«الحقيقة محررة» هي جملة بسيطة لكنها من الكلام الذي قال عنه أبو العتاهية : «و خير الكلام قليل الحروف؛؛؛ كثير القطوف بليغ الأثر». و هي جملة بين الصهاينة على وجه الخصوص - عداوة عميقة عمق تاريخهم المزيف , لأنها تذكرهم ب»المحرقة - الهولوكوست» التي اتخذوها مطية لابتزاز العالم الغربي الذي منحهم أرضا لا يملكها لشعب لا يستحقها . إنها «الحقيقة المحررة « التي ينكرها الصهاينة و يحاولون تحريفها بكل ما أوتوا من وسائل الضغط و المساومة , و تكريس زيفهم حول «أرض الميعاد». «الحقيقة محررة « , هي عبارة كتبت بالألمانية بمدخل المحتشدات التي اعتقلت فيها ألمانيا النازية اليهود خلال الحرب العالمية , و لذا فقد أصبحت الحقيقة مرعبة لهم أيضا , و يكفي أن تنطق جهرا العبارة الألمانية ذات الكلمات الثلاث , كي يلتفت إليك كل الصهاينة واليهود حولك , بل قد يتهجمون عليك و ينعتونك «بالمعادي للسامية « , حتى و إن كنت تجهل العلاقة بين «محرقتهم» و بين الكلمات الثلاث . أضحت الحقيقة عقدة لدى الصهاينة , و لذا استغلوا لوبياتهم عبر العالم و تحكمهم في وسائل الإعلام العالمية لمحاربة كل حقيقة تشكك في وجود «كيانهم» (صهيونستان) الذي أقاموه في فلسطينالمحتلة . و هذا النفوذ استعمله أول أمس رئيس المجلس الممثل ليهود فرنسا , ليفرض سحب العدد الجديد من مجلة خاصة بالأطفال تصدر بعنوان «يوبي» من الأكشاك الفرنسية , لأنها نشرت خريطة العالم مصحوبة بشرح توضيحي للتمييز بين الكيانات و الدول فأشارت إلى وجود 197 بلدا في العالم نسميها دولا مثل فرنسا , ألمانيا أو الجزائر و هناك بلدان أخرى لا تحظى بإجماع العالم على اعتبارها بلدانا حقيقة مثل «دولة إسرائيل أو كوريا الشمالية «... و لم يكتف رئيس ال» كريف» بهذا الأمر و إنما طالب الناشر الذي يصدر المجلة بأن يكون «التصحيح أي (التحريف و التزييف) « في العدد الموالي من المجلة مرفوقا بمقال حول «صهيونستان» و كيف و لماذا أنشئت ؟؟؟ و بطبيعة الحال فقد رضخ الناشر لأوامر الذي اعتبر أن وجود «صهيونستان» حقيقة معترف بها دوليا و قول العكس يجعل صاحبه في خندق الذين ينكرون حق هذا الكيان في الوجود( أي معاد للسامية ) ؟ هناك , ردود كثيرة اعترضت على هذا الاعتداء على حرية التعبير , أحدها أوضح أنه إذا كتب في تغريدة «أن هناك دولا لا تعترف بإسرائيل كدولة , ستتهمونني بمعاداة السامية و تطلبون مني محو تغريدتي و نشر تصحيح لما كتبت , و كل العالم يجد هذا عاديا و سليما ؟ كيف وصلنا إلى هذا ؟ بينما تساءل آخرون :»بأي حق تدافع هيئة تمثل يهود فرنسا عن بلد أجنبي «؟ و هناك من تساءل عمن يدافع عن كوريا الشمالية , أم أن حظها سيئ لأن واشنطن من ضمن الدول التي لا تعترف بها ؟ و ولذا , ما دامت الحقيقة ترعب الصهاينة فليواجهم العالم بالحقيقة المحررة من أساطير الأولين و الآخرين في كل مكان وزمان حتى يقروا بها وهم صاغرون .