أصبح الاستخدام المفرط وغير العقلاني لمواد التنظيف المنزلي و معطرات الجو وحتى المبيدات الحشرية يشكل مصدرا أساسيا لنشر السموم التي يمتصها الجلد وتستنشقها الرئتين فتدخل الجسم عبر التنفس ونتناولها مع الطعام نتيجة التصاقها على الأواني و الصحون والمصيبة الكبرى إذا كانت هذه المنتجات مجهولة الصنع ومغشوشة أو المواد مقلدة من النوعية الرديئة والتي تعرف من ثمنها الرخيص ورغم أنه ليست هناك دلائل ملموسة و تقارير طبية مؤكدة تثبت أن ارتفاع حالات المصابين بالحساسية و الأمراض الجلدية و الصدرية وحتى أمراض العيون سببها المباشر هو استعمال المنظفات المنزلية و معطرات الجو و المبيدات التي لايظهر تأثيرها على الإنسان سوى بعد مرور سنوات على تداولها في استخدامات البيت اليومية إلا أنها أصبحت تدخل ضمن الأساسيات التي تحتاجها ربة البيت ولم يعد يقتصر الامر على استعمال المبيضات والمعروفة بماء جافيل أو الصابون السائل بل تعدد ت أنواع منتجات التنظيف المنزلية لتشمل معطرات الجو و المبيدات والملمعات و مواد أخرى سريعة المفعول والتي تستخدم لإزالة الترسبات الذهنية وتلميع الأواني وهي المواد التي تسهل من مهمة ربات البيوت وتقتصر الوقت للحصول على نظافة فائقة وبأقل مجهود مخاطرها لا تظهر بشكل فوري لكن ما يجهله مستخدمو المنظفات المنزلية والمبيدات المعطرة تأثير الإفراط في استعمالها دون معرفة مخاطرها الصحية التي لا تظهر بشكل فوري على الشخص المصاب الذي قد يتعرض لحساسية مزمنة أو يصاب بمرض جلدي خطير أو يتعرض لنوبات صدرية مؤدية إلى داء الربو المزمن نتيجة التهاب الشعب الهوائية للرئة وهو العضو أكثر استهدافا من طرف المواد الكيميائية و مواد الكاشطة التي تدخل في تركيب المنظفات المنزلية والتي تعتبر من الممنتجات ا لمسرطنة وهو ما أكده للجمهورية الدكتور بوخاري رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة بوهران الذي حذر من استعمال المنظفات المقلدة والتي لا تحتوي في عبواتها على إظهار المواد التي تدخل في التركيبة الكيميائية للمنتوج و أضاف أن مشاكل الصحية الناجمة عن استعمال مختلف أنواع المطهرات التي تحتوي على مواد سريعة التفاعل مع الهواء و الغازات لا سيما معطرات الجو من نوع البخاخات التي تستخدم عن طريق رشها أو الضغط لاستخراج الغاز خصوصا وان هذه البخاخات التي تستعمل للرش من اجل التخلص من الدكتور بوخاري مسؤول الوقاية بمديرية الصحة : «المشاكل الصحية تظهربعد سنوات من استعمالها» روائح الطهي أو تعطير دورات المياه أو إزالة الرطوبة داخل الأماكن الضيقة والمغلقة في اعتقادنا أن نظافة المنزل لا تكتمل إلا باستعمال ملطف الجو برائحة الليمون او الخزامي لكنها ليست عطور طبيعية وحسب الدكتور بخاري فان مديرية الصحة لم تقف عند حالات معينة تؤكد إصابتها بأمراض جلدية أو صدرية و حتى الإصابة بالسرطان ناجمة عن فرط استعمال المنظفات المنزلية على اعتبار أن مخاطرها الصحية تظهر مع مرور سنوات والتي تتراوح مابين 5 و 10 سنوات والى غاية 16 سنة مشير ا الخطورة لا تقتصر على مواد التنظيف و إنما تشمل أيضا المنتجات التي تباع في محلات بيع مواد التجميل ذات الاستعمالات الشخصية كالعطور أو مزيل العرق من نوع « ستيك « فلها مفعول سلبي على الصحة أيضا وبخصوص ظاهرة الغش التي تطال بكثرة مواد التنظيف المنزلية التي تستخدم بكثرة و انتشار الورشات السرية المختصة في تقليد بعض العلامات التجارية أوضح محدثنا أن أضحت أسهل طريق مختصر للإصابة بأمراض العصر كالسرطان و الربو و الحساسية و أمراض العيون الاسواق الموازية مصدر لترويج منتجات تنظيف مقلدة مجهولة المصدر ورغم تحذيرات المختصين من مشاكل الصحية التي تسببها المطهرات المنزلية إلى أن الإقبال المتزايد على اقتناء ها بالمساحات التجارية وبالأخص الأسواق الموازية و المواد التي تعرض على طاولات الباعة يؤكد غياب الوعي و اللامبالاة لدى المواطن الجزائري وكانت السموم بأنواعها تقتصر على الغذاء دون الاكثرات بما تسببه مواد التنظيف لاسيما المقلدة و المغشوشة ومن خلال جولتنا في سوق المدينة الجديدة لاحظنا الإقبال الكبير لربات البيوت على مواد التنظيف وبالخصوص معطرات الجو و منظفات البلاط بمختلف روائحها ومبيدات المعطرة التي تتراوح أسعارها مابين 150 و370دج حسب النوعية وسعة العبوة وهناك ما يفوق سعرها 600دج بالنسبة للمنتجات المستوردة التي تباع بالمساحات التجارية والمحلات حالات يؤكدها مرضى الحساسية ويصعب تشخيص أسبابها طبيا وحسب سيدة وجدناه تشتري هذه المواد فإنها لا تستغني عنها في البيت ولا يمكن أن تكتمل على حد قولها نظافة المنزل إلا بلمسة ملطف الجو او رائحة مطهر البلاط خصوصا في المراحيض وعندما سألناها عن أضرارها الصحية فلم تتوقع أن تكون لها تأثير في ظهور الحساسية أو الإصابة بالتهابات صدرية والتي اوعزتها إلى مفعول المبيدات بينما المعطرات فاستبعدتها تماما من تفكيرها توجهنا إلى مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى وهران الجامعي التي تستقبل يوميا حوالي 30 حالة من مختلف الأمراض الصدرية وحسب مصادر مختصة من ذات المصلحة فانه من الصعب تحديد أسباب لإصابة الفعلية للأمراض التنفسية ولا يمكن للطبيب أن يمنح تقرير خاص بأن بعض الحالات ناجمة عن استنشاق مواد مطهرة أو استعمال المبيدات الحشرية رغم أنها تستهدف بالدرجة الأولى الرئة التي تتعرض للالتهابات مزمنة مؤدية إلى مرض الربو أو الحساسية بعد سنوات يمكن تشخيصها أي بعدما يكون قد وصل المريض متأخرا وحسب القائمين على هذه المصلحة التي تشهد ضغطا كبيرا فان مفعول المواد المطهرة والمبيدات يظهر على المصاب في حالة اشتعالها والتهابها وهو ما يسبب حساسية كبيرة للجلد تصل في بعض الحالات إلى حدوث تشوهات يصعب إزالتها وفي ذات المصلحة التقينا بسيدة عجوز تحدث عن أسباب تعرضها للربو المزمن مشيرة أنها تتحسس من مواد التنظيف لاسيما معطرات الجو و المبيدات و ولا تتجاوز هذه الأعراض التي تضيق صدرها إلا بتناول حزمة من الأدوية المكونة أساسا من المضادات الحيوية و المسكنات كما كشفت ربة بيت قالت أنها تخلت تماما عن استعمال منظفات المصنعة بعدما أصبحت لا تقوى على تحمل المواد الكيميائية التي تفرزها والتي تسبب في إصابتها حسبما أكدته بحساسية مفرطة وحذرت من كثرة استخدام منظفات الفرن المخصصة للإزالة الدهون والترسبات ومطهرات دورات المياه على غرار قارورات روح الحمض ذات الرائحة النفاذة باعتبارها كانت ضحية الإفراط في استعمالها وتعرضها لتقرحات جلدية مزمنة حيث تتردد في كل مرة على المصلحة لتلقي العلاج والمتابعة الصحية حريز رئيس فيديرالية جمعيات حماية المستهلك: «المستهلك مسؤول على مايصيبه و الإفراط وراء انتشار الأمراض الجلدية» وحسب الخبير المختص في الجودة ورئيس الفيديرالية الوطنية لجمعيات حماية المستهلك السيد حريز في تصريح للجمهورية فان المخاطر الصحية الناجمة عن استعمال مواد التنظيف تكمن في الإفراط منها دون استعمال أقنعة واقية لتفادي استنشاقها مشيرا أن المستهلك هو المسؤول على ما يصيبه إذا لم يأخذ الاحتياطات قبل الاستعمال كما ان الكثير من المواطنين يضيف محدثنا يلجؤون إلى شراء مطهرات لا تحمل أي وسم ومجهولة الصنع جريا وراء الأرخص منها خاصة التي تباع بالأسواق الفوضوية هذا من جهة كما عرج رئيس الفيدرالية للحديث عن مصدر هذه المواد متساؤلا عن كيفية حصول بعض المنتجين على التصريح أو الرخصة والذي يتطلب إعداد ملف تقني يودع على مستوى مديرية التجارية التي بدورها ترسله للوزارة لعرضه على المجلس العلمي من اجل الحصول على التصريح إما بالتصنيع أو الاستيراد ويتضمن هذا الملف احترام معايير الوسم التي تفرض إدراج تحذيرات لإعلام المستهلك بعض انواع المبيدات العضوية تحتوي على مادتي «طوليان» و»باراديم» المسرطنة وكشف محدثنا أن بعض انواع المبيدات العضوية تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة على غرار مادة طوليان وهي حمض اسيتيك ومادة أخرى تدعى براديم القابلة للاشتعال كما نوه ذات المتحدث إلى مشكل نقص المخابر المختصة في الكشف عن المواد التي تدخل في تركيب مواد التنظيف وهو ما يجعل من مهمة أعوان المراقبة مستحيلة حيث يتعذر عليهم اكتشاف التجاوزت وتحديد خطورة المنتوجات المتداولة في السوق والتي تنعدم فيها معلومات تخص الوسم ودعا السيد حريز إلى العودة لاستعمال مواد طبيعية في التنظيف بديلة عن المنتوجات المشبوهة كالليمون وخل بكربونات الصودا التي لا تتسبب في حدوث مضاعفات ورشات سرية لتصنيع مواد مقلدة لعلامات تجارية معتمدة محليا ببلقايد من جهته أكد مدير التجارة السيد بلعربي فان تحرك أعوان مراقبة الجودة وقمع الغش تتحرك في هذا الخصوص على أساس الشكاوى التي ترفع من طرف المواطنين مشيرا أن هيئته لم تتلقى أي خبر حول أي منتوج يتعلق بمواد التطهير في حين تم تسجيل تجاوزات تتعلق باكتشاف ورشتين لتقليد مادة التنظيف ذات العلامة صول بناء على شكوى قدمتها المؤسسة الأصلية