كل يوم يتكرر نفس المشهد وفي نفس الشوارع والأحياء و الطرقات أوساخ مرمية في كل شارع وفي كل زقاق و في كل مكان في وهران أمام المنازل ومداخل العمارات ووسط الطرقات والارصفة و أمام المدارس والمعاهد والمستشفيات وحتى المساجد و المؤسسات العمومية و الفنادق والحدائق والفضاءات السياحية التي أصبحت تنبعث منها يوميا روائح كريهة تسد الأنفاس و أحيانا تشعرك بالغثيان هذه هي إذن حال شوارع مدينة وهران التي مازالت مختلف مصالح بلدياتها عاجزة على إيجاد الحلول الضرورية للتخلص من النفايات المنزلية والقمامات التي أصبحت أكثر انتشارا عن قبل رغم إطلاق حملات النظافة التي كرست فشل القائمين عليها لا سيما وان أزمة القمامة تفاقمت بشدة مع حلول فصل الحر وبالأخص بأحياء وهران الشرقية والمجمعات السكنية بالأقطاب العمرانية الجديدة على غرار أحياء بلقايد وادي تليلات وحي النور والياسمين وحتى عدوى انتشار المزابل انتقلت إلى الحي الاقامي بالعقيد لطفي و نفس المشاهد المقززة تتكرر يوميا بالأحياء الشعبية القديمة كاحياء إيسطو و الحمري و اكميل ومرافال وحتى مناطق وسط المدينة وعلى ما يبدو أن المصالح المكلفة بجمع النفايات دخلت في عطلة وهو ما تفسره أكوام القمامة للمكدسة منذ أيام في عدة نقاط سوداء وكأن دوريات مصالح النظافة لم تزرها منذ فترة إلى درجة تشكل تلال من الاوساخ بعدما فاضت الحاويات الممتلئة عن أخرها من أكياس الزبالة التي تفوح منها روائح كريهة حيث أصبحت عاصمة الغرب المقبلة على إحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2021 غير قادرة بوسائلها المادية والبشرية على إحتواء الأزمة امام تهاون المسيرين مما أعطت مناظر تكدس النفايات في زوايا متفرقة في عز الصيف صورة مهينة جدا للمدينة المتوسطية في عيون مواطنيها وفي عيون السياح والمغتربين الوافدين اليها ولم تعد وهران باهية تسر الناظرين ببهاء أحيائها التي فقدت هذه الميزة ولم تعد قادرة على استرجاعها منذ سنوات ورغم أن أن المواطن يتحمل جزء من المسؤولية إلا أنه صار يشعر بالقرف وهو ينظر إلى حال شوارع المدينة محملا المسؤولية لسلطات المحلية التي لم تعد حريصة على نظافة المحيط إلى درجة أن معظم الأحياء والشوارع الكبرى والرئيسية تتنفس القمامة فالمتجول في شوارع وهران بمكن ان يلاحظ بسلاسة تراكم النفايات المنزلية و بقايا مواد البناء ومخلفات المحلات على امتداد الشوارع ووصولها إلى عدد من الفضاءات واحتلالها للاماكن العامة بشكل لافت في مشهد يتحسر له كل من يزور المدينة المقبلة على استضافة أهم حدث رياضي متوسطي كما انه يتأسف على حالة عاصمة الغرب التي لطالما صنفت من بين المناطق السياحية الراقية بعدما أصبحت القمامة أحد الملفات الشائكة على مكاتب المسئولين فعلى الرغم من محاولات إنهاء أزمتها عبر حلول إلا أن البعض قال عنها إنها نموذجية ومجرد حملات فاشلة إلا أن الأزمة ما زالت قائمة دون حل أو على الأقل وضع حد لانتشارها أو مواجهة أضرارها على الصحة العمومية