سنوات الشباب , الكفاح , البدايات , الصداقات الحقيقية , الرفاق القدامى ... سنوات العشرية السوداء و الوطن الجريح و البحث و التحريّ و التعبير عن صورة الجزائر الجميلة و محاولة الخروج بها الى الضوء في أوجّ عصر الظلاميين و أعتقد أننا نجحنا في ذلك الى حد كبير ... يذكرني ميكروفون البهجة بوجه المذيع الجزائري الذي عمل من اللا شيء , من نقص الامكانيات الفادح و وصل الى ما هو عليه الآن ... هي جرعة أدرينالين حقيقية و منعرج في عمري . ∎راديو '' رميم '' هذا التحدي الفريد من نوعه الذي خلقته سهام فاضلي كي يحظى الحرف العربي بالدفء في هذا العالم البارد ... كيف ولدتْ فكرته؟
قصة حلم طويل و قديم عمره أكثر من عشرين سنة , هي قصة هروبي الى محبة الأثير من حياتي العملية التي تختلف كل الاختلاف عن أهوائي و هواياتي كاعلامية ... و بعد تفكير طويل و تردد كبير أيضا أطلقتُ هذا الحلم و سأظل أذكر جدا صوت '' رشيدة محمدي '' الذي شجعني و رافقني الى حلمي ... و اخترتُ '' رميم' لأنني اشعر أنني بها بعثتُ ذاتي من أطلالي القديمة و من الرميم الى مشروع جديد , و أنني أيضا حملتُ شعلة والدي و هو عرفان أيضا للكاتبة الصديقة ''رشيدة '' التي كانتْ تمضي أعمالها دوما باسم '' رميم'' اختصارا لاسمها ...
∎الصداقة الوطيدة مع قامة فنية و اكاديمية و أدبية كبيرة مثل '' رشيدة محمدي '' ... ما الذي اضافته لكٍ و كيف اجتمعتِ بها و هي شخصية لا تكرر في الحياة مرتين؟
سأكون قريبا مديرة رسمية لكل أعمالها و قصتي معها تطول , جمعتني بها الصوفية و حب الحرف , فلسفتها رهيبة و كلماتها رقيقة و قلبها حنون , انسانة عصامية عانتْ الكثير و خدمَتْ الابداع و صورة الكاتبة الجزائرية و العربية بصورة كبيرة ... ارتجالية , جمعتْ بين الطب و الفلسفة و التعليم و الفن التشكيلي ... بريئة و عفوية و لا تفي حقها الكلمات.
∎'' الحب و المرأة و الاغتراب '' ... كيف تتعايش سهام فاضلي مع ذاتها في كنف هذه الثلاثية ؟
هي ثلاثية لا يمكن أن تتجزأ , و لا يمكن لي أن أتجزأ منها أيضا ... أنا امرأة عاشقة لكل ما هو جميل على سطح هذه الأرض , أحب الكينونة الأنثى فهي رحم ميلاد الجمال و الحكمة و المحبة و الكبرياء و القوة ... أنا مؤمنة جدا بالمرأة ... المرأة بالنسبة محور العالم ... و الاغتراب هو سفر طويل نمشي خلاله عكس سيرنا , عكس قناعاتنا السابقة ربما لكن بذرتنا ان كانت حقيقية و صالحة و نقيّة ... فهي لا تتغيّر ... ∎'' أحمد فاضلي '' ... كيف أثرّ فيكِ و ما زال يؤثر هذا الرجل العظيم الذي أنجبكِ الى الحياة و الى مجد الابداع؟
والدي هو عميد الصحفيين في الجزائر , أعطاني الكثير و لا يمكنُ لي أن أصف شعوري و أنا اتحدث عنه و أتحدث عني كجزء من الكل و هو الرجل الكلّ الذي وهب حياته للإعلام و للكتابة و مازال لا يفعل ذات الشيء ... أشعر أنني تلك الطفلة التي مازالت في حاجته دوما ... أستشيره في جلّ القرارات الحياتية و العملية و أنجبني بمحبة و بانفتاح الى مجد الأدبين العربي و الفرنسي ... آه لذكرياتي بساحة أولّ ماي بالعاصمة و سارع ديدوش مراد و المكتبات ... أنا و اخواني الستة ... أنا ابنة أبي و مكتبة الحائط التي أنشأها لنا في رواق بيتنا القديم منذ الصغر...
∎ما هي الأسباب الحقيقية التي تجعل اعلاميا جزائريا يغادر الوطن بقرارات فجائية و لربما مرّت بها '' سهامفاضلي''... ؟
تهديدات الموت التي طالتْ الصحفيين و المبدعين و النساء الداعيات الى التحرر ... لم يكن من الممكن البقاء في الجزائر و أحزن قلبي جدا أنني استقلتُ من راديو البهجة و حملتُ في صدري نار وطنِ يلتهب ... و مرّ ما مرّ علينا كجزائريين داخل و حارج الوطن و ظلتّ المحبة تنتصر و أشرق آخرا وجه الوطن .
∎كيف ترى '' سهام فاضلي '' حاليا واقع الاعلام المكتوب و المرئي و المسموع في الجزائر ؟ أنا بعيدة عن الساحة الجزائرية لأكثر من عشرين سنة و رغم تعدد الاذاعات الجهوية و المحلية و القنوات الخاصة و الانفتاح... الا أنني أشعر أن المستوى من ضعيف الى أضعف باستثناء بعض المنابر التي تحتفظ بصورتها النقية ... أثق جدا في الصحفي الجزائري و أتمنى له أن يبدع في ظروف أفضل ... ∎الفنان القدوة الكاتب القدوة بالنسبة لكٍ...؟ الكاتب الذي أثر في أفكاري هو الشاعر الفرنسي '' بول ايلوار'' و الفنانة القدوة هي ' المكسيكية ''فريدا كالو '' ... ∎كلمة للقارئ و للأحبّة بمناسبة أعياد الميلاد و أعياد آخر السنة ...؟
أتمنى أن يحلّ السلام في هذا العالم الشاسع و أن تتحلى أوطاننا العربية المرعبة بالسكينة و روح الحلم ... و في كل عيد أحبّ وطني و أحب الأثير ...