-ماجدوى من حملات التشجير بالمناطق التي لم تتخلص من المفرغات العشوائية؟ عادت مجددا أزمة انتشار القمامة بمختلف أحياء مدينة وهران وشوارعها لتتصدر انشغالات المواطنين اليومية أمام حيرة المسؤولين الذين لم يجدوا حلا نهائيا لمواجهة هذا الوضع البيئي المتردي الذي أصبح ظاهرة قائمة بذاتها حيث تفاقمت مشكلة تراكم النفايات بشكل غير طبيعي في الفترة الأخيرة ولم يظهر أي اثر لحملات التنظيف التي أطلقتها السلطات منذ شهور بل توارت وراء أكوام الزبالة التي لاتزال متناثرة في عدة زوايا وفي وسط الشوارع و داخل المجمعات الحضرية وبالأسواق وفي كل مكان انطلاقا من أحياء وسط المدينة مرورا بالأحياء القديمة و البلديات النائية ووصولا إلى المجمعات السكنية الجديدة بالجهة الشرقية المتجول بشوارع بلدية وهران يمكن أن يلاحظ بسلاسة تراكم النفايات المنزلية و مخلفات المحلات و بقايا مواد البناء على امتداد الشوارع ووصولها إلى عدد من الفضاءات باحتلالها الأرصفة و المساحات الخضراء والأماكن العمومية و الحدائق إلى درجة أن العائلات الوهرانية و ولا حتى ضيوفها لم يعد بمقدورهم إيجاد أماكن للاسترخاء وقضاء أيام الراحة دون رؤية تلال المزابل والأكياس البلاستيكية المتطايرة في مشهد يتحسر له كل من يزور هذه المدينة المقبلة على استضافة أهم حدث رياضي متوسطي بعد أربع سنوات وهو يتجول في أحيائها وأزقتها كما أنه يتأسف عن الحالة التي آلت إليها عاصمة الغرب التي لطالما صنفت من بين المناطق السياحية الراقية القمل و الجرب و الحساسية أوبئة تعود للظهور بالإحياء الشرقية ولعل ابرز النقاط السوداء التي لاتزال عقدة المسؤولين المحليين تتمركز بالأحياء الشعبية العتيقة على غرار المدينة الجديد وتحديدا عند مسار الترامواي بشارع حوحة محمد المعروف بشارع معسكر اين تتكدس يوميا علب الكرتون و الأكياس البلاستيكية بجانب مخلفات المناز ل في مشهد فوضوي مثير للاشمئزاز أما بداخل السوق فحدث ولا حرج خصوصا وان الأوساخ والروائح الكريهة أول شيء تجده في استقبالك عند الجهة المعروفة بسوق السمك الذي تنعدم فيه النظافة أمام انتشار واسع للقطط بينما يجد المتبضع نفسه مضطرا إلى السير فوق بقايا الخضر من اجل الولوج إلى مدخل السوق والأمر لا يقتصر على سوق سيدي عقبة بالمدينة الجديدة ونفس السيناريو يتكرر بالأسواق الأخرى على غرار سوق الاوراس بوسط المدينة حيث يخفي الباعة مخلفات سلعهم تحت الطاولات بينما تتوزع المفارغ الفوضوية قرب محلات البيع بالجملة والتجزئة في عدة مناطق على غرار حي أسامة وحي اكميل والحمري و مديوني ولا يختلف الوضع لبيئي المؤسف في سائر الأحياء بل بلغ ذروته في كل من بلديات بئر الجير و سدي البشير حيث يشتكى سكان أحياء ايسطو الصباح والياسمين من انتشار الكلاب الضالة و الحشرات والجرذان بسبب تكدس النفايات وأبدى البعض تخوفهم الشديد من الأمراض والأوبئة التي قد تسببها هذه الأوساخ التي تعد مصدرا مصدرا للميكروبات بمختلف أنواعها كالفيروسات التي تمثل سبب أغلب أنواع السرطانات بالإضافة إلى الأمراض المعدية المميتة مثل السل،الكوليرا والتفوييد وغيرها من الأوبئة الفتاكة خصوصا وان بعض الأمراض عادت للظهور مجددا بالأحياء الجديدة على غرار القطب الحضري ببلقايد كالقمل و الجرب والحساسية أما البلديات النائية فحالها أسوء بكثير مما تشهده أحياء بلدية وهران لاسيما بكل من بلديات بن فريحة و حاسي وبونيف و السانيا حيث اشتكى سكان هذه المناطق من انتشار المفرغات كفطريات متسائلين عن جدوى حملات التشجير قبل التخلص من القمامة و البناءات الفوضوية التي عقدت من الأزمة و توسعت بشكل يستدعي تدخل الجهات المسؤولة للتحكم في الظاهرة على الأقل من اجل القضاء على المفارغ العشوائية المحاذية للمنازل مثلما هو عليه الحال بحي عين البيضاء الأكثر تضررا من هذه الظاهرة التي هزمت كل محاولات الاميار الفاشلة في مواجهة الأزمة و لم تعد مراكز الردم و حملات الفرز مجدية للتخلص من القمامة فما الجدوى من حملات التشجير للحفاظ على التوزان البيئي أمام انتشار المفارغ الفوضوية في جميع البلديات