- عُرضَ أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة الفيلم الوثائقي *آي آم نوت يور نيغرو* (لست أسودك) للمخرج *راوول باك* الذي يتناول كفاحات الافارقة الأمريكيين المناهضة للتمييز العنصري ضد الأشخاص السود. و يعد هذا الفيلم الذي تم عرضه في إطار منافسات الطبعة التاسعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما (فيكا 9) إنتاجا مشتركا بين فرنسا وبلجيكا وسويسرا إذ يسلط الضوء على كفاحات المدافعين عن الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين التي قادها مدافعون عن حقوق السود مثل مارتن لوثر كينغ ومالكوم اكس ومدغار إيفرز الذين اُغتيلوا لدفاعهم عن المجتمع الزنجي. وتدور أحداث هذا الفيلم (93 دقيقة) الذي انتج عام 2017 في المجتمع الأمريكي خلال سنوات 1930-1940 حيث كانت الولاياتالمتحدة تشهد آنذاك صراعات عرقية استهدفت السود. كما تخلل *آي أم نوت يور نيغرو* المستلهم من مراسلة للكاتب والمناضل المناهض للتمييز العنصري ضد السود, جيمس بلادوين, صورا ومقاطع من خطاب مارتن لوثر كينغ بالإضافة إلى مداخلات بلادوين في التلفزيون والجامعة. وعاد *راوول باك* من خلال هذا الفيلم المطول إلى حقبة *مروعة* في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية لطخته المعاملة الظالمة للمواطنين السود. و من جهة أخرى, سلط ذات الفيلم الضوء على التمييز العنصري ضد السود الذي مارسته سينما هوليوود خلال سنوات 1930-1940, مركزا على المشاهد السلمية قصد محو الصورة النمطية ل *سود مطيعين*. وتطرق الوثائقي كذلك إلى غياب العدالة الاجتماعية الذي تمثل خاصة في إقصاء الأطفال السود من المدارس حيث يعتبر المخرج أن الانسان الأبيض يستمد كرهه من الصورة المخيفة التي يرسمها عن الأشخاص السود. و على الرغم من *قدم* هذا الموضوع السينمائي الذي عولج في العديد من المرات إلا أن التمييز الذي تناوله راوول باك يحمل نظرة جديدة حول علاقات السود والبيض المجبرين على التعايش في ظل العقدة العرقية التي تبرز بين الفينة و الاخرى. و تحصل فيلم *آي أم نوت يور نيغرو* على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة *سيزار* لأحسن فيلم وثائقي عام 2018, كما تم ترشيحه لجائزة *أوسكار* عام 2017. للتذكير, تتواصل فعاليات هذا المهرجان إلى غاية التاسع من شهر ديسمبر بقاعة ابن زيدون بعرض معدل ثلاثة أفلام في اليوم.