وجّه عبد الرحمن سعيدي، رئيس مجلس الشورى في حركة حمس، وممثل الجزائر في منتدى الوسطية لشمال وغرب أفريقيا، نداءً إلى شيوخ وعلماء المنطقة إلى التحرك لمنع التدخل العسكري الوشيك شمال مالي. وفي بيان حصل "الشروق أون لاين" على نسخة منه، الجمعة، قال سعيدي، "يتوجب على المخلصين في منطقتنا من مختلف القوى وفي مقدمتهم العلماء والأعيان وشيوخ القبائل لهم كلمتهم في أقوامهم أن ينبروا للواجب الشرعي التاريخي في درء المخاطر ودفع المظالم وجلب نعمة الصلح والسلم لأقوامهم". وأوضح سعيدي أن "منطقة شمال مالي والساحل عموما تشهد وضعًا مأسويًّا مترديًا ومنزلقًا خطيرًا ينذر بحرب إقليمية خطيرة وطويلة المدى قد تأتي على الأخضر واليابس وتنهار معها السيادة الوطنية لكثير من الدول"، مشيرا إلى أن "هذا يستدعي منكم أيها العلماء والأعيان وقفة تاريخية حاسمة تدفعون بها عن مالي وشعبه وسائر شعوب المنطقة مخاطر الحرب ومآلاتها الوخيمة التي تترك في أمتنا عاهات مستديمة". وحول الدور المنتظر من شيوخ وعلماء المنطقة، قال سعيدي، في البيان، "يجب عليكم أيها العلماء والمشايخ أن تضعوا رؤيتكم للحل والخطوات التي يجب اتباعها لحل النزاع أولاً بتأجيل خطوة الحرب والتدخل الأجنبي في الساحل". وأضاف "إن الحلول المقترحة اليوم للنزاع والانفصال في شمال مالي مقتصرة غالبا في المجال السياسي والدبلوماسي الضيق والحل الأمني والعسكري في الغالب ولكن هناك سبلا أخرى يتعين علينا انتهاجها قبل فوات الأوان ومن أبرز هذه السبل هو الحوار الهادف المتعدد الأطراف ومد الجسور واستغلال كل ما له علاقة بالنزاع من أجل إيجاد أرضية توافق وطني في المالي". وقال سعيدي "وأنتم أيها العلماء تملكون القدرة على الحوار وإدارته لما تملكونه من مصداقية شرعية مع الجميع وتقاسمون الجميع في شمال المالي مرجعيتهم الشرعية وهي المنطلق في الحوار والفيصل عند الخلاف". و"ثانيا فسح المجال للحوار والإقناع وجلب الجماعات الانفصالية والجهادية لمائدة الحوار وثالثاً إجهاض كل مساعي التأزيم أو استغلال النزاع في أجندة سياسية خاصة وحسابات ضيقة فيها تجاوز للواقع والحقائق التاريخية والجغرافية"، بحسب البيان. وأسست الحركات الإسلامية الوسطية مطلع العام 2010 بموريتانيا، منتدى الوسطية لدول الساحل وشمال أفريقيا، لمواجهة الفكر المتطرف في المنطقة خاصة في منطقة الساحل الأفريقي الذي أصبح معقلا لحركات إسلامية متشددة. وجاء نداء الشيخ سعيدي مع دخول مخطط التدخل العسكري في شمال مالي مرحلة الحسم بدعم غربي من فرنسا والولايات المتحدة وسط تحفظ جزائري.