و لمعرفة انطباعات بعض ضحايا الألغام الذين لا يختلفون عن ال400 شخص من ربوع الولاية فقدوا أرجلهم و أيديهم و فقأت أعينهم تقرّبنا من عينات حية أصيبت بالقنابل المزروعة _1السيد هني الجيلالي من سيدي مجاهد:
مبادرة تأمين الأراضي الملغمة بالتطهير الواسع جيدة و نشكر جيشنا الجزائري الذي التفت إلى الحدود الغربية الأكثر غبنا مقارنة بالمناطق الداخلية البعيدة عن خط موريس الذي هلكت فيه أرواح و تعددت ضحاياه و أنا واحد من بين العشرات بسيدي مجاهد حيث فقدت ذراعي و عين واحدة بعد إصابتها بشظايا الانفجار وهذا عام 1967 عندما كنت أرعى بجبل النحل ففجأة تفرقع على جسدي لغم أدخلني في غيبوبة فنقلت بدابة إلى المنطقة ثم لمغنية و بعدها لمستشفى تلمسان. هذه الألغام أكبر عدوّ خلفته فرنسا وراءها فتريثت به التنمية الوطنية خصوصا بالحدود و أسفرت عن مواطنين معوقين يعانون من منحة زهيدة تقارب العشرة آلاف دج لا تغطي بتاتا مصاريف الأمراض المزمنة التي أشكو منها كالسكري و ضغط الدم لذا أطلب أن يعيدوا النظر في التعويض المادي للمعطوبين .
_2 توارسي محمد من عين تغاليمت :
بترت يدي اليسرى بعد خروج فرنسا ذليلة من الجزائر بشهرين فقط و سني آنذاك لم يتجاوز ال12 عاما بمنطقة جرف العسّة حين قمت بنزع علبة من تحت الأرض لألعب بها لأني كنت حينها أرعى لكن المستدمر قتلني بسلاح خفي زرع كالفطريات بمنطقة سيدي لخضر و حصد ضحايا آخرون أمثال زويني مبارك (بدون عينين) و عمر ابن الناصر (يده مقطوعة) و منغيغ ميلود (رجليه الإثنتين) و فاتح (رجل واحد) لو بقيت هذه الناحية دون تطهير من طرف الجيش لكانت القائمة طويلة لأبناء عين تغاليمت فأحمد الله على ما تبنّته حكومتنا في تصفية الأراضي من القنابل التي أضحت من الأمكنة المفضلة للرعي لأن جميع السكان عادوا لديارهم بعد مرور سنوات الجمر للعشرية السوداء و اعتمدوا على الفلاحة و تربية المواشي و أنجزنا سكنات ريفية و نتمتع بشروط الحياة الكريمة من ماء للشرب و كهرباء و سيعبّد الطريق الرابط سيدي مجاهد بسيدي مبارك ببني بوسعيد لدينا مدرسة إبتدائية رممت و ينقصها سوى معلمين. 3_سلامي محمد من لعريشة : أملي كبير أن تطهر بلديتي السهبية من الألغام التي قطعت أطرافي بأرض لم أدري ما بباطنها من متفجرات قاتلة و معيقة ومن هنا أنادي السلطات العليا في البلاد أخذ ملف مساحات لعريشة بعين الاعتبار لأن أرواح الأهالي بين مطرقة الموت و سندان الإعاقة التي أقعدت الكثير في الكراسي المتحركة التي تجرّ نصف الأجسام و عن الأراضي التي منحها الجيش الشعبي الوطني لأصحابها بالبلديات الحدودية تعد ورقة رابحة للجيل الصاعد لأن الحكومة وضعت صوب أعينها حياة المواطن من خلال ترقية التنمية البشرية التي أتمنى أن تكون بإحداث قانون يحكم وضعيتنا الاجتماعية . 4_قدور ميلود من عين غرابة(بني هديل): سياسة تطهير الحدود الغربية و الشرقية للوطن ستنقذ فئة هامة من الجزائريين و ستقلص ظاهرة الإعاقة على الأقل من جانب واحد خصوصا و أن إرهاب الطرقات يحصد هو الآخر السواد الأعظم من الأبرياء و عليه أثمن ما تقوم به وزارة الدفاع الوطني اتجاه شبح يطارد الشعب منذ فشل فرنسا في بقاءها بالجزائر كمحتلة . 5_غونان دحمان من بني سنوس : قضية الألغام أحدثت العجب في المواطنين بترت أيدينا و أرجلنا و لا نريد أن تستمر لغيرنا كفانا من العيش على أرض مستعمرة بوسائل حربية خفية تستحق التعجيل الفوري لنزعها و الحد من فاتورة الخسارة الإنسانية من حيث الأعضاء المقطوعة التي تجلّت في الحالات العديدة المنتشرة بالمناطق الجنوبية و الغربية لولاية تلمسان. 6_بختاوي يحي من لعريشة: هناك خمسون ضحية لغم تحصيها جمعية" الحياة " و ربما يوجد الكثير منهم غير مسجلين تخيلوا لو لم تكن أي عملية تفجير من طرف الجيش الوطني الشعبي فإن قائمة الضحايا حتما سترتفع إلى الضعف كون نشاط العامة من المواطنين يميل للفلاحة التي أصبحت رائجة في الجبال و هذه الخطوة تعتبر فعّالة و هي بمثابة استقلال ثاني للوطن .