كشف طبيب شرعي مسؤول بمصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بوهران، أن معظم حالات الإنتحار ناجمة عن انهيارات عصبية بعد تراكم المشاكل الإجتماعية والعاطفية والعائلية بشكل عام وقال الطبيب إن المرء، أمام مثل هذه الحالات، يفقد توازنه النفسي ويقوم بوضع حد لحياته عن طريق الشنق أو تناول ماء حمضي أو أقراص أو غيرها من المواد الخطيرة، فيما يبقى الشنق أكثر الوسائل استعمالا لدى المنتحرين، خاصة الذكور منهم، وذلك بنسبة 60 بالمائة، و40 بالمائة خاصة بالفتيات اللواتي يتناولن الحمضيات القاتلة من جهته، قال عدد من المختصين بالمصلحة إن أكثر صور الإنتحار بالمجتمع تكون ناجمة عن عدة عوامل، منها الفقر والبطالة وأزمة السكن والتسرب المدرسي وحالات الطلاق، وغيرها من المشاكل، حيث أكدوا أن الإنتحار ليس له علاقة بفترة معينة بعد اختلاف الأرقام من شهر لآخر، فيما أصبحت تمس أيضا الظاهرة الأطفال القصر ومن المتمدرسين. وقد سجلت مصالح الدرك الوطني 12 محاولة انتحار في اليوم على المستوى الوطني، و84 محاولة تم تسجيله بمصلحة الطب الشرعي بمستشفى وهران خلال السنة الماضية، أغلبها عند الفتيات، خاصة بعد صدور النتائج الدراسية، ما جعل مصلحة الجراحة تقوم بفتح غرف إضافية، خاصة لاستقبال الأشخاص وإسعافهم، والذين يقدمون على تناول المواد الحمضية التي تحدث التهابات وتتلف الجهاز الهضمي وتحرق المعدة.. وهي أصعب حالات محاولات الإنتحار التي يتم استقبالها ولا يمكن علاجها، مما يعجل بصاحبها إلى الوفاة. وأمام انتشار الظاهرة الخطيرة، بات من الضروري دق ناقوس الخطر، واستعجال برامج وقائية لتجنبها، مع توفير الفرق الطبية للتكفل بالأمراض النفسية والعصبية المنتشرة بشكل رهيب.