بالرغم من الحملات التحسيسية التي نظمتها مختلف المصالح المعنية على مدار السنة والخاصة بتنظيف مدينة عين تموشنت إلا أن القمامة تبقى تصنع الديكور اليومي لكثير من شوارع المدينة بدءا بحي العقيد عثمان الذي تتراكم به النفايات خاصة منها الصلبة حيث تلجأ العائلات خلال كل صيف في إجراء تعديلات بمنازلها ذات المساحة الضيقة إذ تضطر إلى تحويل المطبخ إلى غرفة إضافية والشرفة إلى مطبخ وبالتالي ترمي الحجارة والقرميد المكسر وبقايا مواد البناء على الرصيف فيبقى عدة أيام تحت يعبث به الأطفال ولا يقوم صاحب هذه المخلفات بنقلها إلاّ بعد مرور عدة أيام أو لا يزيلها إطلاقا علما أن حي العقيد عثمان يبقى من ضمن النقاط السوداء التي تتحول إلى مصدر معاناة السكان في ظل الغياب التام للحركة الجمعوية التي لا تقدم أي مساعدة لتوعية المواطنين وتنظيم حملات تنظيف تطوعية موازاة مع الحملات التي تقودها السلطات المحلية بين الفينة و الأخرى . أقفاص حديدية أنجزتها مديرية البيئة لحماية المحيط مشكل آخر تعاني منه شوارع وأرصفة مدينة عين تموشنت هي النفايات التي يرميها التجار وبعض الباعة المتجولين وهي عبارة عن علب كرتون فارغة وأغلفة بلاستيكية كبيرة الحجم توضع تلقى على الأرصفة بأكبر شوارع الولاية بالرغم من وجود طريقة مثلى للقضاء على مشكل تراكم النفايات حيث قامت مديرية البيئة مؤخرا بإنجاز أقفاص حديدية عند كل مركز تجارى كبير به حركة تجارية ذؤوبة على مدار الأسبوع حيث يسمح لصاحب المتجر أو المركز برمي هذه المخلفات داخل الأقفاص لتقوم مديرية البيئة بجمعها مرة في الأسبوع في حين تقوم مصالح البلدية بالتخلص منها يوميا عندما تكون مملوءة حسب ما صرح به صاحب متجر لبيع المواد الغذائية بالجملة على مستوى وسط المدينة الجديدة إلا أن هذه الطريقة لا يطبقها باقي التجار خاصة تجار البيع بالتجزئة لتبقى مخلفات الكرتون مرمية هنا وهناك تصنع منظرا غير لائق للمدينة أراضي شاغرة تحولت إلى مفرغات بعد هدم المباني المتضررة من زلزال 1999 ومن ضمن المشاكل البيئية التي تشكل منظرا غير لائق بمدينة عين تموشنت السياحية هو إقبال السكان على رمي النفايات المنزلية داخل الأوعية العقارية الشاغرة والمهجورة وحسب مصادر من البلدية فإن هذه الأراضي بقيت مهملة لسنوات أي منذ زلزال 1999 الذي ضرب المنطقة حيث تم إسكان العائلات المتضررة و خلفت عمليات الترحيل أراضي شاغرة بعد هدم الأحواش و المساكن القديمة و المتضررة بفعل الزلزال .كما أن نزاع ورثة هذه العقارات لا يزال قائما لحد الساعة وبالرغم من مرور شاحنات رفع القمامة إلا أن السكان يواصلون رمي مخلفاتهم بعشوائية فنجد الألبسة البالية و الأثاث القديم و الصوف و مخلفات مواد البناء وسط النفايات المنزلية و هذه الظاهرة نجدها أيضا بعمارات حي العقيد عثمان و تزداد حدّة في فصل الصيف عتاد لتنظيف البلديات الساحلية ومما زاد الطين بلة هو انتشار باعة السمك بوسط المدينة عبر الأزقة الضيقة للأحياء الشعبية مما يخلف روائح كريهة خاصة بعد منتصف النهار رغم تدخلات المصالح المعنية لإزالة التجارة غير الشرعية لكنها سرعان ما تعود ويعود معها المشكل البيئي وتنتشر الحشرات الضارة وبالرغم من الحملات التوعوية والخرجات المنظمة من قبل السلطات المحلية إلا أن الوضع سرعان ما يعود إلى ما كان عليه سابقا في ظل انعدام المتابعة من قبل الجمعيات التي تبقى غائبة عن العديد من التظاهرات إلا البعض منها الذي ينشط على مدار السنة وفي سياق متصل ومن أجل إعطاء صورة لائقة للبلديات الساحلية قامت المصالح الولائية مؤخرا بتوزيع عتاد لتكثيف حملات التنظيف و خاصة بالشواطىء منها أولاد بوجمعة وسيدي بن عدة وسيدي الصافي وغيرها من البلديات تبقى تعاني من مشكل انعدام النظافة بسبب قلة الوسائل المادية للقضاء على المشكل كما يلعب الوعي لدى المواطن دورا هاما في جعل محيطه نظيفا لكن للاسف ينعدم عند الكثيرين ممن يتفننون في رمي القاذورات ليلا ونهارا دون مراعاة وقت مرور شاحنة جمع القمامة مما يجعل من المكان مرتعا للحيوانات و مصدرا للروائح الكريهة 3 ملايير سنتيم لاقتناء شاحنات وفي ذات السياق وسعيا منها للحفاظ على نظافة المحيط خصصت مؤخرا بلدية عين تموشنت ضمن ميزانيتها الإضافية، 3 ملايير سنتيم لاقتناء ثلاث شاحنات لرفع القمامة، في ظل العجز الكبير المسجل في العتاد الخاص برفع النفايات المنزلية، حيث وجد المجلس المنتخب حظيرة العتاد المتكونة من 11 شاحنة كلها معطلة وقصد التحكم النسبي في انتشار النفايات عبر الأحياء والتجمعات السكنية، تم في المدة الأخيرة التعاقد مع أحد الخواص الذين أوكلت له مهام رفع النفايات عبر عدد من الأحياء، على غرار حي الإطارات وحي برواين وحي 50 مسكنا والحي الإداري. وحسب مصادر من البلدية فإنّ الشاحنات الثلاث ستسمح بالتحكم في أوقات رفع النفايات المنزلية بالتعاون مع المتعامل الخاص الذي يوفر شاحنتان للتكفل بالنقاط السوداء جمعيات تنشط في المناسبات وتعتبر الجمعيات المهتمة بالبيئة من ضمن الفاعلين في المجال البيئي إلا أن تواجدهم عبر الأحياء وتحسيس المواطنين بأهمية البيئة لم يعد ساري المفعول إلا في المناسبات باستثناء حملة تنظيف الشواطئ المنظمة مؤخرا و بالتالي تبقى المجهودات المبذولة غير كافية لرفع الكم الهائل من النفايات فلمن ستكون جائزة أنظف حي هذه السنة؟