* "المقاربة الجزائرية تعرّضت للكثير من العرقلة للحيلولة دون تمكن دبلوماسيتنا من إيجاد حلول على مستوى دول الساحل". * "الحلول للنزاعات إذا لم تكن ذاتية إفريقية النتائج ستكون وخيمة.
أكد، الخبير في الشؤون القانونية والمحلل السياسي، الدكتور عامر رخيلة، أن الدول الغربية ممثلة في فرنساوأمريكا تحرص على أن يكون لها حضور دائم في افريقا وآسيا وبعض دول أمريكا اللاتينية ولكن بشكل أخص في افريقيا، هذا الحضور يترجم ويأخذ أشكال عديدة اقتصادية، كزرع كبرى الشركات بهذه المناطق، عسكريّة أو من خلال مساعدات أو اقتراح حلول على مستوى الأممالمتحدة تعود بالفائدة على الدول المقترحة للحلول أكثر من الدول محل النزاع. قال، الدكتور عامر رخيلة، اتصال جمعه مع " الجمهورية" أن الدول الغربية خلقت لها أسباب للتدخل في المنطقة الغربية في ليبيا وفي المنطقة العربية بصفة عامة، من خلال تعاملاتها مع الجماعات الارهابية المتطرفة، التي تستهدف زعزعة استقرار الشعوب والأنظمة، مضيفا، أنه في كثير من الأحيان هناك تواتر بعض القوى الغربية أو غيرها في المنطقة من خلال تعشّش الجريمة المنظمة العابرة للحدود وذلك بسبب نقص التنسيق بين الأقطار المغاربية والافريقية وعدم التقيد على مستوى الاتحاد الافريقي بالأمن القومي الافريقي. معتبرا، التوترات التي عرفتها المنطقة لاسيما في ليبيا وتداعياتها على المنطقة بالإضافة إلى النشاط القديم لبوكو حرام والقاعدة التي عشّت في المنطقة، كلها عوامل مشتركة جعلت التدخل الأجنبي يكون موجودا والتدخل الفرنسي الأمريكي بصفة خاصة، موضحا، أن لكلتا الدولتين "فرنساوأمريكا" أدواتها ومواقعها ومصادرها وقواعدها ومصالحها في المنطقة. مضيفا، أن تبني الجزائر مساعدة دول الساحل الافريقي للخروج من الأزمة لاسيما في مالي من خلال تطبيق الاتفاق المبرم في الجزائر بين الفرقاء في النزاع المالي، هذا الموقف يأتي بعد تعرض المواقف الجزائرية والمقاربة الجزائرية لكثير من العرقلة من بعض الأطراف لاسيما من طرف فرنسا التي، أكد بشأنها أنها ظلت دائما حريصة لتجد لها موقع قدم في المنطقة من خلال الحيلولة لعدم تمكن الدبلوماسية الجزائرية من إيجاد حلول على مستوى دول الساحل. موضحا، أن هذه الاعتبارات "تدعونا كدولة معنية مباشرة من خلال الحدود الجنوبية المشتركة، لانتشار واسع لأفراد الجيش الوطني الشعبي وهو ما يعني الكثير من رؤوس الأموال وهو ما يرهق الاقتصاد الوطني بشكل أو آخر". وحول الآثار المترتبة عن التدخل الأجنبي الغربي في المنطقة الافريقية، أكد، الخبير، عامر الرخيلة، أن عجز دول المنطقة محل النزاع عن إيجاد الحلول يعني الاستناد للحلول الغربية، ما يعني حسبه، أن "الحلول لن تكون حلولا ذاتية إفريقية ولكن تأتي من الغرب"، ما يعني، كذلك، أنه "حينما يملي الغرب حلولا على المنطقة فهذا لن يكون دون مقابل والنتائج ستكون وخيمة فهو يحمي مصالحه قبل كل شيء ". مضيفا، أن عدم الاستقرار سيبقى القاسم المشترك في المنطقة ما يعني انتقال ما سمي بحمى " الربيع العربي" لمنطقة إفريقيا وهو ما من شأنه تمديد من عمر الخلاف المغربي الصحراوي، من خلال التواطؤ الأمريكي الفرنسي مع المملكة المغربية ما يخلق المزيد من بؤر التوتر في إفرقيا. مسترسلا، أن بقاء الصراع واستمرار نشاط الحركات الارهابية والحركة الاجرامية كتجارة المخدرات ستنعكس بالسلب اقتصاديا على منطقة إفريقيا لتبقى علامات تردي الأوضاع وتفاقم الوضع الاجتماعي والهجرة غير الشرعية أهم ما يميّز المنطقة. كما، شدّد، الدكتور عامر الرخيلة على أن الجماعات الارهابية في منطقة الساحل من صنع دوائر غربية، مستدلا في ذلك بمختلف التقارير الأمنية الدولية التي تبث من حين لآخر، مؤكدا، أن موقف الجزائر بشأن الفدية والذي تبنته هيئة الأممالمتحدة، موقف واضح وصريح ولكن من جهة أخرى الكثير من الدول الغربية في مقدمتها فرنسا كانت تفاوض خلف الستار مع الجماعات الارهابية لإطلاق سراح وتحرير رهائنها. وخلص عامر الرخيلة بالقول أن مصالح الدول الغربية تملي عليها حضور دائم في مناطق الصراع لحماية مصالحا الاقتصادية بغض النظر عن كل ما يمكن أن تخلّفه من خراب في هذه الدول أمنيا واقتصاديا وإجتماعيا، مثلما شهدناه في عديد الدول في الوطن العربي التي كانت محل نزاع وعرفت تدخل قوى أجنبية وغربية بشكل أخص التي تتدخل لحل النزاع في الظاهر ولكن ما يخفيه الباطن أعظم.