قال المجاهد سي زوبير أن الاستقلال أعظم يوم في تاريخ الجزائر و فكر هنيهة و يرد « اعتقد أن يوم إعلان الاستقلال سيبقى و إلى الأبد أعظم يوم في تاريخ الجزائر لأنه جاء بعد مخاض عسير و بعد تضحيات جسام هو اليوم الذي علت فيه راية الوطن عبر هذه الجبال مشيرا إلى الجبال المحيطة ببلدية المرسى و هل يمكن للجزائري ان ينسى هذا اليوم و كل لحظة تمر أمام عيني صور تلك الحشود الكبيرة من المواطنين و هم يجوبون مختلف بلديات الوطن يحملون الرايات الوطنية و يهتفون بحياة الجزائر . و لا زالت تلك العبارة ترن في أذني «...تحيا الجزائر...تحيا الجزائر» و أردف قائلا لقد انتظرت الموت لأكثر من مرة و آلام الظلم و الحقرة التي انتهجها المستعمر ضد الشعب العزل الضعيف لا زالت تؤلمني إلى اليوم لكن اليوم الحمد لله تحقق حلمنا يصمت قليلا ثم يضيف «يا ولدي لو تنطق هذه الجبال لأنبأتك بما يدمي الفؤاد الاستعمار ارتكب هنا جرائم نكراء جرب فينا جميع الأسلحة الفتاكة بما فيها قنابل «النبالم» المحرقة كما جرى بجبل بوبحر الذي لا يزال شاهدا وكل من صادفته في طريقها حتى جنوده الذين كانوا في مواجهتنا لم يسلموا من النيران التي أحدثتها تلك القنابل حيث كان بين جثث الشهداء جثث جنود المستعمر و كانت الطائرات العمودية تقوم بتحويل الجثث الى تاوقريت بينما يترك جثث الشهداء عرضة لحيوانات الغابة تنهش أجسامهم يتوقف الحاج زوبير عن الحديث ليمسح دموعه و يواصل ..رسالتي إلى شباب اليوم عليهم ان لا ينسوا ما قدمه الآباء و الأجداد لهذه الأرض الطيبة سقيت بدماء غزيرة و عزيزة تركنا لهم تاريخا مشرفا اعترف به العالم و كتبنا ملحمة كان أبطالها مليون و نصف المليون شهيد هذا خلال ثورة نوفمبر الخالدة أما عبر مختلف مراحل المقاومة فقدمنا ملايين الشهداء فالجزائر اليوم أمانة في أعناقكم خاصة و نحن اليوم في مفترق الطرق فعلى شبابنا ان يختار الطريق الذي رسمه من ضحوا و قدموا أنفسهم فداء للحرية و الاستقلال التي ينعم بها أولادنا .