زاوية سيدي يحي بن صفية بسيدي الجيلالي أقصى جنوب ولاية تلمسان صرح ثقافي وعلمي بامتياز، تعمل على تحفيظ القرآن الكريم بأحكامه الواسعة ، وتحوز على مخطوط لمصحف قديم يرجع إلى عهود خلت. وتسهر زاوية سيدي يحي بن صفية بسيدي الجيلالي على تدريس معاني القرآن الكريم و تعليمه و طرق ترتيله لفائدة أزيد من 70 طالبا يشرف عليهم معلم ينحدر من منطقة تيميمون، وقد استقر في المنطقة منذ مدة طويلة بعدما جاء للزاوية كطالب، حيث يتوفر المكان على نظام داخلي معزز بكل شروط الراحة والإقامة ، علما أن هذه الزاوية أنجزها المرحوم المجاهد و الثوري صالح النهاري بداية الثمانينيات، و طورها تدريجيا لحين تحولها لمركب ديني منتصف التسعينيات، إذ تتكون من مرقد يضم 16 حجرة للدراسة، وجناح إداري كبير ومكتبة ثرية بالمؤلفات الفقهية واللغوية،و قاعة للمحاضرات وقاعة للعلاج، وأيضا مطعم شاسع وقاعة شرفية للضيوف . ويوجد بجانب الزاوية مسجد يضم 7 سكنات وظيفية لمشايخ القرآن الكريم الذي يشرفون على التدريس ، ويتخرج من الزاوية كل 3 سنوات إلى 5 سنوات حوالي 60 حافظا لكلام الله عز و جلّ ،وتعمل الزاوية إلى جانب نشر تعاليم الشريعة والثقافة الإسلامية على تعليم الأطفال ذكورا و إناثا، كما لها دور فعال في الصلح بين المتخاصمين و تأليف قلوب المتنازعين، من خلال تدخل رجال الدين القائمين عليها و استدعاء المتخالفين و المتناحرين أفرادا كانوا أم جماعات، و أكثرهم من أهل العرش لنواحي سيدي الجيلالي و لعريشة و القور و سبدو، و كذا من مناطق صحراوية على غرار عين الصفراء و المشرية والنعامة والبيض وحتى من بشار. الزاوية التي تتربع على مساحة تفوق 3 هكتارات قد استهلكت مبلغ 22 مليار سنتيم، عرفت توسعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، من أجل تحويله لمجمع مدرسي في القرآن الكريم ، وحسب الدكتور محمد الواد ابن صالح النهاري فهو يسعى إلى وضعه تحت تصرف مديرية الشؤون الدينية، بعدما راسل وزارة الشؤون الدينية، و في انتظار تحقيق ذلك ستبقى زاوية سيدي يحي بن صفية قبلة لمتعلمي القرآن الكريم من مختلف ولايات الوطن، لاسيما أنه تخرج منها ، مئات الطلبة الذين تحصلوا على مناصب الإمامة بمناطق القبائل والصحراء و غرب الوطن ،و جلهم من أبناء تلمسان .