ضغط خانق تعيشه جميع المصالح الطبية و الإستعجالية بالمستشفيين الجامعيين بن زرجب و أول نوفمبر حسبما وقفنا عليه من خلال جولة قمنا بها في ظل إضراب الأطباء المقيمين و عدم كفاية عدد الأطباء المتخصصين المساعدين و الأطباء الأساتذة الذين اشتكوا تجاوز عدد الحالات المرضية التي تمر عليهم يوميا حدود طاقتهم ما جعلهم يطالبون بإتخاذ إجراءات إستعجالية لإحتواء الوضع الذي أصبح فيه المريض الضحية الأكبر بالنظر لرفض جميع عمليات الفحص و التدخلات الجراحية غير المستعجلة صرح لنا عدد كبير من المترددين على مصلحة الإستعجالات بأنهم قدموا لإجراء فحوصات و مراقبات طبية غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك بحجة إضراب الأطباء المقيمين و عدم كفاية الأطباء حيث لاحظنا برواق الإستعجالات الجراحية أن جميع مكاتب الفحص كانت فارغة و بقي المرضى يبحثون عن من يستفسرونه عن حالهم في ظل غياب الأطباء الذين لم نلحظ وجودهم سوى بقاعة التدخلات و كذا بقسم الجراحة بالطابق العلوي و صرح لنا أطباء داخليون بان الحالات المستعجلة جدا فقط يتم التكفل بها و بعدها يتم إستدعاء الطبيب المساعد المنهمك في التدخلات الجراحية التي يجريها عدد قليل من المختصين حتى أن أطباء الإتعاش يعملون بين الإستعجالات الجراحية و الطبية و هو ما جعل المرضى بقاعة التدخلات بالإستعجالات الجراحية لا يجدون الطبيب المساعد للإستفسارعن حالتهم و هو ما صرحت به لنا سيدة وجدناها أمس صباحا بهذه القاعة تتألم و أختها المرافقة لها لم تجد الطبيب الذي طلب منها إنتظاره كونه يتابع حالة مرضية أخرى كما إشتكى لنا المرضى بمصلحة الإستعجالات للأمراض الصدرية وجود طبيب واحد فقط مقابل أكثر من عشر مرضى وجدناهم بقاعة الفحص منهم من كان بجهاز التنفس الإصطناعي ينتظر الطبيب الوحيد الموجود ليحدد حالته فيما إذا كانت تحتاج لجرعة إضافية من دواء الكورتيكوييد بعد عدم تحسن حالة تنفسه ،نفس الضغط وقفنا عليه بمصلحة أمراض القلب التي بقي فيها المواطنون في إنتظار دورهم للفحص حتى بعد الظهر حيث صرح لنا أولياء أطفال يشتكون تشوهات خلقية بالقلب بأن لهم مواعيد فحص إنتظروها منذ أكثر من شهر طبيب مساعد واحد للمناوبة الليلية بمصلحة الولادة و بمصلحة الولادة صرح لنا أطباء داخليون بأن ما يرفض من حالات نساء حوامل ومريضات محتاجات للفحص أو المراقبة كبير بسبب قلة عدد الأطباء المساعدين مؤكدين بأن الطاقم الطبي يتكفل خلال 24 ساعة بين ساعات العمل اليومية و المناوبة الليلية بهذه المصلحة بأكثر من 30 عملية ولادة منها نحو 20 عملية ولادة قيصرية يتكفل بها في النهار ثلاث إلى أربع أطباء و طبيب مساعد واحد ليلا فقط يتكفل بجميع طوابق المصلحة كما صرحت لنا طبيبة عامة بمصلحة الإستعجالات الطبية بأن عدد الحالات التي يتم إستقبالها يوميا بالمصلحة يصل 60 حالة بمستشفى بن زرجب و أكثر من 100 حالة خلال المناوبة الليلية بين الثامنة مساء إلى غاية الثامنة صباحا لليوم الموالي فيما يضمن هذه المناوبة طبيبين أستاذين مساعدين فقط فيما صرح لنا السيد "رميني منور "استاذ مساعد بمصلحة الجراحة بالمؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر بأن عدد الحالات المستقبلة بمصلحة الجراحة على سبيل المثال يتراوح بين 120 و 140 حالة يوميا و ذلك لكون مستشفى أول نوفمبر يشهد إستقبال أكبر عدد من الحالات المستعجلة المحولة من ولايات الغرب .