تدشين مقهى أدبي حمل اسم الأديبة صافية كتو بمحطة النقل البري للمسافرين بعين الصفراء أجمع أول أمس عدد من الكتاب والشعراء المحليين بعين الصفراء (النعامة) في يوم دراسي حول "الإصدارات المحلية بين الراهن و المأمول" أن التعريف بالإبداعات الأدبية وتشجيع الكتاب المحليين يمر عبر استحداث جوائز أدبية لتحفيز الإبداع المحلي وترجمة النصوص الأدبية الهامة منها إلى عدة لغات . وأبرز المشاركون في هذا اللقاء الأدبي المنظم من طرف مديرية الثقافة بالتنسيق مع جمعية صافية كتو للإبداع الثقافي لعين الصفراء بمناسبة الذكرى 29 لرحيل الكاتبة والإعلامية صافية كتو (1944 1989) أن تشجيع الإبداع المحلي في مجال الأدب يتطلب تقديم مزيد من الدعم المادي و المعنوي لنشر أعمال الكتاب المحليين. وأكدوا أيضا على ضرورة أن تكون الإصدارات المحلية عاكسة للحياة الاجتماعية في تمظهرها وأبعادها المختلفة مع تجلى هذه الكتابات أيضا وبمختلف أنماطها (شعر قصة قصيرة رواية نص مسرحي وغيرها ) من خلال مقاربة الكتابة لهموم المجتمع وطموحاته واهتماماته وترصد عيوبه وتناقضاته . وفي هذا السياق استعرض الكاتب بوداود عمير من عين الصفراء في مداخلته حول "الكتابة الأدبية كخدمة للتنمية و صناعة الوعي" المميزات الكثيرة التي أبرزها جيل من الكتاب المحليين في السنوات القليلة الأخيرة وأعمالهم الأدبية وخصوصا الدور الكبير الذي منحته التكنولوجيات الحديثة ومواقع البحث في نشر الكتابات و القصائد الشعرية خاصة في أوساط الشباب الذين يعدون الأكثر استعمالا لمواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن هذه الأعمال لم تنل قسطها من النشر و الترويج و المشاركة في معارض و صالونات الكتاب التي تعد سبيلا مهما لإبراز أسماء كتاب شباب يتمتعون بالموهبة إلا أنه إمكانياتهم المادية لم تتح لهم فرصة طبع ونشر إنتاجاتهم الأدبية و خاصة في الرواية. من جهته شدد الشاعر الشيخ ضيف الله على ضرورة حرص المهتمين بالكتابة و الأدب على إيصال الفكرة للمتلقي بشكل تلقائي واستخدام لغة بسيطة أو لغة" اليومي" مضيفا من جهة أخرى أن "عملية ترجمة إصدارات الكتاب المحليين تبقى محاولات ضئيلة لا تفي بالغرض مقارنة بالحركة النشيطة التي تشهدها الساحة الأدبية داخل و خارج الوطن" . وشهد هذا اللقاء مشاركة كتاب وشعراء محليين من مختلف جهات الولاية عرضوا أعمالهم الأدبية التي تناولت قضايا متنوعة اجتماعية وإنسانية تحاول أن تغوص في أعماق المجتمع ترصد همومه واهتماماته. قد تم تكريمهم بالمناسبة كالمجاهد والشاعر محي الدين بريزيني (79 سنة) و الروائي بوداود لعرج ومجدوب عرباوي وغيرهم . وتخللت تظاهرة إحياء ذكرى وفاة الكاتبة و الصحفية صافية كتو عدد من القراءات الشعرية و مقاطع من كتابات هذه الأديبة ومقالاتها في الصحافة الوطنية في الفترة بين 1969 إلى 1973 والتي عملت خلالها بعدة جرائد كالمجاهد و أوريزون وأسبوعية الجزائر الأحداث وبوكالة الأنباء الجزائرية . كما تم بذات المناسبة تدشين مقهى أدبي حمل اسم الأديبة صافية كتو بمحطة النقل البري للمسافرين بعين الصفراء من طرف السلطات المحلية بحضور مثقفين. للتذكير فإن الراحلة صافية كتو وإسمها الحقيقي زهرة رابحي من مواليد 1944 بعين الصفراء وتعد مبدعة وأديبة وصحفية أصدرت أول إنتجاتها الشعرية باللغة الفرنسية " صديقتي القيتارة "والذي يضم 67 قصيدة لتليها مجموعة قصصية عنوانها "الكوكب البنفسجي" التي تشمل 14 قصة من أدب الخيال العلمي وخاصة منها القصة الشهيرة "القمر" التي ترجمت لعدة لغات. كما أنتجت مسرحية " أسماء " مطلع الثمانينيات إضافة إلى قصائد أخرى و مخطوط رواية أخرى لم تكتمل إلى أن غيبها الموت في يناير 1989 .