المجاهد «بوسيف قويدر بن محمد» من مواليد سنة 1937 مسجل في سنة 1941 بوثائقه الثورية ببلدية البنود دائرة الأبيض سيدي الشيخ؛ التحق بالثورة «كمسبل» سنة 1959 بمنطقة البنود جنوب ولاية البيض وواصل نضاله خدمة للثورة التحريرية بالجهة حتى تاريخ وقف إطلاق النار سنة 1962 . ولقد سرد لنا جانبا من نضاله الثوري بالرغم من كبر سنه الذي تعدى عتبة 82 سنة حيث أكد المجاهد بأنه خانته الذاكرة ليحكي كل ما عاشه وعايشه من أحداث بعد مرور 57 سنة عن الاستقلال اعتقال 700 جزائري بمحتشد الخنفوسي في 1959 و منهم من مات جوعا و ذكر أن في سنة 1959 قامت القوات الفرنسية المدججة بالسلاح الثقيل والطائرات من كل الأنواع وحاصرت معظم المناطق الجنوبية واعتقلت أكثر من 700 شخص من عدة مناطق منها بالعرڨب وڨرن القصعة ؛وادي الناموس ؛المنقوب وحاسي لحمر وغيرها ..وجمعتهم في معتقل «الخنفوسي»الذي كان يسمى بمعتقل «الضبط « على بعد 150 كم جنوبا عن مقر منطقة البنود حيث كان شاهدا على الجرائم التي قامت بها فرنسا حيث عذبت حشود المواطنين منهم أطفال و نسوة وشيوخ عاشوا ظروفا صعبة قطعت عليهم الإمدادات ظلوا للعطش والجوع والمرض ورضع ماتوا جوعا. اندلعت فوضى عارمة بعد استشهاد العربي بوعكة برصاصة غادرة وفي مساء ذاك اليوم قام هؤلاء المواطنين المعتقلين بالتوسل للجنود الفرنسيين على ضرورة إعطائهم وتزويدهم بجرع من الماء لأن الوضع تأزم ويقول محدثنا حتى اندلعت فوضى بالمعتقل الذي أسس على ضرورة القبض على المجاهدين المندسين بين المواطنين .وفي الصباح تم اقتياد الثائر «العربي بوعكة» الذي كُشف أمره وسط المواطنين وقام احد الضباط بإطلاق الرصاص عليه أمام الملأ حيث أصابه في الرأس فأرداه قتيلا يسبح بدمائه الطاهرة وواصل الجنود الفرنسيون إطلاق نيرانهم على حشود المواطنين الذين أصيب بعضهم بجروح خطيرة ويقول المجاهد بوسيف كان يوما اسودا بالمنطقة ولا ينساه أبدا لاسيما حادثة استشهاد البطل «العربي بوعكة» وبعد هذه العملية قام العدو بمواصلة جرائمه حيث ألقى القبض على والده المجاهد بوسيف محمد برفقة حوالي اكثر من 10 ثوار ذكر بعض منهم بوعمامة بن الشيخ (ابن شهيد) وحمزة بن بورحلة (مجاهد)الخ . الصعق بالكهرباء والضرب المبرح من أجل معلومة عن مجاهد ومن أشهر المعارك التي حضرها معركة «القصير» التي استشهد فيها بلخلادي والثائر المنيعي كان محافظا سياسيا وأضاف السيد بوسيف أنه تم القبض عليه سنة 1959 وعذبه المستعمر الفرنسي ولم يتحصلوا منه على أي معلومة ولم يبح بسر حتى سال الدم من فمه وكسرت أضلاعه حتى أصيب بمرض مزمن الذي ظل يعاني منه حتى يومنا هذا وبقى تحت التعذيب لمدة 9 أشهر بسجن القنادسة بمنطقة الساورة. خيمة الحاج بوسيف والدي كانت مركزا للثوار وأكد محدثنا بان كل السجناء تعرضوا لأبشع أساليب التعذيب كصعقهم بالكهرباء والضرب المبرح وفي نفس السنة أطلق سراحه وعاد إلى العمل الثوري وفي سنة 1961 تم القبض عليه وزج به في سجن «كلون بشار» ومكث هناك شهرين وأضاف محدثنا بان خيمتهم حولها والده المجاهد الحاج محمد بوسيف إلى مركز للثورة من سنة 1956 حتى الاستقلال وقدمت عائلته أكثر من 5 شهداء وفقدت أكثر من 90 جملا وكانت والدته مجاهدة .