نشر موقع "الرسالة نت" تقريرا، ذكر به بالعنف الذي استشرى وبات أخطبوطا يعصف بأرواح الأبرياء من أنصار ولاعبين ومسؤولي فرق وحكام. ودق الموقع ناقوس الخطر بأكثر قوة، لما ذكر نماذج عن أبرز المباريات، التي "تحظى" بحساسية مفرطة بين أنصارها وغالبا ما تنتهي بأحداث مأساوية قد تبلغ حد القتل. واعتبر كاتب التقرير حرمان الجزائر من شرف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا "الكان" 2017 نعمة كبيرة، لتجنب كوارث تنظيمية قد تعصف بالكرة الجزائرية. ومما لا شك فيه أن حادثة إيبوسي لا تزال تُلقي بظلالها على الكرة الجزائرية، ما جعل الاتحاد الإفريقي متخوفا من منح الجزائر شرف تنظيف البطولة، رغم أنها كانت مرشحة فوق العادة للفوز باستضافتها، ليعلن الاتحاد في النهاية أن المسابقة ستقام في الغابون عام 2017. استهل موقع الرسالة تقريره ب "عنف، قتل، دماء، تعذيب.. هي ليست عناوين لحروب إقليمية أو طائفية، بل هي عبارة عن يوميات المشجع الجزائري بملاعب الموت، أوما يُعرف ببطولة "داعش" لكرة القدم، التي تواصل حصد ضحاياها في كل جولة سواء من اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، أومن الجماهير في المدرجات". وتحدث كاتب المقال عن حادثة مقتل اللاعب الكاميروني ألبرت إيبوسي نجم شبيبة القبائل، خلال لقاء اتحاد الجزائر (1-2) في أوت الماضي، واعتبرها الحلقة الأعنف على الإطلاق في تاريخ الكرة الجزائرية، وقد تكون من الحالات النادرة التي يقتل فيها لاعب كرة أجنبي على أرض الملعب. ولكنه اعتبرها "متوقعة"، متهما في هذا الشأن الجهات الوصية على البطولة الجزائرية والكرة الجزائرية عموما، موضحا بأنها كانت تُجري في السنوات الأخيرة عملية "انتحار مع سبق الإصرار والترصّد" دون أن يدق أحد ناقوس الخطر، وبقيت كل المحاولات مجرّد مسكن للآلام دون القضاء عليه. وواصل التقرير يفضح: "مرّت السنوات وصار الجميع يشجع العنف من لاعبين ومدربين وإعلاميين ورؤساء أندية وجمهور، فسقط قتلى في سكيكدة، والعاصمة، ووهران، لكنه كان هذه المرة لاعب أجنبي من الضحايا، فاتفق الجزائريون على أن الحادثة لم تكن أمرا استثنائيا. ولأول مرة اعترفوا بأن انحرافا خطيرا قد أصاب الكرة، ومسّ المجتمع الذي عشق "الساحرة المستديرة"، التي منحته الكثير من الأفراح والموت أيضا". وعرج الموقع للحديث عن نظرة الأولياء لما يحدث في الملاعب، وأكد بأنهم ينصحون أبناءهم بعدم الدخول لمشاهدة بعض المباريات، بسبب ارتفاع حالات الإجرام والعنف الرياضي بالملاعب الجزائرية، فهناك بعض المباريات التي تعلن فيها مختلف السلطات المحلية حالة الطوارئ، بسبب درجة خطورتها، وللأسف تنتهي بعضها بسقوط ضحايا. والشخص الذي يعتبر أن أحداث مباريات شبيبة بجاية مع شبيبة القبائل، أو شبيبة سكيكدة مع شباب قسنطينة، أو أهلي برج بوعريرج مع وفاق سطيف، أو أولمبي الشلف مع مولودية وهران، أو مولودية الجزائر مع اتحاد الحراش، عادية بين الجيران والأشقاء، إنما يزيد من أزمة الكرة والمجتمع في الجزائر بإخفاء الحقيقة، لأن جميع "الداربيات" والمباريات خطيرة جدا، والدخول لمتابعتها ليس كالخروج منها، لدرجة حرمان الأطفال القصّر تحت 18 عاما من الدخول إلى الملاعب، وهذه الظاهرة هي الوحيدة في العالم. أربعة أندية فقط لم تتعرض لعقوبة اللعب دون جمهور بعيدا عن "التقرير المشؤوم"، تمكنت أربعة أندية فقط من الرابطة الأولى المحترفة لكرة القدم من تفادي إلى حد الآن عقوبة "اللعب دون حضور أنصارها" وهي مولودية بجاية وشباب قسنطينة ونصر حسين داي واتحاد الحراش، في وقت مست الأندية المتبقية وعددها 12 واتخذتها الرابطة المحترفة بهدف الحد من ظاهرة العنف في الملاعب. وحسب المتتبعين لشؤون الكرة الجزائرية، لا تمر جولة واحدة من البطولة إلا وعرفت مقابلة أوأكثر، غياب الجمهور دون أن تعطي هذه العقوبة ثمارها. وكان آخر من مسه هذا الأجراء، اتحاد الجزائر الذي تلقى عقوبته الأولى من هذا النوع التي سلطتها يوم أمس الرابطة حيث سيحرم من أنصاره بمناسبة اللقاء المحلي الذي سيجمعه بجاره مولودية الجزائر لحساب الجولة ال 26 للبطولة المحترفة الأولى. وكان لقاء الذهاب بين الناديين العاصميين (فوز الاتحاد: 1-0) قد جرى أيضا أمام مدرجات خالية بسبب العقوبة المسلطة على العميد، وهي المرة الأولى في تاريخ الناديين تجري فيها مبارتا الذهاب والإياب دون جمهور في موسم واحد. وقد عرفت مباريات محلية أخرى نفس المصير على غرار شباب بلوزداد/اتحاد الحراش، مولودية وهران/جمعية وهران علي سبيل المثال. ويرى نفس المتتبعين بأن "العروض المقدمة" في مثل هذه الظروف يرثى لها، لأن هذه المواعيد الشيقة تفقد بريقها وحلاوتها في غياب الجمههور. وإن تواصلت على نفس الوتيرة، فستبقي الكرة الجزائرية تتخبط في مشاكلها، والدليل على ذلك، ستلعب مولودية الجزائر قبل مواجهة "سوسطارة"، مبارا ة الجولة ال 25 المقررة يوم الجمعة أمام شباب بلوزداد محرومة من أنصارها. هذه الوضعية أغضبت المدرب البرتغالي للعميد، أرتور جورج الذي انتقد بشدة مثل هذه العقوبات حيث قال: "لم أفهم شيئا في قرارات اللعب دون حضور الجمهور، فكرة القدم عرض يجري بحضور الجمهور، لقد حان الوقت للتفكير في صيغة أخرى للحد من ظاهرة العنف بالملاعب. ولم تغير هذه العقوبة في الأمور شيئا".