*200 قنطار من اللّحوم "الطازجة المستوردة من اسبانيا ستدّعم السوق الأسبوع القادم لا تزال أسعار مختلف أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء بأسواق البيع بالتجزئة و الجملة غير محصورة في مستويات محدودة منذ حلول رمضان وحتى قبل دخول أيام الشهر الفضيل حسب ما كده لنا المهنيون الذين برروا الزيادات المطبقة في سعر هذه المواد الذي يزيد الطلب عليها خلال هذا الشهر إلى ظاهرة الاحتكار التي يفرضها كبار المضاربين من مستوردين و باعة الجملة وهو ما أضحت تفسره حالة اللااستقرار في أسعار الدجاج المحصورة بين الزيادة مرة والنقصان مرة أخرى في ظرف قياسي وفي اقل من أسبوع وقد دفع هذا الارتفاع الكثير من العائلات إلى التساؤل وطرح معادلات في غلاء اللحوم الحمراء حيث يتراوح سعر لحم الخروف بين 1400 و 1800دج و لحم البقر ما بين 1000 و 1500دج للكليوغرام بينما الدجاج بقي محصورا بين 290و 350دج للكليوغرام في حين تجاوز ت اللحوم المجمدة عتبة 950دج مبدين تخوفات من احتمال ارتفاع الأسعار في بقية سائر أيام شهر الصيام خصوصا وان هذه الأرقام لا تعكس تماما تطمينات المسؤولين على هذا القطاع بشأن ترقب انخفاض في سعر اللحوم تدريجيا لاسيما بعد أن تتدعم الأسواق بمئات الأطنان من اللحوم الطازجة التي سيتم استيرادها من عدة دول أوروبية عرض محتشم للحوم المجمدة المستوردة من الهندية بالقصابات و رغم مضي أسبوع كامل من رمضان لم تتعزز القصابات ومحلات الجزارة باللحوم التي منحت الوزارة رخصا للمستوردين لا استيرادها لكسر الأسعار الملتهبة والتي بقيت في نفس المستوى و لم تتراجع بدينار واحدا مع العلم أن السعر تحدده القطعة التي تؤخذ من الخروف أو البقر وخلال جولة قامت بها الجمهورية عبر محلات البيع بالجملة والتجزئة تبين أن سوق اللحوم الحمراء بالدرجة الأولى لا يحتكم على قانون العرض والطلب بينما يتحكم فيه كبار المستوردين الذي يفرضون الأسعار على مقاسهم بحسب اعترافات أصحاب محلات الجزارة الذين لا يشكون نقص التموين بقدر ما يجدون أنفسهم محصورون بين تدني القدرة الشرائية للزبون و هيمنة المضاربين على السوق أرباح المستوردين تفوق الضعف مقارنة بتجار البيع بالتجزئة هذا وأكد لنا احد الفاعلين في هذا المجال وصاحب محل اكبر جزارة بحي مارافال ان الممونين من المستوردين للحوم بأنواعها يكسبون أضعاف ارباح الباعة النظاميين ولا يحسبون الضائع منها أثناء التقطيع بينما التاجر لايكسب من الصندوق الذي يزن 20 كلغ سوى القليل ناهيك على تكبده نفقات التغليف بالأكياس والورق والتي تقتطع ميزانية تصل الى18000دج شهريا إلى جانب الرسوم الضريبية ودفع فواتير الكهرباء وأجور العاملين وغيرها من الأسباب التي تحجج بها هؤلاء لتبرير الارتفاع و الربح على حساب جيوب الزوالية رغم أن معظمهم لا يقترب من اللحوم الحمراء في رمضان إلا من رحم ربك وذهب تاجر آخر يملك اقدمية في هذا المجال إلى حد القول ان ارباح المستوردين تصل الى 300دج في الكيلوغرام وهو الفارق الذي يدفعه بائع التجزئة وبعملية حسابية على حد قول هذا التاجر فان مكسب المورد من حاوية تزن 28 طنا من اللحوم المستوردة يصل إلى نحو 500مليون سنتيم وهو ما يعكس صورة الجشع و الطمع الذين يتصف به بعض المستوردين وبين الوسيط والبائع يختلف السعر لكنه يحتفظ بمنحناه التصاعدي وحسب أسعار البيع بالجملة فان اللحم الطازج وصل سعره 1200دج و المجمد مابين 800و580دج للكيلوغرام بينما يدفع ثمنه المستورد بقيمة 520دج للمجمد و800دج في الكيلوغرام الواحد وهو ما يوضح ذروة الغلاء الذي يحقق فارقا في المكسب يصل إلى مابين 150 و300دج من الإرباح اقبال على اللحم المفروم بنقاط بيع اورفو هذا وحاولنا الاتصال باحد الموردين الذين يمونون سوق اللحوم الحمراء باللحوم المجمدة بحي دالمونت الا اننا لم نتمكن بمقابلته لعدم تواجده في عين المكان رغم اننا عدنا مرتين لأجل استكمال هذا الاستطلاع لكن دون جدوى في حين أكد لنا مسؤولي وحدة بيع اورفو التابعة للديوان الجهوي لتوزيع اللحوم الحمراء غرب ان وهران ستتدعم بحصة الجديدة من اللحوم الحمراء الطازجة المستوردة من اسبانيا خلال الأسبوع المقبل حيث يتواجد حاليا مدير ديوان توزيع اللحوم للغرب في مهمة رسمية باسبانيا للاستكمال الإجراءات الإدارية اللازمة اما عن عملية البيع التي تتم بمختلف نقاط البيع الموزعة عبر تراب البلدية بالسعر التي تطرحه الحكومة فإنها تقتصر على بيع اللحوم المجمدة المستوردة من الهند سواء كانت عبارة عن قطع مفرومة وحسب الزبائن ّ حدد سقف سعرها ب 1000دج رغم أنها كانت لا تتجاوز ال900دج لحم البقر فقط في اوئل ايام رمضان ويتوقع حسبما تداولته مصادر من الديوان دخول ما يقارب ال200طن من اللحوم الاسبانية كدفعة اولى لتوزع عبر ولايات الغرب منها وهران وفي انتظار وصول اللحوم الاسبانية تشهد نقاط أورفو بوهران على غرار الوحدة المتواجدة بحي دالمونت لبيع اللحوم الحمراء المجمدة اقبالا كبيرا للزبائن في شراء لحم المفروم بفارق 200دج عن السعر المتداول بمحلات البيع بالتجزئة والأسواق وبحسب الزبائن فانهم يثقون في لحوم اورفو الصحية رغم انها لا تبيع الطازج لكنهم يضمنون سلامتها وخلوها من أي إضافات أخرى وهو ما يفسر اقترابهم من هذه الوحدات بخلاف بعض الجزارين الذين يهتدون إلى بعض الطرق والحيل من اجل كسب الأرباح على حساب صحة المستهلك كمزج اللحم المفرو م المجمد مع اللحم الطازج وبيعه بسعر هذا الأخير مع العلم ان وحدة البيع التابعة للديوان الجهوي لتوزيع اللحوم الحمراء بوهران توفر حوالي 20 1كغ يوميا من اللحوم المجمدة لتغطية احتياجات المواطنين و لا تعاني هذه الوحدة من نقص التموين في رمضان الأسواق الفوضوية للحوم ملاذ المواطنين في رمضان في المقابل أصبحت الوجهة المفضلة للمستهلك الأسواق الفوضوية للحوم التي تبيع النوعية الطازجة في ظروف صحية كارثية على غرار سوق حاسي بونيف وبوجمعة ورغم ذلك يكثر الإقبال عليها في عز رمضان خاصة وان الأسعار المتداولة معقولة وهو ما فسره الباعة النظامين بجانب أخر غير قانوني لكسر الأسعار في انتظار تجسيد المساعي القانونية بدخول اللحوم الفرنسية و الاسبانية الطازجة وبالرغم من احتمال أن تخفف اللحوم القادمة من اسبانيا في الأسبوع الثاني من شهر رمضان إلا أن المختصون في هذا المجال لاسيما أصحاب محلات الجزارة القديمة يعلمون بخبايا السوق ولا يتوقعون تراجعا محسوسا في أسعار اللحوم باستثناء لحم الدجاج الذي لم يعرف استقرارا في سعره بين الصعود والهبوط