القيم السامية التي يحملها الدين الحنيف، من تضامن وتكافل إجتماعي، ونبذ للفرقة والخلاف وتوطيد للحمة، وإحياء الضمير، تجعل الإنسان يقبل على هذا الدين، لأنه رسالة السماء لكل الإنسانية، التي تعاني اليوم من فقر في الأفكار النيّرة، وضحالة في القيم الإجتماعية(...). لقد دأب سياسيون كُثر في العالم العربي على توظيف القيم الروحية الطاهرة والخالدة، من أجل قضاء مآربهم الشخصية لنزوات الحكم والمسؤولية فقط، أو لأغراض جيواستراتيجية، كما هو جارٍ اليوم في بؤر التوتّر بالعالم العربي، وكان الأجدر بهؤلاء السياسييين أن يجعلوا هذه القيم في مأمن، ويعضون عليها بالنواجد لأنه ميراث مشترك لهم ولشعوبهم التّواقة دوما لمزيد من التطور والاستقرار. ولنا في دروس الماضي القريب بلبنان كيف حوّلت الطائفية الدينية ذلك البلد، الآمن والمتطور فكريا وماديا إلى نزاعات محلية، كل فريق بما لديه فرح ومبتهج، ولا يدري أن العدو الصهيوني كان يتفرّج على تلك الحرب الطائفية، حتى أُنهكت قوى لبنان وصار ما صار(...). اليوم، الأجدر بسياسيي العرب أن يعززوا الصفوف ويجنّبون أبناء وطنهم أية انحرافات أو تيهان، لأن أعداء الأمة والأوطان، مثل الضواري ينتظرون أي سقوط للطريدة.