الجزائر بموقعها الاستراتيجي المطل على البحر المتوسط والقريب من أوروبا وبصحرائها الشاسعة الغنية بالنفط والغاز والمعادن والمياه والتربة الخصبة والمنفتحة على دول الساحل الافريقي ومجموعة دول غرب أفريقيا بأسواقها الواعدة التي تبحث عن بضائع في متناول القدرة الشرائية لابنائها باسعار تنافسية تبدو الجزائر مستعدة لتقديمها لتجد متنفسا لاقتصادها الذي يحتاج الى التصدير للتخلص من عقلية الاستيراد التي انهكت البلاد والعباد فقد بدأت تتضح معالم السوق الافريقية المشتركة بفضل سياسة الاتحاد الافريقي المبنية على التعاون وفتح الحدود وتسهيل تنقل الاشخاص والسلع وتبادل الخبرات والتجارب في انتظار إصدار عملة موحدة وقد بادرت الجزائر وموريتانيا بفتح المعبر الحدودي بينهما كتجسيد لعلاقات التعاون فصار الطريق سالكا بين البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي لأول مرة وبامكان الجزائر ان تلبي الطلبات على الكثير من المواد الصناعية والزراعية وفي مقدمتها المنتجات الغذائية مثل العجائن والزيوت والعصائر والمشروبات الغذائية والمياه المعدنية الاضافة الى الخضر والفواكه التي ستكون متوفرة بكثرة في السنوات المقبلة خاصة في الصحراء بفضل تشجيع الدولة لقطاع الفلاحة واستصلاح الاراضي في الجنوب القريب من تلك الاسواق. وبإمكان المتعاملين الاقتصاديين في الجزائر تصدير الكثير من منتوجاتهم الصناعية وفي مقدمتها الهواتف النقالة مثل كوندور وستريم وإيريس وغيرها والتي تصدر حاليا الى بعض الاسواق الاوربية وهناك الاجهزة الكهرومنزلية كالثلاجات والغسالات والطباخات والمدفآت وكلها ذات نوعية جيدة وأسعار تنافسية. وقد تنضم اليها صناعة النسيج التي بدا تصديرها مؤخرا انطلاقا من مركب النسيج الجزائري التركي بولاية غليزان. وفيما يخص مواد البناء فقد حققت الجزائر فائضا في مادة الاسمنت وتوجد عدة مصانع في الجنوب في بسكرة وبشار وأدرار بدأ هذا الاخير يصدر منتوجه الى مالي والنيجر. وبإمكان الجزائر استيراد المنتوجات الافريقية ايضا في اطار التبادل وفي مقدمتها السمك الموريتاني المتوفر بكثرة بشواطئها على المحيط الاطلسي وبعض المنتوجات الاخرى كالبن (القهوة) والفول السوداني وزيت النخيل، كما تستطيع الدول الافريقية بغرب القارة السمراء الاستفادة من الموانئ الجزائرية لتصدير منتجاتها نحو اوربا او استيراد حاجياتها منها واقامة مشاريع استثمارية مشتركة في مجالات مختلفة خاصة وان الجزائر تتوفر على امكانيات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية يمكن تصدير الفائض فالتعاون ضروري ومفيد للجميع من أجل النهوض بالقارة الافريقية التي تخلفت كثيرا عن ركب الحضارة والتقدم الذي تعرفه القارات الاخرى.