يا آدم أيها الأب المنسي في غواية الشتات أيها الغريب بلا قبر ولا وطن اجمع تربتك ورحلك عد إلى منبتك هنا لا الطين طين ولا التربة تربة ولا الهواء هواء حتى الجنون لم يعد جنونا حواء عارية الجرح تجر ضلعك المكسور تخط عليه ما تخفى من الهدير بنبرة الغياب والحنين تخيط البحر بالبحر وتنذرنا بغواية الماء عد من حيث أتيت إن كنت حقا أتيت يا سيدي الجنة لا زالت مفتوحة على أصحابها منذ أن غادرت حدائقها وسواقيها لا زالت تربتها الزعفران وحصباؤها الؤلؤ والياقوت لن يحاسبك أحد عما مضى ستجد غرفتك كما تركتها وتفاحة الغواية أرجعها نيوتن إلى غصنها والشيطان الذي عصى الله هناك إذ افتخر بالجمر والنار أصبح في الأخير كما بدأ يحتل برجه العاجي ضمن ملائكة الرحمان عد يا آدم إلى مكانك الأول فلن ترى لا رملا ولا حجارة ولا بشرا ويمكنك أن تكبر كل يوم قليلا هناك ومن يدري ربما كان كرسي الله حليفك فتصبح نورا تسبح في الضوء كما لو أنك كنت شمسا أو قمرا أو نجمة لا سماء تكفيها ولا غيم يغطيها ولا نار تحرقها فأنت القمر والنار والشمس فلا تخف يا آدم فقد أصبحت قريبا مما حلمت به شبه كرسي في السماوات العليا تحيط بك ملائكته وبعض الشياطين تسخرها كلما أزعجك ملاك بطلباته الكثيرة