سجلت مصلحة الإستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي بوهران، أزيد من 300 محاولة إنتحار بطرق مختلفة خلال السنة الفارطة، وهذا إما عن طريق الإفراط في تناول الأدوية الصيدلية أو شرب مواد كيمياوية سامة، ليتم تحويلهم لذات المصلحة وإسعافهم ثم إخضاعهم للعلاج، علما أن نسبة النساء من مختلف الفئات العمرية، تحتل الصدارة بنسبة 70٪ والباقي رجال وأغلبيتهم من الشباب. هذا ما ذكرته مصادر من المصلحة الطبية لتضيف أيضا، أن أسباب إقدام الأشخاص على الإنتحار متعدّدة، لا سيما منها العوامل الإجتماعية والعاطفية، حيث أصبحت الظاهرة تأخذ منحى متزايدا وخطيرا لا سيما في السنوات الأخيرة، إذ يسجّل سنويا عدة ضحايا للإنتحار نتيجة نجاحهم في وضع حد لحياتهم. وإستنادا للمعلومات المقدمة من طرف مصلحة الإستعجالات بالمستشفى الجامعي، فإنه يتم استقبال حالات محاولة الإنتحار من كلا الجنسين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و40 سنة، في حين يمثل أغلبيتهم شريحة النساء. وفي نفس السياق، ذكر طبيب بذات المصلحة، أن معدل محاولات الإنتحار في تزايد مستمر منذ بداية السنة الجارية، إذ تم استقبال أزيد من 20 محاولة إنتحار خلال الشهر الجاري، فيما توفى 3 ضحايا بعدما وضعوا حدّا لحياتهم، وتكون محاولات الإنتحار، إما عن طريق تناول كمية كبيرة من الأدوية الطبية كالأدوية المضادة للإكتئاب أو المهدئة أو أدوية علاج آلام الرأس، كما تم اكتشاف أن العديد من المنتحرين أصبحوا يلجؤون إلى أدوية أخرى، أكثر خطورة كأدوية القلب وغيرها في حين يلجأ الآخرون إلى طرق أخرى كرمي أنفسهم من الجسور أو من أعالي العمارات، ليلقوا حتفهم في حين المكان. هذا ويؤكد المصدر الطبي إذا لم يتم إسعافهم الوقت المناسب، لا سيما منهم الذين تناولوا الأدوية المذكورة يتعرضون للوفاة نتيجة المضاعفات الخطيرة التي تحدث لهم، علما أن الذين يقدمون على الإنتحار يتم إسعافهم في الوقت المناسب، بإخضاعهم لعمليات غسل المعدّة، وهذا لإبطال مفعول الدواء المتناول مهما كان نوعه، إضافة إلى عملية الحقن. وأضاف ذات المتحدث أنه يتم إخضاع المقدمين على الإنتحار للمراقبة الطبية لمدة 24 ساعة وقد تصل المراقبة إلى 3 أيام أو أكثر، وهذا في الحالات غير المستقرة، إذ من الضروري إخضاع الحالة إلى طبيب نفسي، ليكون معظم من يقدم على الإنتحار يكرر المحاولة عدة مرات. أما فيما يخص الطريقة الأخرى فهي عن طريق شرب مواد التنظيف المتمثلة في مادة »الجافيل« أو الحمض ومواد كيميائية تستعمل في الفلاحة، والتي بإمكانها أن تحدث حروقا وجروحا خطيرة على مستوى الجهاز الهضمي، وتكمن درجة الخطورة حسب الكمية المتناولة. وأضاف المتحدث، أنه في هذه الحالة يتم إسعاف المقدم على الإنتحار وعلاجه عن طريق إخضاعه لعملية غسيل المعدّة ثم منعه من الأكل لمدّة معينة، يحددها الطبيب ثم إحداث ثقب على مستوى المعدة من أجل إطعامه وإبقائه تحت المراقبة الطبية، وإذا كانت الحالة خطيرة جدّا، يتم نقله إلى المصلحة المتخصصة بغرض إخضاعه لعملية جراحية على الجهاز الهضمي، ومعظم هذه الحالات الخطيرة تتوفّى، في حين تبقى أسباب تلك الإنتحارات تختلف من شخص إلى آخر ولكن معظمها أسباب نفسية أو إجتماعية أو عاطفية كما ذكرنا سلفا.