لا يختلف إثنان ان بعد الانتصار الذي حققه المنتخب الجزائري،بالأداء والنتيجة أمام السنغال كان مستحقا ولا يسعنا إلا أن نسلط الضوء على روح المجموعة التي يتحلى بها محاربوا الصحراء،وتفجيرهم لطاقتهم وقوتهم القتالية فوق المستطيل الاخضر.وهذا لا يمكن إلا أن يكون مكسبا جديدا للفريق الوطني الذي يتطور من يوم لآخر وهو في طريقه الى استعادة هيبته وهوية لعبه الكرة التي عهدناها له في وقت ليس ببعيد. المتتبعون يرشحون الخضر لنيل اللقب في مصر لما يضمه المنتخب من عناصر أصبح لها شأن كبير بأرمدة من اللاعبين الأساسيين وآخرين على دكة الاحتياط لا يقلون شأنا ومسوى عن زملائهم.فعندما ترى مهاجمًا بارزًا مثل بغداد بونجاح يصبح أول من يدافع عندما يخسر الكرة وذلك عن طريق مضايقة خصومه باستمرار،أو العمل الدفاعي الذي يقوم به مهاجم منشستر سيتي رياض محرز،احد صانعي لعب الخضر،الذي لا يتردد في الرجوع قليلا الى الوراء لاسترجاع بعض الكرات من معسكر فريقه،نفهم بشكل أفضل لماذا كان المنتخب الوطني بحاجة الى تقني لديه رغبة الفوز وشخصية قوية في صورة جمال بلماضي،الذي كانت له القدرة على إبراز أفضل لاعبيه.ثم ماذا عن إبن الباهية وهران يوسف بلايلي،الذي تجاهله الناخبون منذ زمن طويل والذي يحضى بمصر بإعجاب الجميع وليس ياسين الإبراهيمي من يفكر في العكس،والمقتنع بكل روح رياضية بجلوسه على دكة الاحتياط وأول من فرح لهدف وميله بلايلي ضد السينيغال خاصة بعد ذلك التكامل والثقة اللذين وجدهما الناخب الوطني بينه وبين زميله بونجاح.ومع ذلك،وإذا كانت الجزائر مؤهلة الآن الى الدور الثاني فذلك راجع ايضا الى جميع اللاعبين الذين أظهروا انسجاما دفاعيا وهجوميا كاملا. فالثلاثي فغولي،بن ناصر أحسن لاعب خلال المقابلتين الاوليين،وقديورة لم لم يقصروا في عملهم في وسك الميدان،مثل ما عمل على الطرفين بصلابتهما،الظهيران بن سبعيني ويوسف عطال صاحب النزعة الهجومية،وتسهيلهما لمهمة ثنائي محور الدفاع ماندي وبلعمري اللذين اكتسبا مزيدا من التفاهم والتكامل.مباراة اليوم أمام متذيل لترتيب تنزانيا تبقى على الورق لصالح الجزائريين،وننتظر في رأينا تغييرات في التشكيلة الاساسية بلاعبين على الاكثر يكونا قد دخلا احتياطيين في المواجهتين السابقتين.فوز ثالث إنجاز في حد ذاته لم نحققه منذ استضافتنا للكأس عام 1990.