لا يختلف إثنان أن ما قدمه لاعبو المنتخب الوطني أول أمس بملعب السويس في مصر بإطار الدور الربع النهائي من كأس أمم افريقيا لا يندرج في خانة مباريات كرة القدم بل فاق ذلك ، حيث راح يسميها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أنها معركة رياضية ، تغلب فيها الأكثر إرادة و عزيمة طيلة ال90 رفاق القائد رياض محرز أعطوا كل ما عندهم في أكثر من 120 دقيقة أساسيين و بدلاء في وقت حساس تمر به البلاد جعلت أكثر من 40 مليون جزائري يتعاطف معهم و مع ابن حي ميموزا بغداد بونجاح الذي بكى و أبكى الملايين حرقة بعد تضييعه لركلة الجزاء التي كانت ستقتل المباراة لصالح المنتخب الوطني الجزائري و ليعيش هداف السد القطري بقية أطوار اللقاء بجوارحه و يبكي فرحا عقب الانتصار وسط تشجيعات زملائه و المناصرين الجزائريين الحتضرين في ملعب السويس و لم يستمر الأمر عند هذا الحد بالنسبة لبطل المباراة الأول بغداد في نظر الكثير من الجزائريين بل راحت وسائل الاعلام المصرية تكتب شعرا في بونجاح و تضرب به المثل في الروح الوطنية ، رجل الاجماع للكرة الجزائرية و الأكثر شعبية هذه الأيام جمال بلماضي ، بات يعطي دروسا قد تدرس في قادم الأيام في الجامعات و معاهد الرياضة في غرس روح المجموعة وسط الفريق ، قائد أولمبيك مارسيليا السابق على غير العاد في لقاء كوت ديفوار أول أمس و بعيدا عن قوة شخصيته و صلابته ، أبان عن وجه آخر يظهر فيه الأب أو الأخ الأكبر للاعبيه بعد صور مواساته للاعبه الشاب يوسف عطال ، في ظل كل هذا الفيلم الدرامي المرعب الذي عاشه الجزائريين ، يبقى الأهم هو التأهل للدور النصف النهائي بعد غياب عنه لتسع سنوات منذ ملحمة كبيندا في أنغولا حينما تفوق أشبال سعدان على ذات المنتخب بثلاثية مطمور ، بوقرة و بوعزة ، على أن يكون الموعد مع نسور نيجيريا يوم غد الأحد بداية من الساعة الثامنة زوالا بستاد القاهرة الدولي ، حيث سبق أن انهزمنا ضدهم في كؤوس افريقيا 4 مرات و فزنا 3 مرات و تعادلنا مرة. وبما أنها دورة تحطيم الأرقام للمنتخب الجزائري يأمل كل الجزائريين على تعديل الكفة و تحقيق الانتصار الرابع على النسور ، شريطة تصحيح بعض أخطاء مواجهة ربع النهائي .