كشف مصدر مسؤول بمصلحة الإستعجالات، بالمستشفى الجامعي لوهران، عن إحصاء 22 محاولة انتحار شهر سبتمبر الماضي لأشخاص أرادوا وضع حد لحياتهم نتيجة لظروف اجتماعية قاهرة، منها مشاكل عائلية وبطالة وغيرها بعدما تم تسجيل السنة الماضية بمصلحة الطب الشرعي وحفظ الجثث، بذات المركز، 26 حالة انتحار، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر لتدارك الوضعية للإقلاع عنها. وقالت مسؤولة بمصلحة الجثث بالمستشفى الجامعي بوهران إن أغلبية المنتحرين هم أشخاص يقومون برمي أنفسهم من الأماكن العالية من العمارات العالية والجسور، على اعتبار أنه ضمن نسبة 60 بالمائة أطفال قصّر يفتقرون إلى الحنان الأبوي ويتلقون صعوبات كبيرة في الدراسة لكنهم لا يفلحون، هذا إلى جانب وجود مشاكل عائلية، والتي تخلّف إحباطا نفسيا كبيرا لدى الطفل الذي يلجأ إلى حل بديل.. الإنتحار كوسيلة للهروب من الواقع من منطلق النزعات العدوانية في نفسه، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر في المجتمع لمكافحة الظاهرة وتوفير فرق طبية خاصة بالأمراض النفسية والعصبية لإسعاف الحالات المتضررة وقطع الطريق أمامه. وأضافت الدكتورة سواق أن الإنتحار ليست له علاقة بفترة معينة، لأن النسب والأرقام تختلف من شهر إلى آخر، فحسب الحصيلة السنوية للسنة الماضية 2009 ، تم إحصاء 5 حالات شهر أفريل، 4 حالات شهر ماي، حالة واحدة شهر جوان، حالتين شهر نوفمبر، و 3 حالات شهر ديسمبر. فيما تم تسجيل حالة واحدة في شهر جانفي من السنة الجارية لفتاة قاصر تبلغ من العمر 14 سنة، طالبة بالسنة الأولى متوسط بمتوسطة حي فلاوسن 1، والتي رمت بنفسها من أعلى جسر الدارالبيضاء لتلفظ أنفاسها بعين المكان، بعد إصابة جسدها بكسور على مختلف الأطراف وجروح بالغة الخطورة بالرأس. وتضيف ذات المتحدثة أن الظاهرة اليوم أصبحت تمس الأطفال القصّر، وكذا المصابين بأمراض نفسية الذين يزاولون العلاج عند أطباء الأمراض العصبية، فيما تبقى النسب متعادلة بين النساء والرجال. 60 بالمائة من عمليات الإنتحار تكون شنقا أوبتناول مواد حمضية أرجع طبيب بالمستشفى الجامعي لوهران بمصلحة الطب الشرعي، معظم حالات الإنتحار الى انهيارات عصبية، إضافة إلى مشاكل اجتماعية وعاطفية وعائلية بشكل عام، أين يفقد المرء التوازن النفسي بوضع حد لحياته عن طريق الشنق أو تناول ماء حمضي أو أقراص أو ماء جافيل وغيرها من المواد السامة، والتي تشكل خطورة على جسم الإنسان. فيما يبقى الإنتحار عن طريق الشنق أكثر الوسائل استعمالا لدى المنتحرين، خاصة الذكور منهم، بنسبة 60 بالمائة، و 40 بالمائة خاصة بالإناث اللواتي يلجأن إلى تناول الحمضيات القاتلة. من جهته، أبدى عدد من المختصين في علم الإجتماع أن أكثر صور الإنتحار في المجتمع تكون نتيجة عدة عوامل، خاصة الفقر، البطالة، أزمة السكن، التسرب المدرسي، وحالات الطلاق، وغيرها من المشاكل، خاصة حالات الإجهاض عند الأمهات العازبات.. حيث تمثل المشاكل الإجتماعية والعائلية العامل الأول في ارتفاع ظاهرة الإنتحار.. بتسجيل الدرك الوطني 12 حالة لمحاولة انتحار في اليوم عبر كامل ولايات الوطن، إذ تم إحصاء 98 محاولة انتحار فاشلة في 2007 و 100 محاولة انتحار في 2008، الأمر الذي بات ينذر بالخطر ويتطلب إعداد برامج وقائية ضد الظاهرة. كما سجلت ذات المصالح 2974 حالة انتحار إلى غاية 31 أوت 2005، وذلك وسط فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 سنة، وب 14 حالة مقابل 19 محاولة فاشلة في صفوف الأطفال القصر. وأظهرت ذات الإحصائيات أنه في ظرف 10 سنوات الأخيرة تم إحصاء 3709 محاولة انتحار تم تسجيلها عبر مختلف ولايات الوطن، أغلبيتهم أشخاص أميون بنسبة 80 بالمائة، حيث وصل عددهم إلى 2967 شخص. أما نسبة 20 بالمائة فسجلها أشخاص مستواهم الدراسي بين الإبتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي، فيما تقدر نسبة 70بالمائة من فئة البطالين بدون مهنة لمعاناتهم من الفراغ، و18 بالمائة منهم يمارسون مهنا مختلفة، و11 بالمائة أشخاص موظفون. من جهة أخرى، أوضحت إحصائيات مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي لوهران عن تسجيل، سنويا، 84 محاولة انتحار، أغلبها عند الفتيات، خاصة في مواسم الامتحانات وصدور النتائج الدراسية، حيث يتم فتح أجنحة خاصة لاستقبال هذه الحالات بالمصلحة الجراحية بالمستشفى، فيما يتم تحويل حالات عديدة على مصلحة الإنعاش، ومنها على مصلحة حفظ الجثث بعد وفاة الشخص، والتي تكون عادة بعد تناول مواد حمضية تقوم بحرق المعدة والجهاز الهضمي وإتلافه، أين يصعب إنقاذ المريض، وهي أصعب حالات الإنتحار التي يتم استقبالها.. وتكون خاتمتها بالوفاة.