إن نظافة المحيط و البيئة تعتبر من علامات التطور و الحس الحضاري في مدن العالم كلها ، كما تدل على مدى التزام السكان بالقوانين التي تسير تلك المدن و المجمعات السكانية و كثيرا ما تتنافس كبريات مدن العالم على مدى نظافتها و مظهرها الجميل ،و تخصص الهيئات والمجالس التي تسيير المدن والقرى على حد سواء مبالغ مالية هامة من أجل بيئة نظيفة وصحية ، لكن الحال في مدننا وقرانا يبعث على الأسف والحسرة حيث تواجهنا أكوام الفضلات المنزلية في كل مكان و المياه القذرة المتراكمة هنا وهناك في أنحاء مدينة كبيرة كمدينة وهران حتى أن الناس قد تعودوا على رؤية تلك المشاهد المشوهة لمنظر المدينة ، فضلا عن التأثير السلبي والمضر لتلك القاذورات والمياه المتعفنة على صحة المواطن خاصة أننا نجد مثل هذه المشاهد في الشوارع المجاورة للأسواق، وقد انتشرت الأوساخ في كل مكان بما في ذلك وسط المدينة والشوارع التجارية التي يقصدها الناس للتسوق حيث لا فرق نجده اليوم بين وسط المدينة وجهات المدينة الأخرى، فالنظافة الغائبة تنم عن غياب شبه كلي للسلوك الحضاري في كل مكان . وإذا كانت نظافة المدن في العالم تحظى بأهمية واهتمام كبيرين فنحن لا نزال لم نجد الوسيلة و الإستراتيجية الناجعة والفعالة لمعالجة وتسيير وإعادة استغلال للفضلات المنزلية رغم توفر مراكز الفرز والردم لكن دون جدوى ،لسبب وحيد هو أن كميات الفضلات المنزلية كثيرة و ما هو موجود من هيئات لرفعها غير كاف ، ونتيجة لذلك تظل أحياء المدن تئن تحت أكوام الأوساخ والقاذورات المنتشرة في كل مكان خاصة في التجمعات السكانية الفوضوية والأحياء القصديرية هنا وهناك ، وضمن هذا المشهد لا نجد مكانا لشيء اسمه السياحة في بلادنا التي يجب الاستثمار فيها على مختلف الجوانب و نعني هنا جانب الهياكل السياحية من فنادق وغيرها، ومحيط وبيئة المدن التي يجب السهر على نظافتها لنكسب رهان جلب السياح .