-المشروع يعد الأول على مستوى الإفريقي من حيث عدد الهياكل إلى جانب طابع "أكواريم " الذي من المنتظر ان يضم أصناف عديدة من الأسماك -الانجاز سيجنب الولاية الاستنجاد بالبواخر الفندقية - توسعة الطريق عرضا على امتداد 7.5 عوض 5 كلم لم يعد الكورنيش الغربي بوهران يستهوي الزوار وأبناء المدينة في السنوات الأخيرة لتتحول اهتماماتهم في كل صائفة نحو السواحل الشرقية العذراء التي لا تزال تحتفظ بطبيعتها الخضراء وتضاريسها الجبلية المثيرة للفضول من أجل اكتشاف أسرار جمالها الرباني الباهر ولعل من أفضل ما يجذب العائلات الوهرانية التي تبحث عن الهدوء و جمال المنظر ومتعة الاستجمام و قضاء عطلة صيفية باريحية هي شواطئ منطقة كريشتل السياحية التابعة لبلدية قديل المحاطة بالصخور الواقعة بين جبل الأسود وسلسلة الأطلس المطلة على البحر والأراضي الزراعية لتتزاوج بين الاخضرار و زرقة مياه الساحل الشرقي الصافية بطريقة تجعل الجميع يستمتع بالطبيعة التي لا تزال عذراء والنسائم التي تحمل معها رائحة الأجداد و حتى موتى كريشتل ينامون فوق تلة تطل على البحر وتتوسد الاخضرار و فلاحة كريشتل أو منطقة الكريستال تحمل اسم نوع من السمك كان موجودا في المنطقة يتميز ببريق ساطع مثل الكريستال وما يلفت كل من يزور هذه المنطقة عين الحامية في مدخل الساحل وهو منبع مائي قرب شاطئ الرملي بمدخل كريشتل نسبة للمجرى المائي الذي يتدفق فيه من الجبل والواقع في تراب بلدية بئر الجير والمعروف ب "عين فرانين" الممتد إلى غاية "رأس الإبرة" أو "كاب ليغوي" المتاخم لحدود بلدية أرزيو وهي من أكثر المناطق التي يقصدها المصطافين *مسالك وعرة ضريبة يدفعها المواطنون والمرحلون الجدد غير أن هاجس مرتادي هذه المناطق السياحية لاسيما المرحلون الجدد بقطب بلقايد لا يجد ون بديلا للاستجمام بالشاطئ عن الطريق الملتوي والمحفر المؤدي من دوار بلقايد إلى كريشتل و الذي يفقد القدرة على احتواء الأعداء الهائلة للسيارات التي تحمل المصطافين إلى وجهاتهم المختلفة شرقا عدا أولئك الذين يقصدون مدينة ڤديل لينزلوا إلى كريشتل عبر طريق المنسوب الى فئة الشباب البطالين و المعروف بطريق شومارة أين يجدون وسائل النقل أما الذين يتنقلون جماعات من وهران ولا يملكون سيارات فيتدبرون أمورهم سواء عن طريق "كلونديستان" يتفقون معه على موعد العودة لاسيما هواة الصيد والقفز من الصخور الذين يفضلون ميناء كريشتل الذي ما زال ورشة مفتوحة على الأشغال العمومية وهناك من تأقلم مع طبيعة سواحل شواطئ عين الدفلة الدهاليز و الشاطئ الفرنسي رغم صعوبة الوصول واختراق الدروب الوعرة
الجمهورية زارت هذه المنطقة الرائعة التي لم تتغيير ملامحها منذ عصور مضت و لم تستغل في مجال الاستثمار عدا بوادر مشاريع في طور الانجاز انطلاقا من مشروع بناء منتجع سياحي بخليج كريشتل التي حددت أرضيته فقط ضف إلى ذلك أشغال توسعة الطريق الولائي الذي يعرف ضغطا كبيرا من طرف مستعمليه لاسيما الهاربين من مخاطر الطريق العلوي الذي يربط ساحل كريشتل بارزيو خوفا من وقوع حوادث المرور ناهيك عن صعوبة اختراقه لكثرة المنعرجات الخطيرة وهو ما دفع المسؤولين إلى رد الاعتبار للطريق الولائي القديم الأكثر أمنا وسلامة رغم تدهوره *مشروع توسعة الطريق يكلف 25 مليار سنتيم
وهو ما وقنا عنده بمجرد وصولنا إلى هذه المنطقة حيث لا تزال أشغال توسعة الطريق جارية على قدم وساق وبحسب صاحب المشروع فإن هذا الطريق الذي ينطلق من جامعة احمد بن أحمد ببلقايد وتحديدا من فنذق المغرب العربي الكبير و يمتد على مسافة 32 كلم عبر ساحل كريشتل مطلا على شاطئ "كاب روسو" و عين فرانين بمدخل القرية يعرف حاليا أشغال التوسعة عرضا على مسافة 7,5 كيلومتر عوض 5 كيلومتر وخصص لهذه العملية غلافا ماليا قدر ب25 مليار سنتيم حيث انطلقت الأشغال المحددة أجالها في مدة سنة بتجنيد أكثر من 60 عاملا للعمليات الحفر وإزالة جزء من الجبال المحاطة به على أن يصل عددهم ال100 مع تقدم وثيرة الأشغال وقد سبقت عملية التوسعة إجراء دراسة جيولوجية لتضاريس المنطقة الجبلية حيث تقرر إنجاز حاجز إسمنتي على جوانب الطريق لتأمينه وهي أخر مرحلة بعد الانتهاء من مشروع التوسعة وذلك تفاديا لتكرار حوادث السير التي يتسبب فيها بالدرجة الأولى ضيق الطريق وبحسب مسؤولي مديرية السياحة بوهران فإن هذه المنطقة أضحت ضمن مخطط المناطق السياحية التي يجب أن تحظى بعمليات تجميل وتهيئة واسعة خصوصا وأنها قريبة من المناطق المعنية باحتضان الحدث المتوسطي في 2021 على غرار المركب الرياضي الجديد و القرية الأولمبية وستكون كريشتل قبلة لضيوف الألعاب المتوسطية و قطبا سياحيا هاما في المستقبل رغم أنها قرية لا تزال تحتفظ بطبيعتها العذراء بينما تحتاج إلى تحسينات حضرية ومشاريع سياحية تتماشى مع الموعد الرياضي القادم وأيضا تجنب النقائص التي سجلت في تظاهرات سابقة في صورة الندوات الطاقوية السابقة والتي حولت وهران إلى عاصمة اقتصادية لكن في نفس الوقت كشفت عن عجزها في الايواء و الاطعام وعدم قدرة الفنادق التي تتوفر عليها الباهية لاستيعاب الوفود لولا الاستعانة بالبواخر الفندقية في ندوة الغاز جينال 16 و ما عارفته بعدها ندوة الدول المصدرة للنفط من نقائص عديدة في مجال الفندقة و الخدمات السياحية
*قرية سياحية لتفادي العجز المسجل في السنوات الفارطة
ولعل الألعاب المتوسطية المرتقب تنظيمها بشرق الولاية فتحت المجال للاستثمار بمنطقة كريشتل التي كانت بعيدة عن الأنظار منذ قرون حيث حظيت بشرف انجاز منتجع سياحي بمعايير عالمية في قلب خليجها على مساحة عشرة هكتارات حيث يعد مشروع المنتجع السياحي الأول من نوعه بالجهة الشرقية للولاية، استثمارا جزائريا تابعا للقطاع الخاص يتضمن أيضا شاليهات ومحلات ومركزا للمعالجة بمياه البحر "تلاسو "و يتوفر على 44 غرفة ومركزا مخصّصا للياقة البدنية و29 جناحا بسعة 1100ومطعمين ومقهيين إضافة إلى فندقين من 8 و 9 طوابق مصنفين بين 5 و4 نجوم الى جانب ميناء "مارينا " للترفيه ومساحات خضراء وحظيرة تحت الأرض وحسب مديرية السياحة فإن أشغال بناء هذا المنتج أو القرية السياحية تنطلق في السداسي الثاني من السنة الجارية ومن شأنه أن يفتح 2500 منصب شغل بعد تسليمه في افاق 2023 على ثلاثة مراحل وهي العملية التي رصدت لها ميزانية معتبرة بقيمة 45 مليار سنتيم هذا الى جانب مشروع الحلم المتميز أكوابارك الذي يعد قيمة مضافة للسياحة الجبلية بكريشتل يتضمن مرافق للألعاب المائية ومسابح و مساحات خضراء وحظيرة للمركبات ومرافق خدماتية حيث سيصبح هذا المنتجع الجديد فور دخوله حيز الخدمة متنفسا جديدا للشباب والعائلات الوهرانية ويعطي أيضا تنوعا في المؤسسات السياحية بالولاية ونشاطات سياحية وشبه سياحية
وإلى غاية تجسيد هذه المشاريع المستقبلية بساحل كريشتل سيدفع هواة السباحة في المناطق العميقة وعشاق الصيد وحتى المرحلين الجدد ببلقايد الذين يفضلون الشواطئ القريبة من منازلهم ضريبة الانتظار خصوصا وأن الصائفة المقبلة لن تكون عادية بفعل انتشار الورشات سواء على مستوى الطريق الولائي المفتوح على الاشغال او القرية السياحية التي حددت ارضتها و عمليات الحفر التي ستعرقل موسم الاصطياف إضطراريا فهل سيتنازل محبي الطبيعة الخلابة عن حقهم في الاستمتاع بزرقة ساحل كريشتل من أجل الظفر بمكاسب سياحية تتطلب عمليات تجميل طفيفة بالمنطقة لفك العزلة و مسايرة التطور السياحي الذي سيحول الجوهرة البراقة كريشتل للعودة إلى أصلها المسمى كريستال وحسب مديرية السياحة المشرفة على القرية فإن هذه الأخيرة تعد الأولى على مستوى الإفريقي من حيث عدد الهياكل المنجزة بها هذا إلى جانب طابع "أكواريم " الذي ستتعزز به هذه القرية ومن المنتظر ان يضم أصناف عديدة من الأسماك مشيرا أن الهدف من إنجاز مثل هذه المشاريع هو تغطية العجز المسجل في هذا المجال لاسيما أن عاصمة الغرب قد استعانت سابقا ببواخر فندقية لحفظ ماء وجهها هذه القرية تضاف إلى عدد الفنادق التي ستنجز موازاة مع الحدث الرياضي الهام الذي ستنظمه وهران خلال سنة 2021 وبالموازاة مع الورشات المفتوحة التي أطلقتها كل من مديريتي السياحة والأشغال العمومية فإن العديد من المواطنين وجدوا في تضاريس هذه المنطقة المطلة على البحر مصدر للرزق فباتوا يشيدون و يصنعون محلات ومواقع لبيع الأسماك الطازجة الأمر الذي زاد من عدد زوار هذه المنطقة