أكثر الله تعالى من الحديث عن الاستقامة، فقال:﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(3)﴾ [سورة فصلت]. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(13) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(14)﴾ [سورة الأحقاف]. ﴿فَاسْتَقِمْكَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112)﴾ [سورة هود]. الاستقامة درجة عالية، ومقام رفيع لا يبلغه إلا القليل، والمؤمن يدعو ربه أن يرشده إلى الطريق المستقيم 17 مرة في اليوم في صلاته بقراءته سورة الفاتحة: ﴿اهدِنَاالصِّرَاطَالمُستَقِيمَ(6)﴾ [سورة الفاتحة]. قال صحابي للنبي صلى اللَه عليه وسلم: (يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: قل أمنت بالله ثم استقم) [رواه مسلم]. تعريف الاستقامة يُراد بالاستقامة السداد وعدم الاعوجاج (السداد أو المقاربة)، وتفيد معنى ضد الطغيان ومجاوزة الحدود.وهي وسط بين الإفراط والتفريط.، سئل أبو بكر الصديق رضي َالله عنه عن الاستقامة فقال:[أن لا تشرك بالله شيئا] أي الاستقامة على التوحيد.- قال عمر بن الخطاب رضي َالله عنه: [الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي].وقال عثمان بن عفان رضي َالله عنه:[استقاموا أخلصوا العمل لله]. الأحاديث الآمرة بالاستقامة قال صحابي للنبي صلى اللَه عليه وسلم: (يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: قل أمنت بالله ثم استقم) [رواه مسلم].وقال رسول الله صلى اللَه عليه وسلم: (قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة) [أخرجه ابن حبان عن أبي ذر رضي َالله عنه]. أنواع الاستقامة: استقامة النيات:لحديث الرسول صلى اللَه عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى...) [متفق عليه].قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163)﴾ [سورة الأنعام]. استقامة التفكير: فلا يكون فكره منحرفا، أو مستقبلا الأفكار الهدامة، فعلماء المنهجية يؤكدون أن المنهجية تعلمنا: الاستقامة في التفكير وفي التعبير وفي التحرير. استقامة التعبير(الأقوال):قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)﴾ [سورة ق]. استقامة الأعمال(الأفعال):قال تعالى: ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105)﴾ [سورة التوبة]. الاستقامة في المعاملات: سواء كانت مدنية أو تجارية. خلاصات (ثمرات الاستقامة) السير الحسن إلى الله على الطريق المستقيم، قال تعالى:﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153)﴾ [سورة الأنعام]. ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)﴾ [سورة الفاتحة]. - تحصيل رضوان الله تعالى, ولقاؤه بلا خوف أو حزن، قال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30)﴾ [سورة فصلت]. - التزام نقاط الاتزان بين جميع المتقابلات والمتضادات بلا إفراط أو تفريط: الدنيا والآخرة ، الجسد والروح. ، التقتير والتبذير، الجبن والتهور. - قال بعض السلف: [ما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: إما إلى تفريط وإما إلى مجاوزة وهي الإفراط, ولا يبالي بأيهما ظفر].