أكد الدكتور –لبوخ محمد- أستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس ونائب رئيس قسم العلوم السياسية أن الحديث عن الظاهرة الحزبية في الجزائر ودورها في الحياة السياسية يعود بنا الى علاقة النظام الحزبي بالنظام السياسي، هذه العلاقة التبادلية التي تفسر لنا تأثير الاحزاب في استقرار النظام السياسي من عدمه، كون الاحزاب السياسية تقوم بوظائف لتكون بمثابة حلقة وصل بين السلطة الحاكمة والمحكومين ولكي يؤدي الحزب السياسي دوره بشكل فعال في المجتمع فانه يقوم بعدة وظائف تتلخص في تنظيم المعارضة، تكوين المواطنين سياسيا وتعبئتهم، تحقيق الاستقرار في الحياة السياسية وضمان الانتقال السلمي للسلطة. بناء على هذه العلاقة يضيف الأستاذ في إتصال جمعه مع الجمهورية مكن لنا رصد هشاشة الظاهرة الحزبية في الجزائر سواء احزاب الموالاة او المعارضة، هذه الاخيرة التي يمكن تبرير عجزها من خلال عدة اسباب موضوعية جعلتها غائبة عن الفضاء العمومي وبعيدة عن المشاركة في صنع القرار، فالنظام السياسي عمل بعدة اساليب على تحييد هذه الاحزاب كغيرها من افراد المجتمع المدني من نقابات وجمعيات مما اضعف من فاعليتها وبالتالي لا يمكن تحميلها مسؤولية عدم القدرة على تأطير الحراك الشعبي او لعب دور الوسيط. وفي مقابل ذلك عمل النظام السياسي على ممارسة السلطة والتحكم في مفاصل الدولة في اطار احزاب الموالاة الكبرى لاكتساب نوع من الشرعية، وخلق مجتمع مدني خاص به لضمان اعادة تجديد نفسه وفق منطق أبوي زبوني مبني على الولاءات مقابل الامتيازات لنخب هذه الاحزاب، بل وحتى إعفاءها من المساءلة، الأمر الذي جعل رحيلها عن السلطة أحد أهم مطالب الحراك الجماهيري باعتبارها أداة استغلها النظام في احتكار السلطة. وبالتالي يضيف نحن امام حالة من التغول السياسي للسلطة الحاكمة على الاحزاب واضعافها، الأمر الذي نتج عنه هوة بين هذه الاحزاب والجماهير أدت مع مرور الوقت الى فقدان الثقة في الاحزاب ما يفسر الآن وبعد اربع اسابيع من المسيرات حالة الرفض الجماهيري لأي تأطير حزبي لهذه الحركة الاحتجاجية، والبحث عن وسائط اخرى للاتصال مع النظام كمواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت منصة للتعبير عن المطالب.