اعاقات جسدية و امراض مزمنة بسبب تفجيرات دون تكفل صحي ناشد ضحايا تفجيرات ألغام الفترة الاستعمارية بتلمسان السلطات العليا في البلاد للالتفات إلى وضعيتهم الاجتماعية الصعبة جراء انعدام دخل مادي و غياب التعويض عن المأساة التي أدت إلى فقدان نصف أطرافهم وجعلتهم تحت تأثير العجز الكلي لثقل درجة الإعاقة بحيث لم يجد هؤلاء آذان صاغية بالإدارة المعنية للاعتراف بحقوقهم المعنوية و المادية 10 آلاف دج منحة شهرية للضحية المعاق رغم أن القنابل المضادة للأفراد و الجماعات جعلتهم مقعدي الكراسي المتحركة و تركت في نفسيتهم أثارا بليغة من خلال إصابتهم بعدة أمراض مزمنة دون أي تكّفل صحي لكن انشغالهم ظل قائما أمام الضغوطات اليومية التي لم يستطعوا مواجهتها خاصة و أن الأجرة الشهرية المقدرة ب10 ألاف دج لا تغطي مصاريفهم كمعاقين وأرباب عائلات معوزة تنتظر تحسين معيشتهم بدراسة ملف ضحايا الألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي أثناء الخمسينيات من القرن الماضي . *معاقون يطالبون بإدماجهم ضمن قائمة المجاهدين
و علم من السيد تواتي بوصطلة واحد من ضحايا الألغام أن عدد المعاقين على مستوى الولاية أي 400 شخص فقدوا أرجلهم و أيديهم و فقأت أعينهم بفعل شظايا الألغام المزروعة بالحدود الغربية و الجنوبية ومع هذا لم تسو وضعيتهم المادية التي طالبوا بها وزارة المجاهدين منذ سنوات حيث طالب ضحايا الألغام بإدماجهم ضمن قائمة المجاهدين للاستفادة من شهادة العضوية و الانتساب وجرد الأحياء منهم و التكفل بأسر المتوفين اللذين يشكون العوز والفقر و المنحة التي تم تخصيصها لهؤلاء تختلف من شخص لآخر حسب نسبة إعاقته و لا تكفي متطلباتهم . و هم يتقاضون منحة معاق بغض النظر عن كيف أصيبوا ....؟ * 150 معاق بسبدو و قال المتحدث باسم جميع الضحايا أنهم يعيشون على المساعدات الاجتماعية و التضامنية التي تقدمها جمعية المعاقين حركيا بدائرة سبدو خاصة في المناسبات الدينية و الأعياد كشهر رمضان و عيدي الفطر و الأضحى بعدما انخرط فيها حوالي 70 ضحية من أصل150 معاق سجلتهم ذات المنطقة التي حصدت عدد كبير من المعاقين بالقرب من حقل "الرماية " معظم الضحايا يمتهنون الرعي و جدد ضحايا الألغام نداءهم للمسؤولين للإهتمام بهم بما أن أراضي الموت شاهدة على إعاقتهم حين كانوا يمارسون نشاط الرعي على غرار القاطنين بمناطق سبدو و لعريشة و سيدي الجيلالي و لبويهي و العابد و القور و بني سنوس و بني بوسعيد و سيدي مجاهد و باب العسة و السواني و مسيردة و مرسى بن مهيدي *إعاقات جسدية و أمراض مزمنة بسبب التفجيرات دون تكفّل صحي و يطالب الضحايا وزارة المجاهدين التعجيل في تعويضهم و بعث مبادرة أخرى من طرف الجيش الشعبي الوطني لتطهير بعض النواحي الجبلية الجنوبية التي ظهرت فيها القنابل على شكل كرات صغيرة بعدما تعرت الأراضي بفعل السيول خلال الأمطار الأخيرة وأصبح المواطن يفجرها عن طريق إشعال النار و هذا بالقرب من مساحة حقل الرماية و البويهي و العريشة و النقطة رقم 34 ببرغم الحدودية .. "الحياة" الجمعية الوحيدة التي تبنت القضية للدفاع عن حقوق الضحايا و أكدت فاطمة نقادي رئيس جمعية"الحياة" للمعاقين حركيا -و الوحيدة التي أخذت على عاتقها التكفل بهذه الفئة التي لم تعرف كيف و أين تتجه للمطالبة بحقوقها - أكدت أن استقبالها لضحايا الألغام منذ ال 13 سنة الفارطة على مستوى هذا التنظيم الوحيد الذي لجأوا إليه كان بهدف مساعدتهم للحصول على الكراسي المتحركة و مساعدات أخرى مختلفة و عندما بلغ عدد منخرطيهم ل 70 شخصا بادرت الجمعية إلى الدفاع عن حقوقهم المهضومة و راسلت المنظمة الوطنية للمعاقين التي زارت الجهة الجنوبية ووقفت على الوضعية المزرية لضحايا الألغام من حيث حالاتهم الاجتماعية و كذا معاناتهم مع الإعاقة و تم تسجيل إنشغالاتهم المختلفة و المادية أيضا وحاجتهم للأحذية و الكراسي * محاولات المطالبة بالحقوق باءت بالفشل
و أكدت رئيسة الجمعية أنها إتصلت بمعية ذات المنظمة بجهات مسؤولة بوزارة المجاهدين لدعم هذه الفئة غير أن محاولاتهم باءت بالفشل و تراجع عدد المنخرطين بالجمعية نظرا لغياب الحلول الكفيلة لمتابعة حالتهم مع أن زمان و مكان حدوث الإعاقة مثبت عينيا في ملفاتهم الخاصة . * الجيش يطهر أزيد من 816 ألف هكتار من الأراضي وحسب خريطة إدارية أعدتها الناحية العسكرية الثانية للجيش الشعبي الوطني في إطار تطهير الألغام بولاية تلمسان و يحوز "مكتب الجمهورية" على نسخة منها فإن عدد الألغام التي تم نزعها من طرف الجيش منذ تاريخ 28 فيفري 2007 و إلى غاية ال5 أكتوبر سنة 2015 بلغت 723ألف و 79 لغم بطول 640955 كلم على مساحة تقدر أزيد من 816ألف هكتار هذه العملية تم تنفيذها طبقا لتعليمة الفريق نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني تحت رقم 07_094 المؤرخة في ال13 فبراير 2007 المتعلق بتدمير و نزع الألغام التي ترجع للحقبة الإستعمارية . من جهتها أضافت وثيقة تخص خطة عمل الجيش الشعبي الوطني أن عملية سريى الألغام التابعة للفوج الرابع لهندسة القتال "الفرقة ال8 للمدرعة"أنهت تطهير الألغام و سلمت مقرارات الأراضي الصالحة للاستغلال التنموي بتاريخ 27 فيفيري 2013 لبلديات السواني و مغنية و سيدي مجاهد و بني بوسعيد أما في 24 أكتوبر 2014 تم تسليم المساحات المطهرة لباب العسة و مسيرةلفاقة و مرسى بن مهيدي في حين لبويهي و لعريشة و بني سنوس و سيدي الجيلالي تسلمت أراضيها المنزوعة من المتفجرات في ال9 نوفمبر 2015 .