*ناصر مهل يؤكد بمناسبة ذكرى إسترجاع السيادة على الإذاعة والتلفزة : »الشبكة الجديدة لأجور صحفيي القطاع العام تطبق جانفي المقبل« * غلاف مالي معتبر في قانون المالية لتكوين عمال وصحفيي السمعي البصري *إحتفالات مخلدة للذكرى عبر الوطن أكد وزير الإتصال السيد ناصر مهل الخميس بالجزائر العاصمة أن قطاعه لم يتلق لحد الآن أية طلبات متعلقة بمنح الإعتماد لإنشاء قنوات اذاعية وتلفزيونية خاصة. وأوضح السيد مهل خلال نزوله ضيفا على حصة "حوار اليوم" التي تبثها القناة الأولى للإذاعة الوطنية أنه "من غير المعقول ايداع ملفات في ظل عدم استكمال شروط فتح المجال السمعي البصري لا سيما و أن قانون الاعلام لا يزال على طاولة البرلمان". وأضاف أن قطاع السمعي البصري يتميز ب"حساسية أكثر" من الصحافة المكتوبة لذلك يجب الإلمام بجميع المعطيات المتعلقة بهذا الموضوع لضمان نجاح هذه المبادرة. وأبرز أنه سيتم إستخلاص تجارب البلدان الأخرى المتعلقة بهذا القطاع مع الاخذ بعين الإعتبار خصوصيات الجزائر لضمان تقديم مادة اعلامية "تتماشى مع طبيعة المجتمع الجزائري". وأضاف وزير الاتصال عشية احياء الذكرى ال49 لإسترجاع السيادة الوطنية على مؤسستي التلفزة و الإذاعة أن مشروع قانون الإعلام الذي يندرج في اطار الاصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية سيسمح ب"تدارك النقائص التي كانت موجودة في قانون 1990." وأكد أن فتح المجال السمعي البصري أمام الخواص سيسمح بخلق التنافسية بين صحافيي القطاع العام و الخاص "مما سيساهم في الإرتقاء بمستوى المردود الإعلامي بالجزائر". وأرجع السيد مهل أسباب "تردي البرامج التي يبثها التلفزيون الجزائري إلى غياب الإبداع و ليس إلى ضعف الإمكانيات" مؤكدا أن "انتقاده موجه للمادة الإعلامية و ليس للأشخاص". ودعا الى التحلي بالإحترافية و انتاج مادة اعلامية ترقى لطموحات المواطن الجزائري مؤكدا أن أبواب التلفزيون مفتوحة أمام الكفاءات. وفي اطار الإجراءات المتعلقة بتحسين المستوى الفني بمؤسستي التلفزيون و الإذاعة الوطنية اكد وزير الاتصال أنه سيتم قريبا بالتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين استحداث التخصصات المطلوبة بقطاع السمعي البصري على غرار هندسة الصوت والإضاءة والتصوير. وبخصوص مشروع رقمنة وسائل الانتاج و البث الإذاعي أكد السيد مهل استكمال تجسيده عبر جميع مناطق شمال البلاد على أن يغطي قريبا منطقة الهضاب العليا مشيرا إلى أن هذا المشروع سيمس تدريجيا كامل الجنوب. كما اعلن عن الانطلاق في أشغال إنجاز مقر جديد لمؤسستي الإذاعة و التلفزيون بمجرد تحديد والي الجزائر العاصمة الأرضية التي سيقام عليها المشروع. وخلال تطرقه لموضوع شبكة أجور الصحفيين التي ستدخل حيز التطبيق شهر جانفي المقبل أكد أن هذه الشبكة ستمس صحفيي القطاع العام فقط مشيرا الى اتخاذ كل الاجراءات التي تسمح باستقرار الصحفي. وتأسف السيد مهل لهشاشة الوضعية الاجتماعية و المهنية لبعض الصحافيين العاملين في القطاع الخاص مؤكدا أن تحصل الصحافي على 06 آلاف دينار كأجر شهري في بعض الحالات "لا يشرف مهنة الصحافي" مشددا على ضرورة ايجاد الحلول لضمان كرامة الصحفي بالقطاع الخاص. وبشأن الاستغلال الذي يعاني منه الصحافيون المبتدؤون في القطاع الخاص أكد السيد مهل أنه من الصعب تدخل وزارة الإتصال في هذا الموضوع مشيرا إلى أن هذا الامر هو من صلاحيات وزارة العمل. وللتذكير فإن قانون الإعلام الجديد الذي هو موجود حاليا أمام البرلمان للمناقشة يدخل في إطار الإصلاحات التي بادر بها القاضي الأول للبلاد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لترقية المجال السياسي للبلاد وتعزيز المسار الديمقراطي وتعد الصحافة التي هي المحور الأساسي في قلب الإصلاحات السياسية، القلب النابض لأي تطور تنموي لأي بلد لا سيما وأنها في الجزائر تدعمت من خلال منظومة قانونية جديدة جاءت لتعزيز حرية التعبير وتكريس حق المواطن في الإعلام وقد نص القانون الجديد إزالة العقوبات السالبة للحرية بالنسبة للصحفيين التي لطالما كانت تشكل الهاجس الأول للفئة كما أن نفس القانون إستحدث سلطة ضبط خاصة بقطاع الإتصال جاءت لتدعم المكاسب الموجودة للصحافة هذا وأنشأ قانون الإعلام أيضا هيئة تهتم وتسهر على حماية أخلاقيات المهنة وسيتم تخصيص غلاف مالي معتبر موجه لتكوين صحفيي وعمال قطاع السمعي البصري حتى يتم مسايرة التطورات التقنية الدولية في ذات المجال . وقد حظي مشروع قانون الإعلام بمناقشة مستفيضة عبر الفضاءات الإعلامية والحصص التلفزيونية حيث أبرز عدة متخصصين في الإعلام المستجدات التي جاء بها التشريع الجديد كما أبرزوا أهمية فتح السمعي البصري الذي سيضيف لبنة أخرى في الصرح الإعلامي الوطني مساوقة مع ما هو موجود في كل دول العالم. وقد شهدت مختلف ولايات الوطن إحتفالات مخلدة لذكرى إسترجاع السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون حيث تم الترحم على أرواح شهداء المهنة والإشادة بخصالهم، وما قدموه في سبيل الحرية والإستقلال وشهدت كل المحطات الجهوية للتلفزيون التذكر والإستلهام للعبر من تضحيات الأوائل الذين رفعوا التحدي.