لم تتخلص كرة القدم الجزائرية بعد من المظاهر السلبية التي لطخت سمعتها بصورة ملفتة في السنوات الأخيرة ، حيث وبعد نصف موسم كروي يمكن وصفه بالهادىء عادت مختلف صور العنف في الملاعب الجزائرية إلى الواجهة وهذه المرة بدرجة أخطر حيث لم تعد تقتصر على رمي المقذوفات وما شابه ذلك بل تعدتها إلى اجتياح الميدان مهددة حياة اللاعبين والرسميين مثلما حدث بسكيكدة وسيدي بلعباس ومعسكر وملاعب أخرى آخرها كان ملعب احمد زبانة يوم الجمعة الفارط قبل نحو 10 دقائق عن نهاية مباراة مولودية وهران وشباب بلوزداد في إطار بطولة الرابطة المحترفة 1 ، فيما شهد ملعب حملاوي بقسنطينة أحداث شغب في المدرجات وخارجها بمناسبة لقاء شبيبة القبائل ومولودية الجزائر في نصف نهائي الكأس خلفت عددا من الجرحى ونتجت عنها مجموعة من التوقيفات. وفي ظل كل هذا أثبتت مختلف التدابير التي اتخذها مسؤولو كرة القدم الوطنية فشلها الذريع في القضاء على العنف في الملاعب ، حيث لم تعد عقوبة حرمان الجماهير من دخول الملعب والغرامات تؤتي ثمارها خاصة وأن لجنة الإنضباط طبقت القوانين بحذافيرها على بعض الفرق مثل مولودية وهران التي عوقبت ب4 مباريات دون جماهير ولم تطبقها على فرق أخرى على غرار شبيبة سكيكدة التي توقفت مباراتها أمام غالي معسكر لنصف ساعة ثم استؤنفت ، وهو ما يغذي أكثر العنف. ويرى العديد من الأشخاص على رأسهم رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف أن الحل الأنسب يكمن في الإستعانة بالخبرات الأجنبية التي نجحت في القضاء على ظاهرة العنف على غرار التجربة الإنغليزية. من جهة أخرى باتت مختلف التوصيات التي خرجت بها اجتماعات "الفاف" ومختلف القوانين الرامية إلى الحد من ظاهرة العنف كمرحلة أولى ثم القضاء عليها نهائيا كمرحلة ثانية مجرد حبر على ورق ، فقد أظهرت صور الفيديو خلال أحداث ملعب قسنطينة عددا كبيرا من الأطفال والقصر في مدرجات حملاوي فيما تمنع القوانين دخول القصر غير المرفوقين بذويهم ، كما أن تقديم بطاقة التعريف عند أبواب الملعب لم يعد معمولا بها في غالبية الملاعب إن لم نقل جميعها رغم أنه منصوص عليه. وينتظر الأنصار الحقيقيون للأندية الجزائرية حلولا جذرية من قبل أعلى هرم في الدولة خاصة وأن الأحداث الأخيرة خلفت جرحى بإصابات بالغة. وكانت وزارة الداخلية قد فتحت تحقيقا للنظر في أحداث ملعبي قسنطينةووهران ستعرف نتائجه في الأيام القليلة المقبلة مثلما هو متوقع. وفي السياق نفسه ، أصدر الإتحاد الجزائري بيانا على موقعه الرسمي يستنكر فيه هذه الأحداث ويذكر فيه بأنه لن يتردد في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة في حق الفرق التي يتسبب أنصارها في العنف. كما انتقدت "الفاف" خلال البيان نفسه التصريحات المحرضة التي يطلقها بعض مسيري الفرق عبر وسائل الإعلام خلال الأيام التي تسبق المباريات.