كرمت مصالح مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر يوم الاثنين مجموعة من أعوانها الذين تمكنوا السبت المنصرم من إنقاذ شاب و''بأعجوبة'' من موت محقق بعد ان بقي تحت الردم لمدة تزيد عن الخمس ساعات اثر حادث انهيار كمية كبيرة من الأتربة بورشة عمل تخص شركة المياه والتطهير للجزائر (سيال) بالشراقة, وذلك بحضور الضحية حليم قسوري. وفي اجواء غلبت عليها مشاعر العرفان اكد العقيد محمد تغريستين مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر ان عملية التدخل و الانقاذ التي قام بها اعوان الحماية زوال يوم السبت المنصرم تعد واحدة من بين عشرات العمليات التي يقوم بها أفراد هذا الجهاز , الا إن هذه الاخيرة تميزت "بشجاعة و قوة تحمل و صبر منقطعة النظير" من قبل الضحية و من قبل منقذيه , لتنتهي و لحسن الحظ بنجاة الشاب قسوري حليم الذي يبدو و كانه ولد من جديد. وأضاف العقيد تغريستين في كلمته ان فريق التدخل بالأماكن الوعرة الذي عمل على انقاذ الضحية كان بدوره معرضا لخطر الموت , لاسيما و ان الضحية كان مغمورا بأتربة و تحت الانقاض في حفرة بعمق 7 امتار, و خطر انهيار آخر كان وشيكا و ممكنا في اي لحظة , الا ان الصرامة و حرفية الاعوان مكنتهم من تجاوز الموقف و انقاذ الضحية في عملية استغرقت ازيد من 5 ساعات. من جهته عبر الشاب قسوري و الذي مزال يعاني من اصابات على مستوى الرجل اليسرى , عن امتنانه لكل من مد له يد العون لإنقاذه و اخراجه من تحت الردوم , و خص بالذكر احد الاعوان الذي لم يفارقه للحظة واحدة قائلا " كنت اسمع صوته و هو يقول لي لن اتركك لا تخف و ان مت سأموت معك , فلنستشهد معا , لكن تأكد سننجو معا بإذن الله'' , و اضاف الضحية الذي مزال في حالة صدمة انه لن ينسى ابدا هذا الموقف و كل الدعم الذي تلاقاه من زملائه جراء هذا الحادث. من جهته ذكر السيد بوداب محمد رضا مدير الاستغلال للتطهير على مستوى مؤسسة "سيال" في تصريح ل/واج حول الحادث , ان هذا الاخير وقع على مستوى ورشة اعادة تجديد القناة الرئيسية لمياه الصرف الصحي بحي قاوش بالشراقة و التي انطلقت شهر فبراير المنصرم , مؤكدا ان كل اجراءات السلامة و الامن الخاصة بالعمال تم اتخاذها , و المقاولون الذي تتعاقد معهم الشركة هم المكلفون بتطبيق و احترام هذه المعايير لضمان سلامة العمال, الا ان هناك مقاولات لا زالت غير متمكنة من هذا المجال. و أكد الملازم الأول بن خلف خالد من جهته ان عملية الانقاذ المذكورة تعد واحدة من بين العديد من العمليات التي يقوم بها اعوام الحماية المدنية على مدار السنة , و تكريم هؤلاء اليوم ياتي عرفانا لهم من اجل الجهود التي يبذلونها لانقاذ ارواح الاخرين باحترافية و مهنية عالية و في ظروف صعبة يمكن ان تشكل خطرا على حياتهم.