أطلق كتاب ومثقفون من جيل الشباب مبادرة لتكريم الشاعرة والكاتبة الجزائرية الراحلة صفية كتو، وذلك من خلال تنظيم وقفة خاصة أمام ”جسر تيلملي” بالعاصمة، المكان الذي شهد انتحارها بطريقة غريبة وغامضة سنة .1989 وحدد القائمون على المبادرة يوم السبت 28 جانفي على الساعة 11 صباحا فوق ”جسر تيلملي”، موعدا لتنظيم الاحتفالية التكريمية ”الفريدة من نوعها”، بينما أطلقوا صفحة خاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك” لهذا الغرض· وتتمثل المبادرة في جلب الحلوى والشرائط الحريرية الصفراء والورود الصفراء، نسبة إلى بلدة الكاتبة الواقعة بمنطقة ”عين الصفراء” بولاية النعامة، بالإضافة إلى نسخ صور الراحلة وشعرها لتعليقه فوق سياج الجسر وتوزيع الهدايا والورود على المارة· وقرر المنظمون استقدام عازفين وإنجاز لوحة جدارية تكريما للأديبة صفية كتو· وتسعى المبادرة، وفق القائمين عليها، إلى ”إحياء ذاكرة صفية كتو وتحويل يوم ومكان انتحارها سنة 1989 إلى مناسبة لتذكرها وقراءة نصوصها، وإخراج الشعر والإبداع من المناسبات الرسمية والأماكن المغلقة إلى الشارع”· وولدت زهرة رابحي المعروفة في عالم الأدب والصحافة باسم ”صفية كتو ” في ال 15 نوفمبر 1944 بمنطقة ”العين الصفراء”، وهو الاسم الآخر لمدينة ”العين الصافية”· ومع بداية الاستقلال اشتغلت كمدرسة للغة الفرنسية ثم فضلت الانتقال إلى العاصمة لتعمل مع بداية السبعينات كمتعاونة في وزارة التربية والتعليم ثم موظفة مؤقتة في شركة تهتم بالفلاحة، ثم صحفية في وكالة الأنباء الجزائرية سنة .1973 وتعد كتابات الأديبة التي رحلت يوم الأحد 29 جانفي 1989 بالجزائر العاصمة في انتحار غامض، بالحساسية المفرطة اتجاه كل ما هو جميل، حيث تفننت بإرادتها الحالمة من تأثيث كوكب بنفسجي لا يعرف إلا الصفاء والجمال، وهو ما تجلى من خلال مجموعتها الشعرية ”صديقتي القيثارة”، ومجموعتها القصصية ”الكوكب البنفسجي” الصادرة سنة .1983 وتعد كتو واحدة من اللواتي كتبن باللغة الفرنسية، وفي كتابتها رصد للواقع الوطني والحياة الاجتماعية· وبدأت موهبة الكتابة عندها وهي في الخامسة عشر من عمرها، غير أن الكتابة الفنية كانت في عام 1960 عندما بدأت تقدم قصائد عن الثورة والنضال في الثانوية، فكانت أول قصيدة نشرت لها بعنوان ”الجزائر” قبل السنة الأولى للاستقلال، بينما بدأت تجربة القصة سنة ,1962 وتقول في إحدى قصائدها ”أريد أن يكون وطني فرحا، حتى يكبر الأطفال، في قلب الأغاني”·
من ناحية أخرى، تقول صفية كتو عن تجربتها الأدبية القصيرة والثرية ”اخترت عالم الخيال حتى أجد انطلاقة في الزمان والمكان ففي الفضاء لا توجد حدود وهذا ما يجعلني أعيش أجواء مختلفة مدهشة، وأبطالا خياليين حتى الآن لم يوجدوا في الأعمال الأدبية”· وكانت الكاتبة قبل رحيلها بسنوات أوضحت أنها بصدد كتابة رواية طويلة تتناول الواقع الاجتماعي، وأنها أنهت مسرحية بعنوان ”أسماء” وقدمتها للإذاعة والتلفزة الجزائرية، وهو المشروع الذي لا يزال الكثير من محبيها يتساءلون عن مصيره إلى غاية الآن·