- إقبال متزايد للنسوة على الأقمصة حالة الهوس بالمنتخب الوطني الذي فاجأ الاختصاصيين وغير الاختصاصيين بمشواره الرائع في كأس إفريقيا للأمم الجارية حاليا بمصر والذي توجه بالتأهل إلى نهائي الدورة بعد فوزه في المربع الذهبي على نيجيريا، ساهمت في رفع مبيعات قمصان ‘'الخضر'' ومختلف الألبسة الرياضية والأدوات الأخرى الموشحة بالألوان الوطنية بشكل رهيب في الأسواق الوهرانية. إذ لم يعد هناك متجر يخلو من اللون الأخضر أو كل ما يرمز للألوان الوطنية ولباس ‘'الخضر'' منذ أن بدأ نجم أشبال المدرب الوطني جمال بلماضي يسطع في سماء ‘'أم الدنيا''. وفضلا عن المتاجر والمساحات التجارية الرسمية التي تشهد تسويقا معتبرا للقميص الوطني، فإن الأسواق الشعبية، على غرار سوق «المدينة الجديدة»، تشهد إقبالا منقطع النظير على شراء القميص المقلد للخضر. ولأن الفرصة مواتية بالنسبة للتجار الفوضويين للاستثمار في عودة المنتخب الجزائري إلى الواجهة بعد سنوات عجاف، فإنهم لا يترددون في ‘'احتلال'' الأرصفة بوسط المدينة أو حتى بالأحياء المعروفة بنشاطها التجاري الكبير من خلال تواجد المحلات ‘'الراقية''، على غرار حي «شوبو». وتشهد المتاجر طلبا متزايدا على قمصان لاعبي «الخضر» على الرغم من أن جلها صناعة مقلدة وبأسعار تتراوح ما بين 1000 إلى 2500 دينار جزائري بعيدة كل البعد عن سعر القميص الأصلي في المتاجر الرئيسية لشركة ‘'أديداس'' والتي حدد ثمنها ب8500 دينار جزائري، وفق ما كانت قد أعلنت عنه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قبل انطلاق المنافسة القارية، حيث تزامن ذلك مع استلامها لأقمصة جديدة أسابيع بعد جدل كبير تولد عن تجديد العقد مع الشركة المذكورة، باعتبار أن الأقمصة التي كانت تزود بها المنتخبات الوطنية لم تكن ترق إلى ذوق المسؤولين في الاتحادية ولا حتى الأنصار. وتسيطر حالة من الحيرة لدى الوهرانيين، وعموم الجزائريين بالتأكيد، الراغبين في الحصول على اللباس الرسمي للمنتخب بسبب غلاء سعره وهو ما جعلهم يتوجهون نحو القميص المقلد رغم قلة جودته. وصرح إلياس، وهو تاجر ملابس بسوق «المدينة الجديدة»، ل/واج بأنه وجد نفسه مضطرا للتصرف على طريقته من أجل توفير الأقمصة والبذلات الرياضية المقلدة بالألوان الوطنية لتلبية طلبات الزبائن المتزايدة منذ نهاية الدور الأول من المسابقة الإفريقية على وجه الخصوص، وهو الدور الذي استغله المنتخب الجزائري للتكشير عن أنيابه ما ولد طموحا وتفاؤلا كبيرا في نفوس الجزائريين. وكشف نفس التاجر بأن المتاجر والمحلات الموجودة في حي «المدينة الجديدة» أضحت لا تقدر على الاستجابة للطلبات الكثيرة للمواطنين من مختلف الأعمار في ظل تواصل النتائج الجيدة للمنتخب الوطني، متوقعا بأن الطلب سيكثر في ظل اقتراب ‘'الخضر'' من التتويج باللقب الافريقي للمرة الثانية في تاريخهم. قميص الجيل الذهبي للثمانينات يعود إلى الواجهة واللافت للانتباه أيضا بأن التقليد لا يمس القميص الرسمي الحالي للمنتخب الجزائري لأن البعض ارتأى إلى فكرة إعادة صناعة قميص المنتخب لسنوات الثمانينات، وهو القميص الذي يعيد إلى الأذهان أحلى فترات الكرة الجزائرية عندما تألقت في مونديال اسبانيا لعام 1982 رغم خروجها في الدور الأول منه. وأعاد القميص بالمناسبة الاعتبار إلى العلامة الجزائرية ‘'صونيتاكس'' التي اختفت نهائيا من الساحة الاقتصادية منذ عدة سنوات، ولكن المختصون في التقليد نجحوا في تصميم نفس القميص الذي ارتداه أساطير اللعبة الأكثر شعبية في البلاد أمام منتخبات عملاقة كألمانيا والبرازيل. وقال مراد، صاحب محل الألبسة والأجهزة الرياضية بحي ‘'شوبو'' بأن الطلب على الأقمصة القديمة للمنتخب الجزائري كبير جدا، إلى درجة أن أنصار «الخضر» أصبحوا يعتبرون قميص «صونيتاكس'' فأل خير على المنتخب الوطني الحالي. والغريب في الأمر أنه حتى بعد تأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم 2010 و2014، لم تعرف هذه البذلات مثل هذا الرواج، بل ولم يهتد المختصون في المجال لفكرة تقليدها على الإطلاق. والأكيد في كل هذا، حسب ما يذهب إليه أيضا سعيد، الذي أقبل على شراء أقمصة المنتخب الوطني المقلدة لأطفاله، أن السلع المعروضة من الأقمصة ومختلف البذلات الرياضية الخاصة بالمنتخب الوطني، إذا لم تنفذ قبل الجمعة المقبلة، قد لا تعرف سبيلا للتسويق بعد نهائي كأس إفريقيا في حال فوز الجزائر على السنغال لأن الطلب سيكون على الأقمصة الموشحة بنجمتين وليس واحدة مثلما هو عليه الحال الآن في إشارة إلى الكأس الإفريقية الوحيدة التي تحوز عليها خزينة المنتخب الجزائري والتي يأمل الجميع في تزينها بكأس ثانية يعود بها رفقاء القائد رياض محرز من أرض ‘'الفراعنة''. هذا وشهدت معظم أسواق إقبال متزايد للنسوة على اقتناء أقمصة «الخضر».